نزوح جماعي لقرية مسيحية في دهوك بسبب اشتباكات الجيش التركي والعمال الكردستاني

13 يوليو 2024
أجبرت الاشتباكات المتصاعدة سكان قرية في دهوك على النزوح، 7 يونيو 2022 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **نزوح جماعي لأهالي قرية "تي شمبي" المسيحية في دهوك**: تصاعدت الاشتباكات بين الجيش التركي ومسلحي حزب العمال الكردستاني، مما أجبر أهالي القرية على النزوح بحثاً عن الأمان.
- **تفاقم المعاناة الإنسانية في دهوك**: حذر ناشطون من تزايد المعاناة الإنسانية، وأكدوا أن العائلات الكردية هي المتضرر الأكبر، مطالبين بتدخل حكومة بغداد.
- **تأثير العمليات العسكرية على القرى الحدودية**: نزحت 182 عائلة وتهددت 602 قرية بالإخلاء بسبب العمليات العسكرية، مع قصف الجيش التركي لإقليم كردستان 285 مرة بين 15 يونيو و11 يوليو.

أُجبر أهالي قرية مسيحية في دهوك العراقية على النزوح جماعياً بحثاً عن مكان آمن لهم، جراء الاشتباكات التي تصاعدت حدّتها أخيراً بين الجيش التركي ومسلحي العمال الكردستاني في مناطق من المحافظة.

وانضم المغادرون الجدد إلى موجات النزوح في القرى التي سبقتها في المحافظة، وبينما تتسع مساحة العمليات العسكرية بين الجانبين، حذر ناشطون من تفاقم المعاناة الإنسانية لأهالي القرى الآمنة التي باتت في قلب تلك العمليات.

"تي شمبي"..نزوح أهالي قرية مسيحية في دهوك

وأخلى الأهالي قرية "تي شمبي" التي تسكنها عشرات العائلات المسيحية، وتقع بجوار قرية مسكا في ناحية "كاني ماسي" التي تعد في قلب العمليات العسكرية، إذ شهدت في اليومين الأخيرين اشتباكات عنيفة بين الجيش التركي والعمال الكردستاني، تسببت في حرائق وأضرار في مساحات زراعية داخل القرية وقربها.

ووفقاً لعضو الحزب الديمقراطي الكردستاني حسن الجاف، فإن "حزب العمال الكردستاني ووجوده تسببا في أضرار كبيرة للمناطق الكردية في إقليم كردستان، وخاصة في دهوك"، وبيّن لـ"العربي الجديد" أن "عناصر الحزب يتحصنون أحياناً في المناطق والقرى السكنية هرباً من الضربات التركية، وهو ما يتسبب بأضرار لتلك المناطق".

وأضاف أن "تي شمبي هي من القرى المسيحية في دهوك، وتضم عشرات العائلات الآمنة التي تعمل بالزراعة، وقد تسبب القصف في أضرار لحقت بكنيستها وبمناطق زراعية فيها، فضلاً عن خسائر كبيرة في محيط القرية، ما تسبب بنزوح جماعي لأهلها الذين يبحثون عن مكان آمن لهم"، مبيناً أن "الوضع غير مستقر، وأن استمرار العملية التركية سيتسبب في نزوح قرى أخرى".

من جهته، حذّر الناشط الكردي في مجال حقوق الإنسان إسماعيل سنكاوي من تفاقم المعاناة الإنسانية بسبب المعارك بين الجيش التركي والعمال الكردستاني، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن "المتضرر الأكبر من تلك المعارك هو العائلات الكردية في دهوك، التي لم تعد تجد مكاناً آمناً في قراها ومناطقها، وأجبرت على النزوح".

وأكد أن "قرية تي شمبي هي من المناطق الآمنة، واليوم أصبحت في قلب الخطر والمعارك، وأهلها لم يجدوا حلاً لمعاناتهم غير النزوح منها"، مبيناً أن "تلك العائلات تبحث عن مأوى، والكثير منها لا قدرة لديها على استئجار منازل".

وشدد على "ضرورة أن يكون هناك تدخل من حكومة بغداد بأن تشكل لجاناً خاصة لمتابعة المتضررين من تلك العمليات، وأن تكون لها تعويضات ودعم للتخفيف من معاناتها"، مشيراً إلى أن "المعاناة ستتفاقم مع تزايد موجات النزوح، خاصة أن العمال الكردستاني يلجأ إلى المناطق الآمنة هرباً من القصف التركي، وهذا هو السبب الرئيسي للنزوح".

وشدد على أن "وجود العمال الكردستاني في مناطق الإقليم تسبب في خسائر وأضرار مادية كبيرة للأهالي والإقليم بشكل عام، وعلى حكومة بغداد أن تتحمل مسؤوليتها تجاه هذا الملف".

وكانت منظمة السلام العالمي الأميركية (CPT) قد أكدت نزوح 182 عائلة، وأن 602 قرية مهددة بالإخلاء منذ أقل من شهر واحد، بسبب العمليات العسكرية في القرى الحدودية التابعة لمحافظة دهوك، مؤكدة أنه وفقاً لإحصائيات المنظمة، فإن الجيش التركي قصف إقليم كردستان 285 مرة خلال الفترة من 15 يونيو/حزيران إلى 11 يوليو/تموز الجاري، ومعظمها في حدود محافظة دهوك.

وكان وزير الدفاع التركي يشار غولر قد كشف، الخميس، أن عمليات المخلب - القفل المستمرة شمالي العراق ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني ستنتهي في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، قبل حلول الشتاء.

المساهمون