مسؤول في "يونيسف": أهوال الحرب الإسرائيلية تسلب أطفال غزة نومهم

16 اغسطس 2024
واقع أطفال غزة أليم وسط الحرب المتواصلة، خانيونس 15 أغسطس 2024 (بشار طالب/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **معاناة أطفال غزة في ظل الحرب**: يعيش أطفال غزة في حالة من الرعب وعدم الاستقرار بسبب الحرب الإسرائيلية، مما يؤثر على نومهم وطفولتهم ومستقبلهم.
- **نقص المساعدات الإنسانية وتدهور الأوضاع**: يعاني القطاع من نقص حاد في المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الطبية، مع صعوبات كبيرة في إدخال المساعدات بسبب القيود الإسرائيلية.
- **تأثير الحرب على صحة الأطفال ومستقبلهم**: تنتشر الأمراض الجلدية والتهابات الجهاز التنفسي بين الأطفال، مما يزيد من معاناتهم ويدعو المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات عاجلة.

أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأنّ كثيرين هم أطفال غزة الذين لم يعودوا قادرين على النوم وعيش طفولتهم بهدوء، نظراً إلى هول ما شهدوه خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع المحاصر، وعبّرت عن خشيتها على مستقبل هؤلاء الأطفال في حال طال أمد الحرب أكثر. وجاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة الأناضول مع مسؤول الإعلام في مكتب يونيسف الأقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سليم عويس، الذي طالب المجتمع الدولي بالتدخّل لوقف هذه الحرب وإعادة المستقبل إلى أطفال غزة المتضرّرين.

وأخبر عويس أنّه أجرى زيارة إلى قطاع غزة، في الأسبوع الماضي، شملت مدينتَي دير البلح (وسط) وخانيونس (جنوب) بالإضافة إلى مناطق في الشمال. ووصف عويس ما شاهده في قطاع غزة في زيارته تلك بأنّه أشبه بـ"مشهد من فيلم سينمائي"، مؤكداً أنّ ما تنقله وسائل الإعلام عن هذه البقعة من العالم "ليس سوى جزء صغير من الواقع (...) إذ إنّ عمق الدمار والألم والنزوح هناك هائل جداً".

أضاف المسؤول الإعلامي في منظمة يونيسف: "عندما تكون في قطاع غزة تشعر بالوضع المزري، إذ يمكن للمرء مشاهدة شوارع كاملة مدمّرة، ومناطق هجرها جميع سكانها تقريباً". وتابع: "يمكنك هناك أن تشعر بآلام الأطفال، فالوضع خطر، والأمر لم يعد يُطاق بالنسبة إلى كثير من أطفال غزة وكذلك العائلات".

لا مساعدات إنسانية كافية تصل إلى أطفال غزة

وشدّد عويس على أنّ "الوضع الإنساني في قطاع غزة سيّئ جداً"، لافتاً إلى نقص في كلّ متطلبات الحياة، وحتى في الاحتياجات الأساسية. وشرح أنّ "كلّ شيء مفقود تقريباً في قطاع غزة، وثمّة نقصاً في المياه النظيفة والغذاء ومواد النظافة والإمدادات الطبية والأدوية". وبيّن أنّ إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "محدود جداً"، إذ لا يُسمح إلا بعبور شحنات محدودة من المساعدات من الجانب الإسرائيلي، في حين أنّ معبر رفح البري الحدودي مع مصر ما زال مغلقاً منذ السابع من مايو/ أيار الماضي. يُذكر أنّ قوات الاحتلال شنّت عملية عسكرية برية على مدينة رفح، فقطعت الشريان المتبقّي للفلسطينيين في القطاع المحاصر والمستهدف. 

وأوضح عويس أنّ المنظمات الإغاثية الدولية لا تستطيع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة في الوقت الراهن إلا من خلال معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، وهي تواجه صعوبات كبيرة من أجل إدخالها. وأضاف: "شهدنا انخفاضاً بنسبة تزيد عن 45% في توصيل المساعدات إلى قطاع غزة في الفترة الممتدّة من إبريل/ نيسان إلى يوليو/ تموز الماضيَين، علماً أنّ تدفّق المساعدات كان منخفضاً في الأساس، غير أنّه انخفض أكثر الآن".

ولفت المسؤول الإعلامي في منظمة يونيسف إلى أنّ "الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة تتزايد بعد مرور عشرة أشهر على بداية الحرب، إذ يفتقر أطفال غزة والعائلات والجميع إلى الاحتياجات الأساسية كافة. هؤلاء خسروا كلّ ما يملكونه، وليست لديهم الموارد اللازمة لشراء أو توفير ما يحتاجون إليه". وإذ وصف عويس حركة عمال الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة بأنّها "محدودة"، أعاد ذلك إلى "عدم توفّر مكان آمن هناك".

وتحدّث عويس عن "أمراض جلدية والتهابات في الجهاز التنفسي وإسهال باتت شائعة بين أطفال غزة" وسط الحرب، مشيراً إلى أنّ "من الصعب جداً على أطفال غزة العيش في الخيام" وسط صيف لاهب تصل الحرارة فيه إلى 35 درجة مئوية حتى الآن، فيما تزيد في داخل الخيام ما بين خمس درجات مئوية وعشر.

أطفال غزة خسروا طفولتهم

وخلال إلقائه الضوء على حجم المعاناة التي يواجهها أطفال غزة وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، رأى المسؤول الأممي أنّ الأطفال هناك "لا يعيشون طفولتهم". وأضاف أنّ "النوم يجافي عيون كثيرين من أطفال غزة، إذ إنّهم يفكّرون في هول ما رأوه ويشعرون بالخوف من الحرب". وشدّد على أنّ "ثمّة الكثير الذي يتوجّب على المجتمع الدولي القيام به من أجل أطفال غزة".

وتابع عويس: "هذه دعوة إلى المجتمع الدولي لاتّخاذ الإجراءات اللازمة ووضع مصلحة أطفال غزة في المقام الأول، فقد حان الوقت لإنهاء هذا العنف والصراع ومنح الأطفال فرصة". وأكمل: "إذا استمرّ الأمر على هذا النحو، أخشى أن يكون مستقبل هؤلاء الأطفال قاتماً جداً، إذ لا يتوفّر مكان آمن لهم للتعلّم ولا لبناء مستقبلهم ولا حتى للعب".

وحذّر عويس من أنّ "الوضع الذي يعيشه أطفال غزة رهيب ومرعب جداً"، وبالتالي "يتوجّب علينا أن نعيد لهم المستقبل، فهذه هي مسؤوليتنا". تجدر الإشارة إلى أنّ مسؤولين في منظمة يونيسف كانوا قد وصفوا العدوان على قطاع غزة، منذ أيامه الأولى، بأنّه "حرب على الأطفال"، وطالبوا مراراً وتكراراً بوقف فوري لإطلاق النار لإنقاذ هؤلاء الصغار، لا سيّما أنّ أكثر من 17 ألفاً منهم استشهد إلى جانب عشرات آلاف الجرحى وآلاف المفقودين، في حين أنّهم يقعون كذلك ضحية الأمراض والجوع والتهجير.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون