استمع إلى الملخص
- عبر المحتجون عن استيائهم من تقنين الكهرباء الذي يصل إلى خمس ساعات مقابل أقل من ساعة وصل، مما يؤثر على ضخ المياه ويزيد من معاناتهم، مشيرين إلى عدم اهتمام السلطات رغم كثافة السكان.
- بدأت الاحتجاجات في جرمانا قبل عام بالتوازي مع انتفاضة السويداء، ويعتقد الناشطون أن انفجار الأوضاع بات وشيكاً بسبب عدم فعالية الوعود الحكومية.
نظّم عشرات المواطنين من مدينة جرمانا في ريف دمشق، مساء يوم الاثنين، اعتصاماً ليلياً في ساحة "الرئيس" وسط المدينة، احتجاجاً على تردي وضع الخدمات من كهرباء ومياه. وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإن المحتجين قاموا أولاً بقطع الطريق المحوري في عدة أماكن بالمدينة بالدراجات النارية، ما أسفر عن تقييد حركة السير فيها، فيما قام أصحاب المحلات التجارية بالتضامن من خلال إغلاق محالهم.
وأشارت المصادر إلى أن الأجهزة الأمنية استنفرت فور حدوث الأمر، بينما توجه محافظ ريف دمشق بشكل سريع إلى المدينة للوقوف على مطالب المواطنين وتهدئة الشارع، بالتزامن مع وصل التيار الكهربائي في فترة التقنين كمحاولة لامتصاص غضب الشارع.
وقال أحد المحتجين الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في حديثه مع "العربي الجديد"، إن "واقع الخدمات يزيد سوءاً يوماً بعد يوم، فساعات تقنين الكهرباء تصل إلى خمس مقابل أقل من ساعة وصل، وأحياناً ترافقها أعطال وانقطاعات، وهذا ينعكس على ضخ المياه ويفاقم المشكلة، في الوقت الذي لا تبدي السلطات فيه أية حلول في المدى المنظور".
وأضاف أنه "على الرغم من أن جرمانا مدينة مزدحمة يقطنها خليط سكاني من كامل المحافظات السورية، يزيد عددهم عن مليوني نسمة، إلا أن السلطة لا تهتم لهذا المخزون الضخم المجاور للعاصمة ولا تخشى من انفجاره في أي وقت لأنه في نظر السلطة هو جمهور موالٍ".
وكان ناشطون في جرمانا قد بدأوا بحراك سلمي قبل حوالي العام، بالتوازي مع انتفاضة أهالي السويداء، إلا أن السلطات في دمشق أرسلت "صفوان أبو سعدة" محافظ ريف دمشق، حينها، وقدم وعوداً لوجهاء المدينة بخدمات تميز جرمانا مقابل عدم تشجيع الحراك والسماح للدولة بقمعه وملاحقة الناشطين.
وفي هذا الشأن، يقول الناشط المدني عماد الرافع، في حديثه مع "العربي الجديد": "لقد استطاعت السلطات تحييد مدينة جرمانا عن الحراك الشعبي في السويداء، ونجحت إلى حد كبير في إخماد أي محاولات للاحتجاج في جرمانا، ولكن هذا لن يطول، وهي تدري أن امتداد الحراك إلى ريف دمشق هو إيذان بنهاية هذا النظام، لأن جرمانا بالتحديد يقطنها جزء كبير من أبناء السويداء، بالإضافة إلى مئات آلاف المهجرين من المحافظات السورية ومن مخيمات اليرموك وفلسطين وريف دمشق، وهؤلاء بهذا الخليط يشكلون الخطر الحقيقي على السلطة في العاصمة، وأعتقد أن انفجارهم لم يعد بعيداً".
ويعتقد أحد أبناء المدينة الذين شاركوا في الاعتصام، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن "بركان السوريين ككل سوف ينفجر عما قريب، والوصفات المسكنة التي بات ينتهجها النظام لم تعد قادرة على تخدير الناس، وباتت منتهية الفعالية، وسيصل الألم إلى النخاع، وبالتالي ستنفجر الأوضاع عما قريب". وأردف: "يكفي الناس ذلاً وقهراً وقمعاً ووعوداً واهية بالإصلاحات، ولن نسمح لهذا النظام بعد الآن بالضحك علينا والاستخفاف بعقولنا كما يفعل دائماً، نريد حقوقنا الخدمية كاملة غير منقوصة، وعلى هذه السلطة أن تحذر من دأبها على اختبار صبرنا".
وعلى مر السنوات الثلاث عشرة الماضية شهدت مدينة جرمانا العديد من الاحتجاجات المدنية، منها ما يتعلق بالمطالب المعيشية وأخرى مناصرة للاحتجاجات السورية، ولكن سرعان ما كان النظام يقمعها بواسطة لجان كتائب البعث والدفاع الوطني ويلاحق منظميها ويعتقلهم.