مصر: اليوم العاشر لإضراب معتقلي "طرة" عن الطعام

21 أكتوبر 2020
إضراب المعتقلين في سجون طرة يتواصل (Getty)
+ الخط -

دخل معتقلو سجن استقبال طرة، جنوبي العاصمة المصرية القاهرة، الأربعاء، يومهم العاشر من الإضراب عن تسلم طعام السجن، احتجاجا على تصاعد الانتهاكات ضدهم، والتي تشمل سوء المعاملة، وممارسات إدارة السجن وقوات مصلحة السجون، وقام بعضهم بتحرير محاضر رسمية لتسجيل إضرابهم يوم الثلاثاء 14 أكتوبر/تشرين الأول، بينما تقدم آخرون بشكاوى إلى النائب العام.
وحسب مصادر حقوقية، فقد بدأت الأزمة يوم الثلاثاء، 29 سبتمبر/أيلول الماضي، حين قامت مصلحة السجون بتجريد زنازين الطابق الرابع من أدوات المطبخ والسخّانات، واستمرت حملات التجريد لما يزيد عن عشرة أيام، وطاولت كافة عنابر السجن، وسط تصاعد متزايد للانتهاكات، إذ جرّدت الزنازين من كافة الأدوات والمتعلقات الشخصية، بما في ذلك صناديق الثلج، والمراوح، والطعام، والوسادات، والملابس، وجرادل المياه التي يعتمدون عليها في تخزين المياه لأنها لا تتوافر سوى لدقائق على مدار اليوم.

 ونُقل بعض المحتجزين بالطابق الثالث من زنازينهم إلى زنازين أخرى خالية من أي محتويات، ولم يبق مع كل محتجز سوى سترتين وغطائين بالرغم من قرب دخول فصل الشتاء، كما تعرّض محتجز يعاني من مرض نفسي للاعتداء من قبل موظفي السجن عبْر صدم رأسه بالحديد عدة مرات، ما دفع المحتجزين للهتاف لإبداء الاعتراض على تصرفات قوات الأمن القائمة على حملة التجريد، ثم قرروا الدخول في الإضراب يوم الأحد 11 أكتوبر، واستمروا في الهتاف بشكل يومي ضد الانتهاكات.
ويندد المشاركون في الإضراب بأسلوب التفتيش المهين الذي تتبعه قوات مصلحة السجون، إذ يخرج المحتجزون من الزنازين مقيدين من الخلف، ويجبَرون على الجلوس على الأرض في مواجهة الحائط. وبدأ الاعتراض على هذا الأسلوب بعد اعتداء موظفي السجن على اثنين من المحتجزين بالصواعق الكهربائية، وإرسالهما للتأديب بعد تجريدهما من ملابسهما.
ويطالب المضربون في سجن استقبال طرة بضرورة حضور النيابة إلى السجن للوقوف على وضعيته الحالية، وضرورة تراجع إدارة السجن عن الإجراءات المتبعة منذ يوم 29 سبتمبر، وووقف تقييد المحتجزين أثناء الزيارات، وإلغاء منع التريض، والسماح بالخروج للعيادة، وسحب الأمانات، وإخراج الأشخاص من التأديب، وإرجاع كافة متعلقاتهم الشخصية.

وتشير مصادر حقوقية إلى أن 75 في المائة من زنازين سجن الاستقبال في منطقة سجون طرة تشارك في الإضراب، وتشمل عنبر أ بالكامل، باستثناء 4 زنازين، و70 في المائة من عنبر ب، و50 في المائة من عنبر ج، وعنبر د بالكامل، كما أثبت المحتجزون إضرابهم في محضر رسمي في 11 أكتوبر.
ويعد الإضراب عن الطعام وسيلة السجناء والمعتقلين للضغط من أجل تحسين أوضاع حبسهم. وسبق أن وثقت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، في تقرير بعنوان "انتهاكات مُمنهجة، شكاوى مُتجاهلة"، 300 شهادة موثقة أمام النيابات عن أوضاع السجون المصرية، ولجوء 33 متهمًا للإضراب عن الطعام، وإبلاغ النيابة بالإضراب، وأسبابهم التي كانت تعود إلى الانتهاكات التي يتعرضون لها داخل أماكن احتجازهم. وأوضح أحد السجناء أنه جرى استخدام العنف والاعتداء عليهم عند إعلانهم الإضراب عن الطعام.

وما زالت النيابة العامة المصرية تتلقى أقوال وشكاوى المحتجزين عن سوء الأوضاع والانتهاكات التي يتعرضون لها، لكن من دون بادرة بالتحقيق أو المحاسبة، أو ممارسة مهام عملها بالإشراف القضائي على السجون، والنظر في شكاوى ومطالب السجناء.

المساهمون