مدرب فلسطيني بعد تدمير ملعبه في القدس لـ"العربي الجديد": الاحتلال قتل حلمنا قبل بدايته
استمع إلى الملخص
- المشروع الذي بلغت تكلفته بين 350 و400 ألف دولار، كان يهدف لإنشاء ملعبين وصالة وحديقة، لكن الاحتلال هدمه فجأة، مما يعكس استهداف الرياضة الفلسطينية في الضفة وغزة.
- صندوقة يؤكد على صمود الفلسطينيين وإصرارهم على إعادة بناء المشروع رغم محاولات الاحتلال لقتل الأحلام في مهدها.
روى المدرب الفلسطيني أيمن صندوقة (51 عاماً)، صاحب الأكاديمية الرياضية التي دمرها الاحتلال في منطقة شمال غرب القدس، لـ"العربي الجديد"، تجربته القاسية مع حلمه، الذي "دُمر قبل بدايته"، بتدريب جيل جديد من اللاعبين الفلسطينيين على لعب كرة القدم. وأكد صندوقة، الذي خاض تجربة مريرة في سجون الاحتلال في مقتبل العُمر، أنه استفاق قبل أيام على مجموعة من الآليات التي باشرت هدم مشروع رياضي قام عليه إلى جانب اثنين من أصدقائه الرياضيين، متذرعة بإنشائه فوق أرض تتبع مناطق "ج" التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية من الجوانب الخدمية، بينما يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي إدارياً وقانونياً وأمنياً، حسب اتفاقية أوسلو.
وأضاف المدرب الفلسطيني، في حواره مع "العربي الجديد"، أن "قوات الاحتلال لم تحذرنا سابقاً من البناء في المنطقة التي أنشأنا عليها مشروعنا، إذ أصدرت لنا رخصة قانونية للبناء، ولكن بشكل مفاجئ، قامت صباح الاثنين، 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، بهدم ملعبنا الأساسي، ومنعنا من الاقتراب أثناء عملية الهدم، وتركت لنا ورقة مكتوب أعلاها إيقاف العمل وليس تدميره".
وأشار لاعب منتخب فلسطين سابقاً إلى أن هدف المشروع لم يكن سوى "نافذة لتدريب الأطفال على لعب كرة القدم بصورة احترافية، والمساهمة في خلق جيل فلسطيني جديد في اللعبة من خلال إيجاد بيئة صالحة لذلك، ولكن الاحتلال هدم حلمنا قبل أن ينطلق". وأكد صندوقة أن تكلفة المشروع، الذي انطلق قبل خمس سنوات، تراوحت بين 350 ألفاً و 400 ألف دولار، إذ كان من المقرر أن تتسع الأرض، التي تبلغ مساحتها خمسة دونمات وأربعمائة متر، لملعبين وصالة داخلية وحديقة خارجية، ومجموعة من المرافق الأخرى. واستدرك المدرب، الذي قاد منتخب فلسطين للوصول إلى ربع نهائي بطولة أمم آسيا للمنتخبات الأولمبية للمرة الأولى في تاريخه عام 2018: "الفلسطيني معهودة عنه صفات الصبر والإرادة والثقة بالله، لأن ممارسات الاحتلال ليست غريبة عليه، ومثل ما يحدث في غزة يحدث في الضفة الغربية، وبناء عليه، سنتمسك بتحقيق أهدافنا، رغم محاولات الاحتلال قتل فرحتنا وأحلامنا في مهدها، وسنبني مشروعنا مرة ثانية".
واعتبر صندوقة، في حواره مع "العربي الجديد"، أن استهداف مشروعه الرياضي "جزء من استهداف الرياضة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة، إذ إنه ليس غريباً عن الاحتلال تدمير الملاعب والمنشآت، وقتل اللاعبين واستهدافهم، رغم معرفته المسبقة بأن هذه المشاريع لا تستهدف سوى الأطفال والشباب الذين لا يشكلون خطراً عليه".