نظم نشطاء إعلاميون وعاملون في الشأن الإنساني وذوو المعتقلين من سكان مدن الباب، واعزاز، وعفرين، وإدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي سورية، وقفات تضامنية تحت مُسمى "وجعنا يجمعنا"، وذلك في اليوم الدولي لـ"ضحايا الاختفاء القسري"، مطالبين بالكشف عن مصير المعتقلين في الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري والمختفين قسرياً.
وحمل المشاركون في الوقفات يافطات حملت عنوان "التغييب القسري في سورية جريمة مستمرة متعددة الضحايا"، مطالبين بـ"الحرية لكافة المعتقلين في السجون السورية"، مؤكدين أن "وقفتنا تضامناً مع العائلات السورية التي فُجعت بفقد أبنائها ولم تعلم مصيرهم".
من جهته، قال الناشط محمد حجار، وهو من أبناء مدينة الباب بريف حلب الشرقي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الوقفة الاحتجاجية اليوم كانت في مدينة الباب تحت عنوان (وجعنا بيجمعنا) في اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، وشارك في الوقفة عدة نازحين ومهجرين من المحافظات السورية وناشطون وأهالي مدينة الباب"، مؤكداً أن "المشاركين ناشدوا المجتمع الدولي للإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المغيبين قسرياً منذ بداية الثورة السورية عام 2011 وحتى يومنا هذا"، مطالباً بـ "تحرك دولي فعال لمعرفة مصير آلاف السوريين المغيبين في سجون النظام".
بدوره، قال الناشط إبراهيم الرضوان، وهو أحد المشاركين في وقفة مدينة اعزاز شمالي محافظة حلب، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الهدف الرئيسي من الوقفة اليوم في مدينة أعزاز هو إيصال رسالة في اليوم العالمي للمغيبين قسرياً للمجتمع الدولي والجهات الفاعلة في ملف المعتقلين المتعلق بثورة الكرامة، أنه اليوم موجود ضمن الإحصائيات أكثر من 200 ألف معتقل مغيب قسرياً، ولا بد من أن يكون هناك تحرك حقيقي وإيجابي من الجهات الدولية"، موضحاً أن "هؤلاء المتواجدين في غياهب السجون لهم حق علينا كثوار وأحرار أن نطالب بسلامتهم وعودتهم ومعرفة مصيرهم".
وأشار الرضوان إلى أنه "منذ أكثر من عشرة أعوام وهناك الكثير من الأشخاص المغيبين الذين لا نعرف عنهم أي شيء حتى اللحظة، سواءً كانوا أحياء أم أمواتا أم تعرضوا لمحاكمات أو مساءلة أو تمت تصفيتهم، وهناك الكثير من المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب، وآخرون لا يزالون تحت التعذيب حتى الآن في سجون النظام"، لافتاً إلى أنه "حتى الآن لا توجد أي نتائج ملموسة في ملف المعتقلين منذ عام 2011".
إلى ذلك، قال الناشط معتز الناصر، لـ"العربي الجديد"، إن "الهدف من الوقفة اليوم هو تسليط الضوء على معاناة مئات آلاف السوريين وعائلاتهم، من الذين جرى إخفاؤهم قسرياً، وكثير منهم استشهدوا تحت التعذيب في مسالخ النظام الطائفي وسُربت صورهم فيما عرف بصور قيصر".
وأضاف الناصر: "تلك الأموال والجهود السياسية، والتي صرفت على اللجنة الدستورية مما يسمى المعارضة السورية، والغاية منها تمييع القرارات الدولية التي تدين النظام الطائفي لصالح قوى الاحتلال من روسيا وإيران، لو أنها أنفقت من أجل مظلومية المعتقلين إعلامياً وحقوقياً وسياسياً لاستطعنا حصار النظام أكثر والضغط عليه والإسراع بإسقاطه".
بدوره، شدد القائم بأعمال بعثة "الاتحاد الأوروبي" إلى سورية، دان ستوينيسكو، على ضرورة مواصلة الضغط لمعرفة مصير المفقودين والمعتقلين السوريين، موضحاً في تغريدة له على حسابه الرسمي في "تويتر"، أن "اليوم هو اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري"، مؤكداً أن "عشرات الآلاف من السوريين وقعوا ضحايا الاختفاء القسري خلال أكثر من عقد من الصراع"، لافتاً إلى أنه "من أجل المختفين وعائلاتهم، نحتاج إلى مواصلة الضغط معاً لمعرفة مصيرهم".
وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" قد أكدت، في تقرير لها اليوم الثلاثاء، أن هناك قرابة 111 ألف مواطن مختفٍ قسرياً منذ مارس/ آذار عام 2011 غالبيتهم العظمى لدى النظام السوري، مُشيرة إلى أن ضحايا الاختفاء القسري في سورية بازدياد مستمر.