محميات المحيط الحيوي في العالم العربي

21 يونيو 2015
العيش بوئام مع الطبيعة (فرانس برس)
+ الخط -
محميات المحيط الحيوي منطقة مقترحة من قبل سكانها، صادقت عليها لجنة وطنية عيّنت من قبل برنامج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للإنسان والمحيط الحيوي الذي يُعنى بنهج مبتكر للعيش والعمل في وئام مع الطبيعة. هذا النهج هو نفسه الذي تبنته اتفاقية التنوع الإحيائي العالمية بعد 42 عاماً من تأسيس برنامج "الماب"، كشعار لاستراتيجيتها العالمية للتنوع الإحيائي (2011 - 2020)، وهو: "العيش بوئام مع الطبيعة".

أحد الأهداف الرئيسية لبرنامج اليونسكو للإنسان والمحيط الحيوي (الماب) يقضي بتحقيق توازن مستدام ما بين أهداف الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيز التنمية الاقتصادية والحفاظ على القيم الثقافية المرتبطة بها.

يشير مصطلح "محمية المحيط الحيوي" إلى كل من الأرض والمياه والغلاف الجوي التي توفّر لوازم من الحياة للكائنات الحيوانية والنباتية. وكلمة "محميّة" تعني منطقة خاصة معترف بها لتحقيق التوازن بين الصون والاستخدام المستدام. وهكذا فإن مصطلح "محمية" لا يعني أن تُعيَّن هذه الأماكن وتوضع جانباً، بعيداً عن أي استخدام بشري وتنمية. في الواقع، الاستخدام البشري هو جزء مهم من برنامج محميات المحيط الحيوي.

وتقرّ محميات المحيط الحيوي بأن الاقتصاد الذي يتمتّع بالجودة، يتطلب بيئات ذات نوعية جيدة وصونها مهمّ لكل من الاقتصاد والبيئة على حد سواء. وتتكون شبكة العالم لمحميات المحيط الحيوي حالياً من 631 محمية محيط حيوي في 119 بلداً، منها 27 محمية محيط حيوي في العالم العربي. وتتوزع الأخيرة في 11 دولة عربية على هذا الشكل: الجزائر (6 محميات)، مصر (محميتان)، الأردن (محميتان)، لبنان (3 محميات)، المغرب (3 محميات)، قطر (محمية واحدة)، السودان (محمية واحدة)، سورية (محمية واحدة)، تونس (4 محميات)، الإمارات (محمية واحدة)، اليمن (محميتان).

تجدر الإشارة إلى أن هذه المحميات موزعة في أقاليم بيئية ومناخية مختلفة يُصان فيها التنوع الإحيائي حتى إذا ما أصابت كارثة تنوعاً حيوياً في مكان ما، يُصار إلى تعويضه من خزان التنوع الحيوي المتمثل بمحميات المحيط الحيوي. والأهم من كل ذلك أن محميات المحيط الحيوي أنشئت لخدمة الإنسان وليس العكس، كما كان يحصل في مناطق مختلفة حيث ينشأ سور حول المحمية ويمنع الدخول إليها بغرض الحماية، فيلحق بها نتيجة لذلك ضرر كبير نتيجة التعديات الكثيرة التي يقوم بها السكان المحليون كرد فعل على حرمانهم من مناطق عاشوا فيها وتنعموا بخيراتها. لذا عمد برنامج "الماب" إلى توعية السكان المحليين بأهمية الثروات الطبيعية التي لديهم، وحثهم على المحافظة على المهدد منها، والمشاركة بإدارة المحمية التي تؤوي هذه الثروات والاستفادة منها من خلال استثمار حكيم ومستدام.

*اختصاصي في علم الطيور البريّة

إقرأ أيضاً: أهمّ مناطق التنوّع الحيوي في العالم
المساهمون