مبادرات مواطنية لدعم متضرري الحرائق في تونس

27 يوليو 2023
الأضرار التي خلّفتها الحرائق في تونس كبيرة (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -

على خلفية الحرائق التي طاولت مناطق غابية في شمال غرب تونس، راحت تُطلق مبادرات لجمع تبرّعات لمصلحة المتضرّرين من تلك الحرائق، بعدما أتت النيران على ممتلكاتهم وأرزاقهم مخلّفة بالتالي خسائر كبيرة.

وما زال الدفاع المدني يواصل محاولاته للسيطرة على الحرائق في الغابات المشتعلة في ثلاث محافظات، وسط ترقّب للدعم الأوروبي المطلوب لإسناد جهود تونس في إخماد النيران في غاباتها.

وقد بدأت بالفعل قوافل الدعم والمساعدات في التحرّك نحو مدينة طبرقة القريبة من منطقة ملولة، أكثر المناطق تضرّراً من الحرائق المندلعة أخيراً.

وفي هذا الإطار، أعلن ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي في محافظات مختلفة من البلاد إطلاق مبادرات دعم مواطنية لجمع تبرّعات عينيّة ونقدية لمصلحة المتضرّرين، وتشمل العينيّة منها قوارير مياه معبّأة ومواد غذائية أساسية وأدوية وحفاضات للأطفال. يأتي ذلك في حين تضرّرت شبكات إيصال المياه إلى المناطق المتضرّرة، الأمر الذي تسبّب في انقطاع تدفّق مياه الشرب إليها.

وقال الناشط في المجتمع المدني أيوب عمارة لـ"العربي الجديد" إنّ "دفعة أولى من المساعدات المخصّصة للمتضرّرين من الحرائق انطلقت من العاصمة تونس في اتجاه مدينة طبرقة، بعد التنسيق مع منظمات المجتمع المدني في المنطقة وتحديد الاحتياجات الأساسية للمتضرّرين"، مؤكداً أنّ "المدّ التضامني متواصل من أجل تخفيف حدّة الضرر عن المواطنين".

أضاف عمارة أنّ "مبادرات مواطنية لتقديم الدعم تشكّلت في وقت قياسي، وأبدى المتبرّعون استجابة كبيرة وسخية لتقديم المساعدة في أشكال متعدّدة"، مشيراً إلى أنّ "هذا الزخم يعيد ترميم البناء المجتمعي والتضامن بين التونسيين".

وتابع عمارة أنّ "الدعم سوف يكون موجّها بناءً على طلب الأهالي في المنطقة واحتياجاتهم"، مشدّداً على أنّ "الأولوية في الظرف الحالي هي توفير المياه لتجنّب العطش (وسط الحرّ) لا سيّما أنّ انقطاع المياه في مدينة طبرقة يستمرّ لساعات طويلة".

وأوضح عمارة أنّ "الناشطين سوف يواصلون إطلاق حملات متتالية ومنسّقة لتفادي هدر جهود المتبرّعين، بالإضافة إلى تحديد نوع التبرّعات فلا تكون سريعة التلف، لا سيّما الغذائية منها".

في السياق نفسه، أفاد عمارة بأنّ "الحملة سوف توجَّه في مرحلة ثانية لتوفير الملابس لمصلحة أفراد الأسر المتضرّرة، بالإضافة إلى الأثاث والتجهيزات المنزلية"، مبيّناً أنّ "الأضرار في تجمّعات سكنية عديدة بلغت 100 في المائة".

من جهته، أعلن الناشط لؤي الشارني عن إطلاق مبادرة "ملولة ماكش وحدك" (ملولة لست وحدك) من خلال إنشاء حصّالة إلكترونية لجمع تبرّعات مالية من أجل ترميم مساكن ومشاريع لمصلحة المتضرّرين في المنطقة.

وبحسب الأهداف المرسومة، يتطلّع مطلقو هذه المبادرة إلى جمع تبرّعات لا تقلّ عن 100 ألف دينار تونسي (نحو 33 ألف دولار أميركي) في خلال شهر.

وفي هذه الأثناء، تنتظر السلطات التونسية وصول الدعم الأوروبي لإسناد جهود الدفاع المدني في إطفاء الحرائق بمناطق مختلفة من البلاد.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني العميد معز تريعة لـ"العربي الجديد" إنّ "تونس تلقت استجابة من إسبانيا التي أرسلت وفداً من 25 عنصر حماية وطائرتَين للمساعدة في السيطرة على الحرائق". أضاف تريعة أنّ "التدخّل الإسباني أتى بناءً على طلب وُجّه إلى الاتحاد الأوروبي، إذ إنّ تونس كانت قد وقّعت في عام 2018 اتفاقية شراكة وتعاون مع مكتب الحماية المدنية للمساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي التي تشمل المساعدة الفنية بين الدول".

وأوضح تريعة أنّ "للاتحاد الأوروبي منظومة متكاملة لمجابهة الكوارث الطبيعية، من بينها الحرائق أو الفيضانات".

وأشار تريعة إلى أنّ "المساحات المتضرّرة من الحرائق سوف تُحدَّد بعد السيطرة التامة على الحرائق، علماً أنّ الأولوية المطلقة كانت لإنقاذ الأرواح البشرية وفي مرحلة ثانية الممتلكات". وتابع تريعة أنّ "أيّ خسائر بشرية لم تُسجَّل في صفوف أهالي المناطق المتضرّرة من الحرائق، ولا بين رجال الإطفاء".

لمعرفة حالة الطقس اليوم في بلدك ودرجة الحرارة، تابع هنا: حالة الطقس اليوم.

المساهمون