نثر القمح على الجبال لإطعام الطيور... عادات جزائرية مع موسم تساقط الثلوج

23 يناير 2023
اعتاد الجزائريون إطعام الطيور كي لا تموت جوعاً بموسم تساقط الثلوج (فيسبوك)
+ الخط -

مع كل موسم لتساقط الثلوج، يستعيد الجزائريون بعض العادات الحميدة التي توارثتها الأجيال، وتعبّر عن تصالح كبير مع الطبيعة، بينها نثر القمح والطعام على سفوح الجبال والغابات، لإطعام الطيور، التي تجد صعوبة في إيجاد الطعام.

واستمرارا لهذه العادات، نثر المزارعون وأعضاء في جمعيات الصيد وأعوان الغابات في منطقة جيجل وتيبازة والبليدة وغيرها منذ السبت الماضي، القمح في الجبال والغابات لإطعام الطيور.

وقال سعيد بورزق، وهو مزارع في منطقة بأعالي ولاية ميلة شرقي الجزائر لـ"العربي الجديد": "تغطي الثلوج عند تساقطها البراري والغابات والمزارع، وفي مثل هذه الظروف تجد الطيور خاصة صعوبة في الحصول على الطعام، لذلك ورثنا عن أجدادنا الذين كانت علاقتهم بالطبيعة أكبر بكثير من علاقتنا بها اليوم، ورثنا عادة نثر القمح، نقوم بحمل ما توفر من القمح وطحين الخبز اليابس وننثره في الأماكن المفتوحة في الغابات لتنتبه إليه الطيور، وتأتي لتحصل على طعامها منه".

ويضع سكان الريف والقرى أكياسا أو علبا على أعمدة الأشجار، بها كميات من القمح والطعام، وتعلق في مستويات تسمح لكل الحيوانات، والطيور وغيرها من الاستفادة منها في هذه الظروف المناخية القاسية.

ويقول العضو في جمعيةٍ للصيادين بولاية البويرة شرقي الجزائر، حميد عقون لـ "العربي الجديد": "تم توجيه نداء إلى كل جمعية صيد ملتزمة بأخلاقيات الصيد أن لا تتوانى لحظة واحدة عن نثر الحبوب للطرائد كي لا تموت جوعا في هذه الأيام الحرجة التي تتساقط فيها الثلوج الكثيفة خاصة في المناطق الجبلية، في خطوة تهدف إلى أنسنة وأخلقة الصيد".

يتزامن ذلك مع قرار السلطات بوقف الصيد بداية من 15 يناير، وفقا للقانون الذي ينظم الصيد البري في الجزائر، والصادر في أغسطس 2004، إذ يبدأ موسم التزاوج والتكاثر بالنسبة للحيوانات البرية في الغابات، وتتم دعوة الصيادين إلى عدم مطاردة الحيوانات في هذا الموسم، خاصة وأن بعض الصيادين يستغلون موسم تساقط الثلوج لمطاردة الأرانب خاصة، كون الثلوج تعيق هروبها.  

المساهمون