ملفات عالقة تنتظر وزير التعليم السعودي الجديد

30 يناير 2015
وزير التعليم السعودي عزام الدخيل (العربي الجديد)
+ الخط -
أبدى عدد من الخبراء والمختصين في مجال التعليم في السعودية تفاؤلهم بتعيين الدكتور عزام الدخيل وزيراً للتعليم، بعد دمج وزارة التربية والتعليم مع وزارة التعليم العالي.

وأكد مختصون في التعليم أن أمام وزير التعليم الجديد الكثير من التحديات التي عليه التعامل معها خلال الفترة المقبلة أهمها استكمال تطوير المناهج والبيئة المدرسية والتخلص من المدارس المستأجرة وإعادة هيبة المعلم وإنهاء مشكلة حقوق المعلمين المعلقة منذ عدة سنوات، والأهم هو تطوير أداء المعلمين وطرق التدريس خصوصاً في مواد الرياضيات والعلوم التطبيقية، وهي أمور كان بدأ وزير التربية والتعليم السابق خالد الفيصل في علاجها.

ويؤكد عضو مجلس الشورى السابق والمختص في شؤون الإعلام الدكتور عبدالرحمن العناد على أن أهم ما على الوزير الدخيل فعله هو الاهتمام بالمناهج والاستمرار في مشروع تطويرها بشكل محسن ومنقح أكثر والارتقاء بمستواها".

ويقول لـ "العربي الجديد" إن:"من أهم الملفات التي ستكون على طاولة الدكتور عزام هو تطوير المناهج الدراسية وخلق بيئة مدرسية متكاملة من مبانٍ ومرافق تعليمية داخل المدرسة، ومعالجة الإخفاقات التي واجهتها الوزارة في استبدال المباني المستأجرة بمبانٍ حكومية، وتعثر الكثير من مشاريع المباني الجديدة".

ويضيف "من المهم أن تحظى هذه القضية بالاهتمام، ويتم الاستغناء عن المباني المستأجرة التي لا تتناسب مع التعليم"، مستدركاً "كل هذه الأمور تحتاج إلى مبالغ ضخمة، ولكن لا ننسى أن رواتب المعلمين والعاملين في قطاع التعليم تستنزف الجزء الأكبر من الميزانية وتستهلك قرابة 86 في المئة منها، وما يتبقى من الميزانية وهو قليل يخصص للتعليم وللتطوير فقط". 


الاهتمام بالعلوم والرياضيات

تحظى أهمية تطوير مناهج التعليم بالكثير من الاهتمام في الشارع السعودي، وبشكل خاص لدى الوزير الجديد، الذي أعدّ كتاب "تعلومهم" وطرح فيه نظم التعليم والمناهج في الدول العشر الأكثر تطوراً في التعليم. 

ويطالب الأستاذ المختص في شؤون التعليم الدكتور محمد العتيبي بالارتقاء بمستوى الطلاب في مجال العلوم الطبيعية بشكل خاص، نتيجة الضعف الواضح في مستوياتهم في الرياضيات والعلوم، والتي تعتبر أساس تطور المجتمعات، معرباً عن اعتقاده أن أبرز التحديات أمام الوزير الجديد إحداث تطوير حقيقي وشامل في المناهج الدراسية بإشراف جهة محايدة ومستقلة، خصوصاً في مناهج الرياضيات والعلوم المطورة، والتي يرى أنها تعاني من مشكلات حقيقية بسبب طريقة ترجمتها ومحاولة مواءمتها للبيئة السعودية.

وأوضح لـ "العربي الجديد"أن "من المهم  إجراء عملية تدريب حقيقية وشاملة لكافة المعنيين بالشأن التربوي من معلمين ومشرفين وإداريين، لتطوير مهارات التدريس لدى المعلمين، وإطلاعهم على كيفية تنمية مهارات التفكير المتنوعة لدى الطلبة". ويعتبر العتيبي أن الطلاب في السعودية يعتبرون من أضعف بنسبة 10 في المئة من الطلبة الذين سبق لهم المشاركة في المسابقات الدولية في الرياضيات والعلوم TIMSS، كما أنهم يحتلون المركز 69 بين 73 بلداً سبق لطلبتهم المشاركة في تلك المسابقات.

إعادة الهيبة المفقودة للمعلم

ويطالب أكثر من 200 ألف معلم ومعلمة في السعودية الوزير الجديد بأن يولي قضيتهم الاهتمام الأكبر، ومنحهم حقوقهم الوظيفية العالقة منذ ست سنوات، لعدم حصولهم على الفروقات المالية نتيجة تعيينهم برواتب أقل من التي يستحقونها وفق لائحة الوظائف التعليمية، مشيرين إلى أن واقع التعليم لم يتغير كثيراً على الرغم من المخصصات الضخمة التي تصرف للقطاع.

يؤكد المعلم عبدالله الشمري أنه لم يطرأ أي تحسن على واقع التعليم في السعودية إلا بشكل محدود جداً على الرغم من الإنفاق الضخم على القطاع في السنوات الماضية، متابعاً " لم يظهر تطور حقيقي على واقع التعليم، فالمدارس لا تزال تعاني من نقص كبير في موادها، ونحن كمعلمين ندفع من رواتبنا لتوفير متطلبات العملية التعليمية، ولا يطالنا شيء مما يدفع من ميزانيات ضخمة".



ويتابع "تطوير المناهج مسألة شكلية، وهناك مشاريع لا تفيد التعليم الحقيقي، وتكلّف مبالغ بأرقام كبيرة. نأمل من الوزير الجديد أن يرفع من مستوى التعليم ويهتم أكثر بالمعلمين".

ويوافق المعلم بدر الراجحي على ما سلف، ويؤكد على أهمية حسم ملف حقوق المعلمين المعينين بدرجات أقل من الدرجات المستحقة لهم، وإعادة هيبة المعلمين التي باتت في أدنى مستوياتها حاليا.

ويقول:"في تصوري أهم الملفات التي يجب على الوزير معالجتها بشكل سريع قضية حقوق المعلمين الضائعة في عملية احتساب الفروقات لهم، وهي القضية التي ما زالت تنتظر الحلول منذ أكثر من ستة أعوام، ولا بد من منحهم إياها"، مشدداً كذلك على "إعادة هيبة المعلم المفقودة، فلم يعد للمعلم أية قيمة داخل الفصل لأن أي خطأ منه سيُضخم وينشر في كل وسائل الإعلام بشكل مبالغ فيه، بينما لا يحصل المعلم على ذات الحق لو تم الاعتداء عليه".

ويتابع بتفصيل "نشاهد في الفترة الأخيرة الكثير من الأخبار عن اعتداء طلاب على معلمين والسبب هو ضعف العقوبات التي تطبق على من يقوم بذلك، كما أنه لا يحق للمعلم معاقبة الطالب على سوء سلوكه وهي أمور أضعفت كثيراً من هيبة المعلم".

تفاؤل شعبي

قوبل تعيين الدكتور عزام الدخيل وزيراً للتعليم بتفاؤل شعبي كبير، وأمل بأن يحل مشاكل الوزارة التي خُصص لها أكثر من ربع الموازنة السنوية للدولة (220 مليار ريال لعام 2015). فإلى جانب آلاف التغريدات المرحبة به على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، والتي أشادت بقدراته، مع التمني بأن تتحول أقواله إلى أفعال، وأستغل البعض من المعلقين الفرصة لعرض مطالبهم على الوزير الجديد.

وغص حسابه الرسمي على تويتر هاشتاغ عزام الدخيل بالمطالب، إذ لفتت تغريدة عبدالله إلى أهمية وجود الحضانات داخل المدارس لمساعدة الأمهات المعلمات على أداء وظيفتهن بأفضل السبل، وهو الأمر الذي أكدت على أهميته عبير التركي. في حين طالب نايف الشمري بحل قضية النقل الخارجي للمعلمين والمعلمات"، بينما طالب ممدوح الشمري بإتاحة الفرصة للابتعاث إلى الدول العربية .

المساهمون