مطالبات فلسطينية للمنظمات الأممية بإنقاذ الوضع الصحي في غزة

18 ديسمبر 2023
طالب ممثلو المؤسسات بسرعة إنقاذ القطاع الصحي (العربي الجديد)
+ الخط -

طالبت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، الاثنين، الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، والصليب الأحمر الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف"، بالعمل بكل الإمكانات لإدخال المستلزمات الطبية والإغاثية التي تفتقدها المشافي في قطاع غزة، وإقامة مشافٍ ميدانية في شمال القطاع، والتزام هذه المؤسسات بالمعايير والمواثيق الدولية وبشكل خاص اتفاقية جنيف الرابعة وضرورة العمل على حماية المدنيين في غزة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده ممثلون عن مؤسسات القطاع الصحي، المنضوية في إطار شبكة المنظمات الأهلية، بعد ظهر اليوم، أمام مكتب الأمم المتحدة في مدينة رام الله حول الوضع الصحي في قطاع غزة، والاستهداف الإسرائيلي للمنظومة الصحية فيه.

وفي إجابته عن سؤال لـ "العربي الجديد" حول الإمكانات العملية لإنقاذ القطاع الصحي في شمال القطاع وغزة، في ظل العجز عن إجراء عمليات جراحية هناك، قال محمد العبوشي رئيس اللجنة التنسيقية لشبكة المنظمات الأهلية ومدير عام الإغاثة الطبية الفلسطينية: "حاولنا كقطاع صحي وشعب فلسطيني؛ دعوة المتطوعين للوصول إلى معبر رفح، واقترحنا إنشاء مستشفى عائم من قبل تركيا بشكل أساسي، ولكن إلى الآن لا استجابة، ويعتمد أبناء شعبنا هناك على تقديم خدمات على مدار الساعة من قبل الكوادر الطبية التي لا تعرف السكون والهدوء، وهي دائما في حالة طوارئ للعمل في هذا الواقع المؤلم".

"نريد وقفاً فورياً لإطلاق النار"

وطالبت المؤسسات الصحية في بيان تلاه العبوشي، بالعمل الفوري على وقف إطلاق النار ووقف العدوان الدموي على قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، قائلا: "نريد وقفا فورياً لإطلاق النار".

 كما طالبت بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والأغذية وفتح ممرات إنسانية لكسر استمرار تحكم دولة الاحتلال بهذا الشأن، في ظل عدم توفر الماء والغذاء في القطاع المهدد بالمجاعة، وطالب بعودة المهجرين الذين شردوا من بيوتهم بسبب القصف والعدوان إلى المناطق التي هجروا منها بشكل فوري.

وقال العبوشي: إن المطلوب من المنظمات الدولية العمل على الضغط على كل الجهات ذات العلاقة، من أجل فتح معبر رفح بما يمكن من نقل الجرحى للعلاج والمرضى والذين يتهددهم خطر الموت في ظل نقص الأدوية وتوقف المشافي بسبب القصف ونقص الوقود وقطع الكهرباء.

تحذير من كارثة إنسانية في غزة

وحذر العبوشي من كارثة إنسانية، جراء انتشار الأوبئة والأمراض الجلدية والتنفسية، خصوصا بين النازحين والمشردين الذين لجؤوا للمدارس للبحث عن مأوى بسبب عدم توفر مكان آمن في قطاع غزة، وطالب بمعالجة الوضع الكارثي للجثث التي بقيت تحت الأنقاض، وتحلل معظمها وسط تحذيرات دولية تنذر بوقوع كارثة محدقة إذا لم يتم إيجاد حل لهذه القضية المهمة.

ودعت المؤسسات لإدخال الفرق الطبية من قبل المؤسسات الطبية والإنسانية الدولية ذات العلاقة، للقيام بواجبها لإنقاذ حياة الناس وتوثيق انتهاكات الاحتلال، وإلزام دولة الاحتلال للانصياع للقانون الدولي والإنساني، ووقف الانتهاكات التي يمارسها ضمن حرب الإبادة المفتوحة على الشعب الفلسطيني الأعزل ووقف قتل الأطفال والنساء والشيوخ.

وأوردت المؤسسات مجموعة من الأرقام التي تشير إلى حقيقة الواقع الصحي في قطاع غزة، حيث أكدت استشهاد 18800 فلسطيني خلال 72 يوما، وإصابة أكثر من 51 ألف جريح؛ 70 بالمائة من الضحايا من النساء والأطفال، وأشارت إلى استهداف مباشر للطواقم الطبية أدى إلى استشهاد 300 منهم، و32 من طواقم الدفاع المدني، إضافة إلى 92 شهيدا من الصحافيين، فضلا عن 7500 مفقود تحت الأنقاض.

وحول وضع المراكز الطبية، أكدت المؤسسات خروج 32 مستشفى و53 مركزا صحيا عن الخدمة الطبية، واعتقال 40 طبيبا من مستشفى الشفاء ومستشفى كمال عدوان، مشيرة إلى تدمير الأخير فوق رؤوس المواطنين المرضى والجرحى والنازحين المقيمين فيه.

وذكر البيان تدمير أكثر من 102 سيارة إسعاف، وتسجيل 327 حالات موثقة لإصابات بأمراض معدية لدى النازحين في مدارس الإيواء، إضافة إلى استشهاد 505 في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري، بينهم 297 منذ السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي.

بدورها، توجهت رنا نشاشيبي مديرة مركز الإرشاد الفلسطيني، وعضو لجنة القطاع الصحي لشبكة المنظمات الأهلية إلى كل المؤسسات العالمية من الأمم المتحدة بالقيام بدورها ومسؤولياتها الموجودة ضمن التفويض الذي أنشأها، مشيرة إلى أن ذلك التفويض ينص بشكل واضح على دورها، ضاربة بمنظمة اليونيسف مثالا، بالقول: إن تفويضها يحتم عليها حماية الأطفال، في حين أن هناك أطفالا يعانون من قلة الطعام، وانعدام المسكن.

وعلقت نشاشيبي على تبرير المؤسسات الدولية بعدم القدرة بالقول: إنها مطالبة بوضع الملامة على من يمنعها من القيام بدورها، وبمساءلة تلك الجهات والمطالبة بعقابها.

كما طالبت نشاشيبي بتشكيل قيادة فلسطينية موحدة قادرة على القيام بدورها، وأن تكون على قدر المسؤولية وحجم البطولة التي يقوم بها الشعب الفلسطيني من صمود وتحدٍ ومحاربة للاحتلال، وأن تملك من العزيمة ما يمكنها من الوقوف مثل الشعب لكي لا تذهب التضحيات هباءً منثورا.

المساهمون