لماذا تُقبل الأندية الأردنية على التوقيع مع لاعبين فلسطينيين؟

رام الله
صورة
خليل جاد الله
صحافي رياضي فلسطيني مقيم في رام الله
03 اغسطس 2024
أندية الدوري الأردني تدعم صفوفها بالمواهب الفلسطينية
+ الخط -

أقبلت الأندية الأردنية على التعاقد مع عدد من اللاعبين الفلسطينيين، في الآونة الأخيرة، مستثمرة فرصة توقّف الدوري الفلسطيني. وتوقّف الدوري الفلسطيني للمحترفين في السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مباشرةً بعد اندلاع أحداث عملية طوفان الأقصى، وحرب الإبادة الإسرائيليّة؛ فتوقف لاعبو الكرة الفلسطينية عن ممارسة رياضتهم، قبل أن ينتقل عدد منهم في فترة الانتقالات الشتويّة الماضية إلى أندية في دولٍ مختلفة، أبرزها: ليبيا والأردن ومصر، ثم وقّع ستّة منهم مع أندية أردنية خلال فترة الانتقالات الصيفيّة الحاليّة.

لاعبون فلسطينيون انضموّا للدوري الأردني 

وظفر حامل لقب الدوري الأردني في الموسم قبل الماضي، نادي الفيصلي، بخدمات قائد منتخب فلسطين لكرة القدم، مصعب البطاط، مباشرةً، بعد تجربته الناجحة مع منتخب فلسطين في بطولة كأس آسيا "قطر 2023"، إذ قاد "الفدائي" إلى دور الستة عشر بالبطولة لأول مرة في تاريخه. وإلى جانب الفيصلي، تعاقد نادي الأهلي مع اللاعبين أنس بني عودة وحمادة مراعبة، فيما وقّع السلط مع عميد صوافطة، وتمت هذه الصفقات في فترة الانتقالات الشتويّة من الموسم الماضي، وأثمرت بشكل واضح، إذ لم يتعرّض الفيصلي للخسارة في بطولة الدوري في حضور البطاط، وحافظ الأهلي والسلط على بقائهما في دوري المحترفين، بعد تهديدهما بشبح الهبوط.

ومع انطلاقة الموسم الحالي أعلنت الأندية الأردنية تعاقدها مع خمسة لاعبين فلسطينيين، حتى الآن، إذ جدّد نادي الفيصلي تعاقده مع المدافع، مصعب البطاط (30 عاماً)، وضمّ إلى جانبه مهاجم المنتخب الفلسطيني، تامر صيام (31 عاماً)، فيما ضمّ نادي الجزيرة نجمي المنتخب الفلسطيني الأولمبي، المدافع وجدي نبهان (23 عاماً)، والمهاجم محمد صندوقة (21 عاماً).

ومن جانبه أعلن نادي الصريح تعاقده مع صانع الألعاب الفلسطيني، سامح مراعبة (32 عاماً)، الذي خاض تجربة احترافيّة قصيرة مع نادي الخليج أجدابيا، في دوري الدرجة الأولى الليبي لكرة القدم، أخيراً، بعد تجارب كثيرة في الملاعب الفلسطينية، تُوجّت في الموسم قبل الماضي بالفوز ببطولة دوري المحترفين مع نادي جبل المكبر.

وكشف اللاعب، الذي شارك في بطولة كأس آسيا 2019 مع منتخب فلسطين، في لقاء خاص مع "العربي الجديد" عن تواصل مسبق أجراه معه نادي الصريح بعد توقف المنافسات الكرويّة في فلسطين، مضيفاً: "تواصل معي رئيس نادي الصريح، وعدد من أعضاء الهيئة الإدارية، من أجل تمثيل الفريق، إذا تمكّن من العودة إلى دوري المحترفين، وبالفعل عندما تمكّن من الصعود مجدّداً وقّعت معه عقداً لموسم واحد، وفضّلت هذا العقد على عقود أخرى في ليبيا والأردن، بسبب الاتفاق المسبق، وبسبب رغبة الفريق بالعودة إلى مكانته الحقيقيّة مع الأندية الكبيرة في الأردن". وعن مستوى تنافسية الدوري الأردني، أكد مراعبة: "الدوري الأردني في الفترة الأخيرة يشهد تطوّراً واضحاً انعكس على نتائج المنتخب الأردني، هناك تنوّع في هوية الحاصلين على البطولات، وهذا يبشّر بموسم مميز، نأمل أن يكون لنادي الصريح بصمة واضحة فيه".

لماذا تُقبل الأندية الأردنية على اللاعبين الفلسطينيين؟

تستخدم كرة القدم الأردنية أسلوب لعب مشابهاً لأسلوب اللعب في فلسطين، إذ يلتقي البلدان في روابط كثيرة مشتركة ناجمة عن القرب الجغرافي، وهجرة عدد كبير من الفلسطينيين إلى المملكة الأردنيّة، بعد نكبة 1948 ونكسة 1967، ما شكّل قرباً ثقافياً وفكرياً ورياضياً بين البلدين. وشجّعت هذه الظروف الأندية الأردنية تاريخياً على التوقيع مع اللاعبين الفلسطينيين، خاصة في فترة الإدارة الأردنية للضفّة الغربيّة.

وسبق لمهاجم منتخب فلسطين، فادي لافي، التتويج بلقب هداف الدوري الأردني مع نادي الوحدات في موسمه الأول مع الفريق (2001)، وكان يبلغ من العمر 19 عاماً، وأول لاعب غير أردني يُتوّج بلقب هدّاف الدوري الأردني، إلى جانب قيادته لنادي شباب الأردن للتتويج ببطولتي الكأس والدوري، وبطولة كأس الاتحاد الآسيوي للأندية لأول مرة في تاريخ الفريق، الذي كان قد تأسس حديثاً، كما ساهم في وصول نادي الفيصلي إلى نهائي دوري أبطال العرب عام 2007. وإلى جانب لافي، سطّر الفلسطينيان خضر عبيد وغسان بلعاوي تاريخاً مميّزاً مع أندية العاصمة عمّان في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، إذ برز كل منهما بألوان الوحدات مرّة، وبألوان الفيصلي كذلك، في دلالة واضحة على قدراتهما المميّزة، وكذلك فعل النجم أشرف نعمان، الذي ضمّه الفيصلي عام 2012، قبل أن يعود إلى الأردن من بوابة الوحدات بعدها في عام 2015.

ما هي الإضافة المنتظرة من اللاعبين الفلسطينيين للدوري الأردني؟

يبرز اسم تامر صيام تعاقداً نوعيّاً للنادي الفيصلي الأردني، إذ يعتبر ثاني أكثر لاعبي الجيل الحالي تسجيلاً للأهداف الدوليّة مع منتخب فلسطين، خلف المهاجم عدي الدباغ، وبواقع 13 هدفاً، إلى جانب خوضه تجارب احترافيّة مهمة، أبرزها مع نادي حسنية أغادير المغربي، لمدّة موسمين، ساعد خلالهما الفريق على الوصول إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس الكونفيدرالية الأفريقية، وإلى نهائي بطولة كأس العرش.

وفي سياسته المعتمدة على اللاعبين الشبّان، اختار نادي الجزيرة أن يوقّع مع مستقبل الكرة الفلسطينية في الجانب الدّفاعي والهجومي، إذ ساهم الثنائي وجدي نبهان ومحمد صندوقة مساهمة مهمة في نتائج منتخب فلسطين للشباب، والفريق الأولمبي اللافتة مؤخراً. أما اللاعب سامح مراعبة فيمتلك خبرة كبيرة في مركز صناعة اللعب، حيث مثّل ألوان تسعة أندية فلسطينية، إلى جانب تسجيله أحد عشر هدفاً بقميص منتخب فلسطين خلال 41 مباراة دوليّة. واشتهر مراعبة، بقصته الاستثنائية، إذ خاض معركة مختلفة خارج الملاعب، عندما اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي لما يزيد عن ثمانية أشهر، خلال عام 2012، ولكن هذه الخطوة لم تمنعه من العودة إلى الملاعب، ومن تمثيل نادي مركز الأمعري بعدها في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي للأندية، في أبرز تجاربه الكرويّة.

ذات صلة

الصورة
تحدث أبو زمع عن مدرب منتخب الأردن جمال سلامي (Getty)

رياضة

تحدث عبد الله أبو زمع (48 سنة)، مدرب منتخب الأردن الأولمبي، في حوار خاص مع "العربي الجديد" عن التحضيرات الأخيرة للمشاركة في منافسات أولمبياد باريس 2024

الصورة
السباح يحمل مسيرة مميزة في كرة القدم (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أعلن عيسى السباح (37 سنة)، نجم نادي الوحدات وفريق العقبة، وأحد لاعبي المنتخب الأردني سابقاً اعتزاله كرة القدم نهائياً، بعد مشوار حافلٍ امتد لنحو 20 عاماً

الصورة
القبعة أشارت إلى علم فلسطين (وكالة أناضول/Getty)

رياضة

حرص بعض المشجعين، على توزيع قبعات تحمل صورة لشريحة بطيخ، والتي تشير إلى ألوان العلم الفلسطيني الأحمر والأبيض والأخضر والأسود في "يورو 2024".

الصورة
تحدث أدهم القريشي عن الحسين عموتة مدرب منتخب الأردن (العربي الجديد/إنستغرام/Getty)

رياضة

أكد نجم نادي الحسين إربد، أدهم القريشي (29 عاماً)، أن الإنجاز الذي حققه الفريق، بتتويجه بطلاً للدوري الأردني للمحترفين لكرة القدم، لأول مرة في تاريخه.

المساهمون