محمد التاج أسير فلسطيني يبحث عن رئة

الأناضول

avata
الأناضول
29 يناير 2015
4223BEFB-A380-46C9-992C-6EF97BA110DA
+ الخط -


من على سرير في مجمع رام الله الطبي بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، يصارع محمد التاج (43 عاماً)، وهو أسير فلسطيني محرر، الموت مع تردي وضعه الصحي، وسط مناشدته لنقله للعلاج في مستشفيات مختصة خارج فلسطين.
التاج، الذي أفرجت عنه إسرائيل في أبريل/نيسان 2013 إثر تدهور وضعه الصحي، يعاني من تليف في الرئة بنسبة نحو 95 في المائة، أصيب به أثناء اعتقاله في السجون الإسرائيلية، حتى أنه لا يستطيع التنفس بصورة طبيعية، بحسب أحدث تقرير طبي فلسطيني قبل شهرين.

والتاج، وهو متزوج وليس لديه أطفال، من بلدة طوباس شمال الضفة الغربية، وقد اعتقلته إسرائيل عام 2003، وقضت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن 16 عاماً، بدعوى مشاركته في أعمال عسكرية استهدفت قوات من الجيش الإسرائيلي، وهو ينتمي إلى "جبهة التحرير العربية"، أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.

وبقسمات وجه تحمل دلائل المرض العضال، يقول الأسير المحرر: "بت لا أستطيع التنفس، وأعاني من غيبوبة متقطعة، نتيجة عدم قدرتي على التنفس، ولا يمكنني التحرك".

ويمضي التاج قائلا:"خرجت من السجن الإسرائيلي مصاباً بتليف بدرجة 80 في المائة، والآن أجزم بأنني مصاب بتليف بنسبة 100 في المائة، وأحتاج إلى زراعة رئة بشكل عاجل".

وبصوت مخنوق، يتابع: "أعيش الوقت الضائع، قد أتوفى في أي وقت، وأناشد الحكومة (الفلسطينية) توفير العلاج اللازم لي، والإسراع في زراعة الرئة".

وبحسب مدير العلاقات العامة في وزارة الصحة الفلسطينية، عمر النصر، فإن "علاج التاج لا يتوفر في المستشفيات الفلسطينية، مما دفع الوزارة، بتوجهات من الرئيس محمود عباس، إلى الترتيب لنقله إلى مستشفى بلنسون الإسرائيلي. هذا لن يكون العلاج الشافي له، فهو يحتاج إلى متبرع برئة"، مضيفاً أن "الوزارة تتواصل مع مختلف الجهات ذات الاختصاص لتوفير العلاج وإجراء عملية للأسير المريض".


وعن حالة التاج، يحمل النصر إسرائيل المسؤولية عن حياته، قائلا إن "التاج أصيب بتليف في الرئة نتيجة الإهمال الطبي في السجون الإسرائيلية".

وهو ما يعلق عليه الأسير المحرر نفسه بقوله: "نعم، أحمل إسرائيل مسؤولية وضعي الصحي، ولا أحبذ رحلة علاج في مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي، لكنني أصارع الموت يوميا". وتنفي إسرائيل صحة ما يتهمها به أسرى ومسؤولون فلسطينيون بالإهمال الطبي في سجونها عبر التأخر في تشخيص المرض للأسرى، وعدم تقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب.

ويتهم منسق "لجنة متابعة شؤون الأسرى" (غير حكومية)، أمين شومان، إسرائيل بتدمير صحة الأسير التاج، ويطالب بـ"الإسراع بتوفير منحة طبية، والتنسيق مع الجهات المختصة لإجراء عملية زراعة رئة بشكل سريع"، معتبراً أن "إسرائيل تتعمد قتل الأسرى بشكل بطيء في سجونها من خلال الإهمال الطبي".

وينتمي التاج إلى أسرة من الطبقة المتوسطة ليس بوسعها تحمل تكاليف علاجه الباهظة للغاية. وعقب الإفراج عنه، حصل التاج على منحة علاج في النمسا، وبالفعل سافر في رحلة استغرقت شهرا عاد بعدها في حالة صحية جيدة، حيث تمكن الأطباء من الحد من انتشار التليف، إلا أن حالته الصحية تدهورت مجدداً.

وفي 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلن اعتزامه الإضراب عن الطعام، احتجاجاً على ما قال إنه إهمال رسمي فلسطيني في علاجه، إلا أنه عدل عن موقفه عقب تلقيه وعوداً رسمية بعلاجه.

وتقول دلال التاج، والدة الأسير المحرر، إن "الحكومة الفلسطينية هي التي تتحمل المسؤولية عن حياة ابني. ولدي اعتقل من أجل فلسطين والقدس والدفاع عن شعبه. ألا يستحق اهتماما رسميا بتوفير العلاج اللازم له؟!"، وتتابع: "محمد يموت كل يوم، ماذا ينتظرون ؟! هل يعقل أن الحكومة غير قادرة على توفير زراعة رئة لأسير محرر؟ّ".

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
الحصص المائية للفلسطينيين منتهكة منذ النكبة (دافيد سيلفرمان/ Getty)

مجتمع

في موازاة الحرب الإسرائيلية على غزّة يفرض الاحتلال عقوبات جماعية على الضفة الغربية تشمل تقليص كميات المياه للمدن والبلدات والقرى الفلسطينية.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
المساهمون