نازحون في رفح يكافحون للحصول على مياه الشرب

25 مارس 2024
يعاني النازحون في رفح ندرة توفر المياه (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الفلسطينيون في مخيم النزوح برفح يعانون من نقص حاد في المياه وصعوبات جمة بسبب الحرب الإسرائيلية، مع تفاقم المشكلة بندرة الكهرباء والوقود لضخ المياه.
- النقص الشديد في المياه يبرز كتحدٍ رئيسي للنازحين، حيث لا تصل المياه إلا لساعتين فقط وليس بشكل يومي، مما يزيد الأمر صعوبة مع دخول فصل الصيف.
- استمرار الحرب والحصار على غزة يتسبب في كارثة إنسانية، مع تحذيرات من تداعيات اجتياح بري محتمل، وقد أدى الدمار الهائل للبنية التحتية إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية.

يواجه الفلسطينيون نقصاً حاداً في إمدادات المياه، في مخيم النزوح بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ما يفاقم من معاناتهم في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر.

وفي طابور طويل يصطف فيه المئات من النازحين ينتظر سعد الترابين (45 عاماً) ممسكاً بيده بعبوات فارغة، ينتظر بصبر دوره لملئها.

الصورة
رحلة كفاح للحصول على الماء في رفح (الأناضول)
ندرة توفر المياه، نتيجة لعدم توفر الكهرباء والوقود لتشغيل مضخات الماء في رفح (الأناضول)

لم يحصل الترابين وعائلته، التي تتألف من 9 أفراد، على ما يحتاجون إليه من المياه، منذ يومين على الرغم من حاجتهم الملحة إليها، نظراً إلى ندرة توفر المياه، نتيجة لعدم توفر الكهرباء والوقود اللازمين لتشغيل محطات ضخ المياه باستمرار.

رفح .. مخيمات مؤقتة يحاصرها العطش

الفلسطيني الترابين، كحال المئات من الأسر النازحة في رفح، يعيش في ظروف مأساوية وصعبة بسبب نقص المياه التي تعتبر ركيزة أساسية للحياة.

وأقام الفلسطينيون النازحون مخيمات مؤقتة في مدينة رفح التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليون و300 ألف نسمة، وذلك نتيجة للأوضاع الصعبة التي يواجهونها جراء الحرب، وفقاً لمسؤولين حكوميين في غزة.

وتفتقر هذه المخيمات إلى أبسط مقومات الحياة، وتمثل ملاذاً مؤقتاً للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة تحت ظلالها.

الصورة
رحلة كفاح للحصول على الماء في رفح (الأناضول)
تفتقر مخيمات النازحين إلى أبسط مقومات الحياة في رفح (الأناضول)

يقول الترابين: "منذ الأمس حتى الآن، لم أحصل على أي قطرة من المياه، ومع دخول فصل الصيف، تزداد حاجتنا إلى المياه أكثر"، مضيفاً: "أصغر مخيم في مدينة رفح يحتوي على 80 أو 90 عائلة، وتصل إمدادات المياه إليه إلى ساعتين فقط، وليس يومياً، وهذا لا يكفي لتلك العائلات".

ويتابع: "المياه هي أساس الحياة، فعدم توفرها يعني عدم وجود للحياة"، لافتاً إلى أن الشخص يحتاج يومياً إلى 40 أو 50 لتر مياه بالمعدل الطبيعي، ولكننا لا نستطيع الحصول على لِتريْ مياه يومياً، موضحاً أن الأوضاع في مخيمات النزوح وقطاع غزة تتفاقم يوماً بعد يوم بسبب استمرار الحرب والحصار.

ويتطلع الفلسطيني إلى أن يتلقى العالم بعين الرحمة والشفقة ما يحصل في قطاع غزة، آملاً في أن تقدم دول العالم المساعدة والدعم، وأن يسعوا جاهدين لتحقيق السلام وإنهاء الحرب.

الصورة
رحلة كفاح للحصول على الماء في رفح (الأناضول)
يصطف النازحون في طوابير ممتدة على أمل الحصول على الماء في رفح (الأناضول)

بدورها، تنتظر أم صهيب ياسين، البالغة من العمر 40 عاماً، على طرف خيمتها، أطفالها على أحر من الجمر لتعبئة غالون المياه لإعداد طعام إفطار رمضان.

وعندما عاد أطفالها، ابتسمت أم صهيب واستقبلتهم بحرارة شديدة، بسبب ما يحملونه من كنز ثمين لها، قائلة: "في مخيمات النزوح نواجه العديد من المشكلات، ومن أهمها مشكلة المياه؛ فنادراً ما تأتي يومياً لفترة تتراوح بين ساعتين إلى 3 ساعات، مما يجعل من الصعب علينا تلبية احتياجاتنا، نظراً إلى كثرة عدد النازحين".

وتضيف: "نقضي يومنا كله في البحث عن المياه، خاصةً خلال شهر رمضان"، متمنية أن تنتهي الحرب ويعود السلام، وأن تتوفر المياه بما يكفي في قطاع غزة، وأن لا تشهد مدينة رفح أي عملية عسكرية.

ويُصرّ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تنفيذ اجتياح برّي لرفح، في استكمال لحرب الإبادة التي تشنّها حكومته على قطاع غزّة منذ أكثر من ستة أشهر.

ومنذ أسابيع، تتصاعد تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات الاجتياح المحتمل؛ في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة، دفعهم الجيش الإسرائيلي إليها بزعم أنها آمنة، ثم شن عليها لاحقاً غارات أسفرت عن شهداء وجرحى.

ويشن الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون