مرصد حقوقي عراقي: تجويع آلاف من نزلاء سجن التاجي

24 اغسطس 2021
انتهاكات متراكمة في سجون العراق (Getty)
+ الخط -

كشف مرصد حقوقي عراقي، الثلاثاء، عما وصفه بـ"عمليات تجويع" يتعرض لها نزلاء "سجن التاجي المركزي"، شمالي العاصمة بغداد، والذي يضم نحو 8 آلاف سجين أغلبهم بتهم متعلقة بقضايا الإرهاب، مطالبا السلطات بالتحقيق في عمليات ابتزاز يمارسها حراس السجن عبر بيع الغذاء للسجناء بأضعاف سعرها الحقيقي.
وذكر مرصد "أفاد" الحقوقي، في تقرير، أنه وثق إفادات مختلفة وحصل على صور تؤكد وجود عمليات تجويع داخل السجن تتزامن مع جرائم إهمال طبي أفضت إلى وفيات بين النزلاء. وتضمن التقرير عدة إفادات مكتوبة تكشف عن "تلاعب كبير في مُقدرات طعام السجناء أدت إلى تراجع كمية ما يقدم من وجبات ونوعيتها على خلاف ما تدعيه السلطات العراقية في هذا الإطار".
ونقل التقرير عن والد أحد نزلاء السجن أنه قدم مبلغا ماليا لأحد أقارب موظف في السجن، والذي يعمل كوسيط، لقاء السماح بإدخال بعض الحاجيات الإنسانية الضرورية لنجله، مبينا أن السجناء "يتضورون جوعا"، كما نقل إفادة سيدة توفي ابنها قبل أيام في السجن، وقالت إنه في آخر مقابلة معه أبلغها من خلف الحاجز السلكي بأنه "جوعان"، مؤكدا أن "حراس السجن يبيعون التفاحة الواحدة بمبلغ ألفي دينار (نحو دولار ونصف)، والخبز بـ500 دينار، وقنينة المياه الصغيرة بألفي دينار، إذ لا مياه نظيفة في السجن".

وقبل نحو ثلاثة أسابيع، صدر تقرير مشترك لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، أكدا فيه استمرار الانتهاكات داخل سجون العراق، بما فيها التعذيب بواسطة الصعق بالكهرباء والعنف الجنسي لإجبار المعتقلين على الإدلاء بالاعترافات، فضلا عن سوء التغذية.
وأقر أحد حراس سجن التاجي بأن أوضاع السجن "غير آدمية"، مبينا أن "بيع الطعام والمياه من قبل الحراس مستمر منذ سنوات، وبعلم إدارة السجن، وهو أحد الأسباب التي فاقمت الأوضاع بالسجون، إذ إن عدم تقديم الطعام للسجناء يضطرهم للشراء، ومن لا يملك المال يأخذ بالدين، ويسدد أهله المبلغ، ويقوم الحراس بالاتصال بالأهل للدفع، وعادة ما تكون الأسعار مبالغ فيها"، مبينا أن "التلاعب لا يشمل كميات الطعام فقط، بل نوعيته أيضا، وهناك تلاعب في الأدوية كذلك، إذ يتم صرف وصفات وهمية، واستلام الأدوية لبيعها لحساب عاملين في السجن".

وكشف الحارس الذي رفض الكشف عن هويته، عن وفاة 7 سجناء منذ مطلع الشهر الحالي، وأن أوزان السجناء وفقا للمعايير العالمية غير طبيعية، إذ إن بعضهم لا يزيد وزنه عن 40 كيلوغراما بسبب الجوع وسوء الأوضاع داخل السجن.
ودعا مرصد "أفاد" الحكومة العراقية لفتح تحقيق عاجل في أوضاع سجن التاجي، معتبرا أن "استمرار الإعلان شبه اليومي عن وفيات بين النزلاء دون أي تحرك حكومي أو برلماني يجعل الحكومة متورطة في التستر على ما يحدث من كوارث إنسانية في السجن".

وأطلق ناشطون وسم #الجوع_يفتك_بالسجناء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقال الخبير بالشأن العراقي مجاهد الطائي إن "حالات الموت البطيء في السجون العراقية تتعدد، وليس آخرها القتل بالتجويع وسوء التغذية، والإهمال الطبي"، وقال الصحافي أحمد سعيد إن "الديماغوجية التي تمارس في ملف المعتقلين تجعل كل معتقل يجب أن يموت دون عناء التفكير بحجم الظلم الذي مورس ضد الآلاف، وتوفي الكثير منهم داخل السجون بسبب سوء المعاملة، أو سوء الرعاية الصحية".

المساهمون