الحياة السياسية

الأغلبية المفترضة مجرّد كيان خيالي. على الأرض، هناك تجريف للتنوّع السياسي والفكري داخل المجتمع العراقي بشكل عام، وداخل حيّز الجماعة السكّانية الشيعية نفسها.

خلاص الدولة في لبنان وديمومتها منوطان بعقلنة المؤسّسات، وبردم الهوّة القائمة بين النّصوص الدستوريّة والممارسة السياسية. وإذا كان شأن البنيان العقلاني للدولة حماية الثقافات المنضوية في كنفه، فإنّ مصلحة هذه الثقافات تكمن في عدم التعملق على هذا البنيان.

لعل الغائب في نقاشٍ جار في المغرب البعد الدستوري في تعبئة المجتمعين، السياسي والمدني، ضد الفساد وفهم الطريقة المثلى في تمفصل الجهازين معا، الحكومة والحكامة، في محاربته، فالتعيين في الهندسة الجديدة لا يقتل السياسة لكن الفساد يقتلها ويقتل الحكامة معها‫

تدّعي إسرائيل أنّ تجربتها الديمقراطية تتوافق مع المعايير الغربية. وإذا كانت تقاليد الغرب تبقي المسؤول في وظيفته طالما لم تثبت عليه تهم فساد، أو طالما بقي فساده مستوراً، فإنّ الوضع ليس كذلك في إسرائيل، بل أصبح يشبه ما يحدث في بعض بلادنا العربية.

بدأت أعراض "السكتة الوطنية" تظهر على ملامح ليث شبيلات، الذي يكره الصمت والسكوت عن التجاوزات، والفساد، ثم راحت تزداد حدّة مع "الفضائح" التي تظهر تباعاً، ومع الأحداث الجسيمة التي يعيشها وطنه. أبو فرحان صاحب الفرح المؤجّل لم يفقد أبداً يقينه بالأجيال.

انهمكنا خلال العشرية الماضية في بناءٍ مؤسّساتي لهذه الديمقراطية الهشّة والعليلة أصلاً، وتغافلنا عن قيم الناس وقناعاتهم التي ظلت بعيدة، تقطن أراضي ظلت تحنّ إلى الاستبداد. لم تُغيَّر مناهج الدراسة أو التربية من أجل احتضان هذا الوافد الجديد علينا.

عن ستة وتسعين عاماً، توفيت ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، قضت منها سبعين عاماً في الحكم، لم تكن كلها وردية، بل تخللها صراعات وعنفا دمويا، قبل أن تنسحب من الحياة السياسية، مكرسة حالة الملكية الدستورية بعد استقرار النظام الحزبي في البلاد.