اتهام الجندرمة التركية بقتل سوري وإصابة آخرين خلال محاولة عبور الحدود.. ومطالب بالتحقيق
توفي شاب سوري وأصيب آخرون بجروح وكسور الليلة الماضية، نتيجة تعرضهم للضرب المبرح على يد حرس الحدود التركي (الجندرمة)، أثناء محاولتهم الدخول للأراضي التركية، في حادث ليس الأول من نوعه، بحسب اتهامات من أطراف سورية.
وقال مصدر محلي لـ"العربي الجديد" إن 8 شبان حاولوا مساء أمس السبت دخول الأراضي التركية عبر الشريط الحدودي، بطريقة غير شرعية، لكن جرى اعتقالهم من جانب عناصر الحرس التركي الذين انهالوا عليهم بالضرب المبرح مستخدمين أدوات صلبة، ما أدى لوفاة أحدهم بعد ثقب رأسه وإصابة البقية بجروح وكسور.
وأضاف أنه جرى تسليم الجثة والشبان المصابين إلى الجانب السوري، صباح اليوم الأحد، عبر معبر باب الهوى الحدودي، وتم نقلهم إلى المشفى لتقديم العلاج لهم.
إدارة معبر باب الهوى تطالب بالتحقيق
وقال مازن علوش، مدير العلاقات العامة لمعبر باب الهوى، لـ"العربي الجديد"، إن شخصا توفي، وأصيب 7 آخرون بجروح متفاوتة نتيجة تعرضهم للضرب من جانب حرس الحدود التركي، وقد تسلمتهم إدارة المعبر، فجر اليوم الأحد، من الجانب التركي.
وذكر تصريح صادر عن مكتب العلاقات العامة والإعلام في المعبر، نقلا عن أحد المصابين، أن عناصر الجندرمة سكبوا على جروحه المازوت أثناء تعذيبه، مشيرا إلى أن الشخص الذي توفي يدعى عبدو من مدينة حارم بريف ادلب، وقد فارق الحياة بعد أن رماه عناصر الحرس في أحد الأحراش.
أحد المصابين: عناصر الجندرمة سكبوا على جروحي المازوت أثناء تعذيبي
وطالبت إدارة المعبر الحكومة التركية بـ"فتح تحقيق فوري في القضية، للوقوف على ملابسات الحادث، خاصة أن الأمر تكرر كثيرا في الآونة الأخيرة"، داعية إلى وقف الانتهاكات التي يمارسها بعض عناصر حرس الحدود التركي تجاه الأشخاص الذين يحاولون عبور الحدود بطريقة غير شرعية، مؤكدا ضرورة العمل وفق قواعد القانون الدولي في هذه الحالات.
وكان 12 شخصا من السوريين قد تعرضوا أيضا، أمس الأول الجمعة، للضرب والتعذيب من جانب حرس الحدود التركي أثناء محاولتهم دخول الأراضي التركية، حيث تم تسليمهم أيضا إلى الجانب السوري عبر معبر "باب الهوى"، فيما أشارت مصادر إلى أن الإصابات الناجمة عن الاعتداء قد تسفر عن بتر أطراف بعض المصابين.
وتمنع السلطات التركية عمليات التهريب عبر الحدود مع سورية، وحذرت مراراً من مغبة الدخول عبر الحدود، وأن ذلك يعرض للموت.
وكانت السلطات التركية اتخذت عدة إجراءات لمنع التهريب لدواع أمنية، منها بناء جدار على طول الحدود، وتركيب أسلاك شائكة وكاميرات حرارية، إلا أن ذلك لم يوقف التهريب، خاصة بعد موجات التهجير القسرية إلى الشمال السوري، وتردي الأحوال المعيشية في عموم البلاد، حيث باتت محافظة إدلب تضم مئات آلاف الشبان والعائلات الطامحين للخروج من سورية، ولا سبيل أمامهم سوى سلوك طريق التهريب عبر الأراضي التركية، على أمل الوصول منها إلى أوروبا.
وكانت منظمة حقوقية تركية تعرف باسم "مظلو مدير" أصدرت تقريراً حول الحوادث التي يتعرض لها السوريون على الحدود السورية التركية من قبل عناصر الجندرمة، محذرة من أن تفضي هذه التصرفات إلى وقائع استفزازية للمواطنين السوريين، مشيرة الى أن تلك الانتهاكات تستهدف أحيانا مواطنين سوريين داخل أراضيهم الممتدة على طول الجدار العازل، حيث يطاول رصاص الجندرمة أحيانا الطرف الآخر من الحدود.
وحثت المنظمة الحكومة التركية على ضبط تلك الانتهاكات، وقالت إنه "مهما كانت الأخطار والتهديدات، فذلك لا يبرر استهداف الأطفال الأبرياء، والذين يرافقون عادة أسرهم خلال محاولتهم عبور الحدود، هربا من الظروف المعيشية القاسية".