نرمين الدمياطي من التاريخ إلى أزياء المحجبات

16 فبراير 2015
نيرمين الدمياطي في مشغلها (العربي الجديد)
+ الخط -
الإرادة والإبداع هما سر نجاح نرمين الدمياطي. درست التاريخ والآثار في الجامعة الإسلامية في قطاع غزة، لكن موهبتها في تصميم الأزياء دفعتها لدراسة فن وتصميم الأزياء، وإنشاء مشغل خاص بها لتصبح أول مصممة أزياء في قطاع غزة. 

أزياء المحجبات
ركزت الدمياطي فكرتها الاساسية في إطار تصميم "أزياء المحجبات"، إذ إن الفكرة تراودها منذ الصغر. كما لعبت عوامل أخرى دوراً في إبراز موهبتها وتحقيق حلم إقامة مشغل للثياب، ومن ثم دار أزياء.
بحسب الدمياطي، فإن الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، لم تسمح بتشغيل كافة الخريجين، الأمر الذي يدفع بالشباب للاتجاه نحو الأعمال الحرة، ومن هنا بدأت تظهر فكرة دار الأزياء. تقول لـ"العربي الجديد": تتنافى الأزياء المستوردة للمحجبات في أسواق غزة، مع العادات والتقاليد، بالإضافة الى كون أزياء المحجبات غير متوافرة بالشكل المطلوب، ولا تلبي حاجات ومتطلبات المرأة المحجبة، خاصة الصبايا وصغيرات السن. وتضيف: "فكّرتُ جدياً في إيجاد حلول تناسب فتيات غزة، الأمر الذي دفعني لتأسيس مشغلي الذي أسميه "فوال مودا"، لتنفيذ تصاميمي الخاصة بأزياء وفساتين للمحجبات بطريقة عصرية، تمزج بين الحداثة والتراث بشكل يتناسب مع العادات والتقاليد في غزة".
وتضيف الدمياطي: "بدأت عملي من داخل بيتي منذ ثلاثة أعوام، فبعد انتهائي من دراسة فن التصميم، بدأت في التطبيق العملي للأزياء من خلال تأمين متطلبات الأقارب والجيران، وبدعم منهم، بدأت بجذب الزبائن، حتى نلت شهرة في هذا المجال ونجحت في المشروع وأصبح لي اسم مميّز داخل المجتمع الغزاوي".

ابداع في الألوان
وتضيف الدمياطي: "حاولت تغيير الصورة النمطية للألوان، خاصة اللون الأسود المنتشر في أوساط السيدات في غزة، فقمت بمزج وإدخال ألوان أخرى من خلال إقناع السيدات بألوان عصرية مغايرة تناسب الشكل والعمر، الأمر الذي لاقى قبولاً واستحساناً".
وبعد النجاح الذي حققته، وارتفاع عدد الزبائن، تشير الدمياطي إلى أنها اضطرت إلى "الانتقال إلى موقع جديد بالقرب من الجامعات لسهولة وصول الطالبات والسيدات المحجبات إلى مشغلي، ولتوسيع قاعدة الزبائن".
لا يعتبر دار أزياء الدمياطي وحدة تشغيلية محصورة بها، إذ إن دارها يشغّل فريق عمل مكون من أربعة فتيات جميعهن من خريجات الجامعات، لم يجدن فرصة للعمل بسبب البطالة، فكانت الفرصة للعمل مع الدمياطي، حيث تقول: "نعمل في دار الأزياء كمجموعة واحدة، تسعى كل منّا الى تنفيذ ما تطلبه السيدات، فكل فتاة لها تخصص فريد بها في الرسم والتصميم ومزج الألوان والإشراف، لننجز عملنا بأسرع وقت وبدقة متناهية بعيداً عن ظروف الحصار".
يحقق مشروع الدمياطي إقبالاً جدياً، لكنه، وفق رأيها، ليس بالصورة المطلوبة بسبب الوضع الاقتصادي الذي يمر به سكان غزة، وتقول: "أحاول أن تكون أسعاري في متناول الجميع للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المواطنات".

ضعف الإمكانيات
وعن المعوقات التي تواجه عمل مشروع أزياء للمحجبات، تقول الدمياطي إن الآلات والماكينات الموجودة ليست متطورة وحديثة، "فأغلب أعمالنا تتم بطريقة يدوية، وبأدوات بسيطة، إضافة الى غياب التيار الكهربائي وإغلاق المعابر، حيث لا تتوفر المواد الخام، من الأقمشة ومستلزمات الخياطة والتصميم، فنضطر الى استعمال ما يتوفر في الأسواق المحلية والتي تؤثر على عملنا مع زيادة المصاريف وارتفاع الأسعار".
أما عن أحلامها، فتقول الدمياطي: "كان حلمي خلال فترة الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة، المشاركة في معرض للأزياء عقد فى القاهرة، لكن أوضاع القطاع وإغلاق المعابر حالت دون تحقيق هذا الحلم، فأنا أتلقى العديد من الاتصالات من سيدات محجبات يعشن في الدول الاوروبية، شاهدن أعمالي ويرغبن في شراء أزيائي بسبب عدم وجود مثيلاتها في دولهن، لكني لا أستطيع تلبية طلباتهن لإغلاق المعابر وصعوبة وزيادة كلفة التوصيل".
وتكمل الدمياطي حديثها، فتقول: "طموحاتي المستقبلية، تتعلق بتوسيع المشروع ليصبح مشغلي مصنعاً كاملاً أطلق من خلاله داراً للازياء المتكاملة للمحجبات بالمواصفات العالية الجودة، أنافس من خلاله المنتجات العالمية".
المساهمون