درس الباحث ليونيداس هاتزثوماس وزملاؤه من جامعة "مقدونيا" ظاهرة "فكاهة الاستخفاف"، وأظهر تأثير الشخصية على حاجة الناس للشعور بالتفوق بإستخدام روح الدعابة المهنية. وتعرّف الأبحاث السابقة "فكاهة الاستخفاف" بأنّها "روح الدعابة التي تستخف، أو تقلل من شأن، أو تحط من قدر، أو تهين الآخرين"، بحسب موقع "سايكولوجي توداي". ولاحظ الباحثون لدى دراستهم هذا النوع من الفكاهة في الإعلانات، ارتفاعاً في انتشارها في العشرين عاماً الماضية.
ما الذي يجعل الدعابة الساخرة جذابة للغاية؟ تطرح نظرية التفوق فكرة أنّ الأشخاص يريدون الشعور بأنّهم أفضل من غيرهم، ويضعون سيناريو من أجل إظهار تفوقهم. إذ يبدو أنّ الأشخاص الذين يتمتعون بدرجة عالية من المرونة يستخدمون الدعابة القاسية باعتبارها "استراتيجية تكيف شخصية لتجنب سخرية الآخرين واستعادة احترام الذات".
يعود استخفاف الأفراد بالآخرين إلى طفولة قد تعرضوا فيها للسخرية من أقربائهم، وفقاً للباحثين. وأشارت الدراسة إلى أنّ القسم الثاني ممن تعرض للتنمر في طفولته يرفض نقل تجربته إلى الآخرين، ولا ينخرط في هذا السلوك، ولا يحب رؤية الآخرين يتعرضون للاستخفاف أيضاً. أما القسم الثالث من الأفراد، فهم واثقون من أنفسهم ويحاولون الاستفادة من المواقف المحرجة، إذ يجدون بالدعابة الموجهة إليهم "رمز تقدير وإعجاب".
وابتكر فريق البحث الجامعي تجربتين شاهد فيهما المشاركون رسمين كاريكاتوريين، أحدهما ينطوي على استخفاف. وكان المشاركون في هذه التجارب 814 طالباً جامعياً تتراوح أعمارهم بين 21 و37 عاماً، بالتساوي بين الجنسين. وأفاد الباحثون أنّ أصحاب عقدة التفوق الذين عانوا من السخرية سابقاً، وعندما شاهدوا الإعلان الذي يسخر من الآخرين، وجدوه أكثر تسلية من أولئك الذين لا يتمتعون بهذه السمة. وشعر الأشخاص الذين يعانون من رهاب السخرية بأنّهم أقل شأناً، لكنّ الأشخاص الواثقين من أنفسهم وجدوا الإعلان مضحكاً بغض النظر عن استخدامه للازدراء.
باختصار، كونك هدفًا لشخص يسخر منك لا يجب أن يكون مزعجاً. يمكنك تفهّم أنّ هذا الشخص يحتاج إلى الهروب من شعوره الذاتي بالضعف. لكن، إن أردت التأقلم مع "فكاهة الاستخفاف"، يمكنك تحويل التجربة إلى نوع من التحدي الذي قد يستمتع به البعض أو حتى يراه مجاملة. وفي الحالتين، يجب ألاّ تشعر بأنّ "فكاهة الاستخفاف" تُهدد شعورك الذاتي بالرضا، خصوصاً إن أظهرت أنّك الشخص الأفضل في التعامل مع الموقف.