نظّم ناشطون، اليوم السبت، فعالية فنية في مدينة عفرين بريف حلب، شمال غربي سورية، تجسّد أحداث مجزرة حماة التي ارتكبها النظام السوري عام 1982 بحق سكّان المدينة الواقعة وسط سورية، ومرّت ذكراها الـ39 قبل أيام قليلة.
وتخلّل الفعالية التي شارك فيها المئات من سكّان المدينة عرض صور تمّ التقاطها من أحياء المدينة بعد المجزرة، وعرض مسرحي يصوّر ما حدث أثناء اقتحام قوات النظام المدينة، وقتل 40 ألفاً من أهلها، وتدمير أحياء كاملة على سكّانها، وتخريب العديد من المواقع الأثرية التاريخية.
وقال أحد منظمي الفعالية وابن محافظة حماة، أحمد الصباح، لـ"العربي الجديد"، "قمنا بتنظيم هذا المعرض بمناسبة الذكرى الـ39 للمجزرة، التي ارتكبها النظام السوري بحق سكّان المدينة، واستمرّت مدة عشرين يوماً، وراح ضحيتها 40 ألف قتيل بحسب المصادر المتقاطعة".
وأضاف أنّ "هجوم النظام حينها دمّر أحياءً كاملة، منها أحياء أثرية مصنفة عالمياً من التراث الإنساني، دمّرها النظام فوق رؤوس النساء والأطفال. أردنا تذكير العالم بتلك المجازر التي يندى لها جبين البشرية، والتي ارتُكبت أمام أنظار العالم".
وأضاف الصباح أنهم أرادوا من خلال هذه الفعالية إخبار العالم أنّ جرائم بشار الأسد هي استمرار لجرائم والده حافظ وعمّه رفعت، وهي سلسلة جرائم لم تنقطع أبداً.
كذلك أشار إلى أنّ الفعالية تضمّنت العديد من النشاطات، منها معرض صور ومسرحية وكلمات من بعض الحضور، تناولت تفاصيل المجزرة والروايات التي تتناقل حولها. ولفت إلى أنّ المنظّمين عانوا كثيراً في الوصول إلى الصور التي تمّ اعتمادها في المعرض، وعادوا إلى مؤرّخين معتمدين، ووكالات أجنبية، كانت نشرت مواد صحافية وصوراً عن أحداث المجزرة.
وفي الثاني من فبراير/ شباط عام 1982، قام النظام بحصار المدينة وعزلها عن محيطها بالكامل وقطع الكهرباء والاتصالات الأرضية عنها. ومع مساء اليوم التالي، بدأ النظام بقصف المدينة، ليستمر القصف والاقتحامات 20 يوماً، جرى خلالها ارتكاب أفظع الجرائم بحقّ السكّان من قتل واعتقال واغتصاب وتدمير.
وتقول مصادر إنّ النظام دمّر أحياء بكاملها، ومن أبرزها "حي الحاضر"، الذي حوّله إلى كومة من الحجارة في بداية المجزرة، لينتقل بعدها إلى الأحياء الأخرى ويسرق المنازل بعد إعدام سكّانها جماعياً، واعتقال آخرين ونقلهم إلى السجون، من أبرزها سجن تدمر في ريف حمص الشرقي لينفذ بهم أحكام إعدام جماعية.