لماذا فاز برشلونة؟ كلاسيكو ناري

20 مارس 2023
ابتعد فريق برشلونة بفارق 12 نقطة عن ريال مدريد (Getty)
+ الخط -

حقق فريق برشلونة انتصاراً مهماً أمام الغريم والمنافس فريق ريال مدريد في الجولة الـ 26 من منافسات بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم (2 – 1) على ملعب "كامب نو" وبحضور 95 ألف مشجع وملايين المتابعين عبر الشاشات.

تقدم ريال مدريد بعد 9 دقائق بهدف عكسي إثر عرضية البرازيلي فينيسيوس جونيور، التي ارتطمت برأس الأوروغواياني رونالد أراوخو، لتسكن المرمى، ثم عادل برشلونة بهدف الإسباني سيرجي روبيرتو، قبل نهاية الشوط الأول، ليُسجل العاجي البديل، فرانك كيسيه، بعد ذلك هدف الفوز وحصد النقاط الكاملة في الدقيقة الثانية من الوقت البديل.

وفي هذا الإطار، عزز فريق برشلونة حظوظه في التتويج بلقب الليغا رقم 27 (ريال مدريد حامل اللقب الموسم الماضي اللقب 34)، إذ رفع رصيده 68 نقطة بفارق 12 نقطه عن ريال مدريد الثاني برصيد 56 نقطة قبل 12 جولة من نهاية المسابقة، كما واستمر مسلسل تفوق برشلونة بالفوز بأربع مباريات من آخر 5 مباريات (1 - 0 ودياً في يوليو/ تموز 2022، 3-1 في السوبر في يناير/ كانون الثاني الماضي، هدف نظيف في ذهاب نصف نهائي الكأس، 2-1 في الدور الثاني من بطولة الدوري ويبقى لقاء الإياب في نصف نهائي الكأس في 5 إبريل/ نيسان في ملعب كامب نو).

كما وحقق برشلونة انتصاراً على ملعبه بعد 4 مباريات سابقة، وهو الفوز الذي لم يتحقق منذ التفوق (5 – 1) في عام 2018، حينما تفوق مدرب النادي الكتالوني، الإسباني إرنستو فالفيردي على مواطنه جولين لوبيتيغي، والذي تمت إقالته بعد المباراة، ليُحقق برشلونة لقبه الـ 26 في نهاية الموسم آنذاك.

وفي المجموع، جاء تفوق البلاوغرانا على النادي الملكي بصعوبة وفي اللحظات الأخيرة بقمة تليق بقيمة وتاريخ المواجهات، والفوز هو رقم 100 لفريق برشلونة في مختلف المسابقات، بينما فاز ريال مدريد في 101 لقاء وانتهت 52 مباراة بالتعادل، بينما في الدوري الإسباني حقق برشلونة 74 فوزاً، 77 فوزاً لفريق ريال مدريد وحصل التعادل في 35 مباراة.

هذا وشهدت المباراة معادلة الإسباني سيرجيو بوسكيتس للرقم القياسي للمشاركات بــ29 مباراة في الدوري، معادلاً رقمي الأرجنتيني ليونيل ميسي والإسباني تشافي هيرنانديز.

بوسكيتس أكثر لاعب شارك بالكلاسيكو بمختلف المسابقات (47 مباراة)، أما الإسباني سيرجيو راموس وميسي فلهما 45 مباراة.

وهناك أسباب عدة ساهمت بالانتصار والفوز الغالي؛ الأمر الأول، الثقة والإيمان بالقدرات لدى لاعبي برشلونة بعد الانتصارات الـ 3 الأخيرة المتتالية على النادي الملكي، فضلاً عن الحالة النفسية والمعنوية للاعبين، إلى جانب فارق النقاط المريح قبل المباراة برصيد 9 نقاط، والروح والإصرار والرغبة بالفوز كخطوة نحو التتويج.

الأمر الثاني هو تشافي والتشكيل المناسب واستمرار أراوخو كظهير أيمن لرقابة فينيسيوس أهم لاعبي فريق ريال مدريد، إلى جانب الفرنسي جول كوندي والدنماركي أندرياس كريستنسن قلبي دفاع، وإيقاف الفرنسي كريم بنزيمة هداف النادي الملكي، وتألق الإسباني أليخاندور بالدي كظهير أيسر وجناح بأدوار هجومية، إلى جانب مهام رئيسية بالوسط والمحور من الإسباني بوسكيتس والهولندي فرينكي دي يونغ، اللذين قدما مباراة كبيرة وخصوصاً دي يونغ، فضلاً عن الدفع بسيرجي روبيرتو، صاحب هدف التعادل والذي اختير رجل المباراة معوضاً غياب بيدري المصاب.

الأمر الثالث هو دور غافي وتحركاته المزعجة بحيوية ومهارة، إلى جانب أخطر لاعبي برشلونة البرازيلي، رافينيا، الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته معوضاً غياب الفرنسي المصاب عثمان ديمبيلي، والتحركات والدور المهم، للبولندي روبرت ليفاندوفسكي، وخصوصاً بالهدف الثاني الذي جاء بفضل تمريرة الكعب لبالدي صانع الهدف، والتوفيق الكبير بدخول كيسيه صاحب الهدف الغالي للانتصار وأيضاً، فيران توريس وأنسو فاتي، ومستغلاً السرعات كسلاح للمرتدات في ظل ضغط ريال مدريد ووجود مساحات نجح باستغلالها وسجل هدف الفوز القاتل.

كما ويملك فريق برشلونة أيضاً تركيزاً أكبر على الألقاب المحلية، بعد تتويجه بلقب السوبر والسعي لتحقيق الدوري والكأس بعد الخروج في دوري أبطال أوروبا من المجموعات وانتقاله إلى الأدوار الإقصائية في الدوري الأوروبي والخروج أمام مانشستر يونايتد بملحق الدوري الأوروبي.

بالنسبة لريال مدريد، هو تُوج بلقب كأس العالم للأندية ويلعب في الدور ربع النهائي لدوري الأبطال أمام فريق تشلسي الإنكليزي.

ويُحسب للمدرب تشافي هيرنانديز التعامل على مراحل بالمباراة، بدءاً بالضغط العالي والسيطرة في الشوط الثاني، والدفاع المنظم والمرتدات والرد على تبديلات الإيطالي كارلو أنشيلوتي الموفقة لريال مدريد (فيرلاند ميندي، رودريغو، أوريلين تشواميني، داني سيبايوس، ماركو أسينسيو)، والتي أعطت للنادي الملكي التفوق والسيطرة، ثم إحراز هدف ألغته تقنية "الفار" بسبب التسلل على أسينسيو في الدقيقة 82، وفرض إيقاف بنزيمة الذي فشل بالتسجيل في آخر 9 مباريات في كل المسابقات بملعب "كامب نو" ومنها 7 مباريات أخيرة في بطولة الدوري.

في المقابل، أكد تشافي بعد المباراة أنّ اللقب لم يحسم بعد، وأنّه سعيد بالانتصار والأداء والاقتراب من لقب "الليغا"، في حين وجّه أنشيلوتي، اتهامات للتحكيم محملاً إياه مسؤولية الخسارة.

الكلاسيكو متعة لا تنتهي وانتصار هو الأغلى لفريق برشلونة، في واحد من أمتع اللقاءات على الإطلاق.

المساهمون