شارك عشرات من المعلمين اللبنانيين، اليوم الجمعة، في اعتصام أمام مقرّ منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في العاصمة بيروت، للمطالبة بتحسين أجورهم ودفعها بالدولار الأميركي.
وهؤلاء المحتجّون من المدارس الرسمية في لبنان يعملون في الدوام المسائي المخصّص للتلاميذ من اللاجئين السوريين، ويتقاضون إلى جانب رواتبهم من الحكومة اللبنانية راتباً آخر من "يونيسف" يحصلون عليه سنوياً.
وتلى المعلمون المحتجون، المنضوون ضمن لجنة أساتذة الدوام المسائي لغير اللبنانيين، بياناً جاء فيه: "من هنا، من أمام مقر يونيسف، جئنا لنقول إنّ الرايات التربوية والإنسانية التي عملت على رفعها أعواماً، أصبحت منكّسة. فلا التلميذ في صفه ولا الأستاذ في عمله والتعليم أضحى يحتضر".
وناشد بيان المعلّمين المنظمة الأممية لـ"تكون كلّ مكوّنات العملية التربوية في أفضل حال، لكي تنصفوه (المعلّم) بعدما أصبح الحلقة الأضعف اجتماعياً وتربوياً ومادياً".
وشدّد البيان نفسه على أنّ "لا عودة هذا العام للتعليم من دون حوافز شهرية"، موضحين أنّ من حقّهم الحصول على مستحقاتهم شهرياً وليس فصلياً أو سنوياً.
كما أعلن المعلمون المحتجّون في بيانهم ذاته أنّهم يريدون تقاضي أجورهم بالدولار الأميركي، تماماً "كما تدفعون في بلاد مختلفة في المنطقة".
وأمس الخميس، طالبت منظمة "يونيسف" لبنان بفتح المدارس الحكومية المقفلة بسبب إضراب للمعلّمين احتجاجاً على تدنّي رواتبهم.
يُذكر أنّ القطاع التعليمي الرسمي في لبنان أعلن الإضراب وإقفال المدارس، قبل أسبوعَين، على خلفية تدهور قيمة رواتب المعلمين مع التراجع الكبير في قيمة الليرة اللبنانية.
ويشهد لبنان منذ عام 2019 انهياراً اقتصادياً صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، إذ خسرت العملة المحلية أكثر من 95 في المائة من قيمتها، الأمر الذي ترافق مع تراجع في قيمة الرواتب والقدرة الشرائية.
تجدر الإشارة إلى أنّ عدد اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان يبلغ 1.5 مليون بحسب التقديرات الرسمية، وهؤلاء بمعظمهم يعانون من أوضاع معيشية صعبة، خصوصاً مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.
(الأناضول)