عيد أطفال سورية: ساعات ضحك ولعب نكاية بالحرب والتهجير

17 يونيو 2018
أطفال سورية وبهجة عيد الفطر (العربي الجديد)
+ الخط -
سرقت أجواء الحرب والتهجير الفرح في سورية، وكذلك البسمة وبهجة العيد من معظم السوريين خلال السنوات القليلة الماضية، لكن الأطفال عاشوا ساعات فرح في العيد، أظهرت الضحكة على وجوههم البريئة.

في محافظة إدلب شمال سورية، ووسط أجواء غير مستقرة أمنياً، هيأت مجموعة من منظمات المجتمع المدني والفرق التطوعية، ساحات مخصصة للعب الأطفال، احتوت على مراجيح وأدوات ترفيه أخرى تُعرف بين السوريين بأسماء "الزحليطة" و"الدويخة". ورافق وجود هذه الألعاب عدة نشاطات ترفيهية من شأنها إدخال البهجة إلى قلوب الأطفال المحرومين، وفق تعبير سامر محمد، وهو أحد المتطوعين ضمن هذه الفرق.

وقال سامر لـ"العربي الجديد": "من حق أطفالنا هنا في شمال سورية، أن يعيشوا كما كل أطفال العالم بأمن وسلام، ومن حقهم أن يجدوا السعادة بالعيد". وأضاف: "حاولنا أن نساهم ولو قليلاً في إدخال السعادة إلى قلوبهم، نصبنا بعض المراجيح وقمنا بالغناء مع الأطفال ورسمنا على وجوههم البسمة. رغم بساطة الأدوات لكنهم كانوا سعداء جداً".

وفي ريف حلب الشمالي، انتشرت في عشرات الساحات من تلك المنطقة، خيم مخصصة لألعاب الأطفال تنوعت بين ألعاب الفيديو (بلاي ستيشن)، والبلياردو إضافة إلى نشاطات تشملها بعض المسابقات، كما انتشرت الخيول المخصصة لاستئجارها من الأطفال الراغبين في ركوبها.
أالألعاب جزء من العيد عند الأطفال(العربي الجديد) 


محمد بارود، طفل من ريف حلب قال لـ"العربي الجديد": "ركبت اليوم على الحصان، كنت سعيداً جداً، وبأول يوم في العيد اشتريت سيفاً بلاستيكياً، طلبت من أخي الكبير أن يصورني وينشر صورتي على "فيسبوك"، أنا سعيدٌ جداً هذا العيد".

وفي عفرين كان الحال هذا العام مختلفا، وبرزت مظاهر العيد مع امتلاء الحدائق العامة بمئات الأطفال من أبناء المنطقة، ومن الوافدين إليها من المهجرين قسريا.

ملابس جديدة تفرح قلوب الصغار (العربي الجديد) 

وفي مخيم دير البلوط غرب مدينة عفرين في ريف محافظة حلب، الذي يحوي أكثر من 5000 سوري من النازحين من القلمون الشرقي وجنوب دمشق، وزّع بعض الناشطين بمبادرة فردية ألعاباً بلاستيكية وحلوى العيد على عدد من أطفال المخيم، الذين يقضون عيدهم الأول بعيدين من بيوتهم.

جاء العيد وهم بعيدون عن ديارهم(العربي الجديد) 


وعن مشاهداته في مناطق عفرين، قال الناشط أحمد الشامي المقيم هناك، والنازح من الغوطة الشرقية، لـ"العربي الجديد": "أجمل ما وجدته في هذا العيد، هو تلك البراءة لدى الأطفال، يلعبون سويا عربا وكردا، ضحكاتهم تملأ الحدائق وتردد صداها الأشجار، لا يعرفون تمييزا ولا عنصرية، و لا تستطيع كل قوى الشر أن تمنعهم من الضحك". وأضاف: "لا توجد إمكانيات ضخمة هنا، ولا حدائق ألعاب مجهزة للأطفال، لكن بحثهم عن الفرح جعل من بعض الحدائق العامة مسرحا وملعبا لهم".
المساهمون