"كوب 27".. 400 طائرة خاصة مضرّة بالمناخ حطّت في شرم الشيخ

11 نوفمبر 2022
ناشطون يعرقلون إقلاع طائرة خاصة تتّجه إلى شرم الشيخ للمشاركة في "كوب 27" (الأناضول)
+ الخط -

انتقدت منشورات عديدة موفدين إلى "كوب 27"، لاستخدامهم طائرات خاصة خلال توجّههم إلى مدينة شرم الشيخ شرقي مصر، للمشاركة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ، فيما اختلفت التقديرات.

وأفادت مجموعة "العمل المناخي ضدّ المعلومات المضللة"، التي تحلّل الميول في الأخبار الكاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في تقرير أمس الخميس، بأنّ الكلام عن "نفاق" و"نخبوية" مزعومَين كان من بين مواضيع التركيز الرئيسية في رسائل المشكّكين في الأزمة المناخية في "كوب 27".

وأكدت مصادر رسمية أنباء واسعة الانتشار تفيد بأنّ نحو 400 طائرة خاصة حطّت في شرم الشيخ وجهتها "كوب 27". وذكرت بعض وسائل إعلام أرقاماً أقلّ من قبل أطراف تتعقّب حركة الطيران، إلا أنّ ثمّة رحلات خاصة لم تدرجها أجهزة المراقبة الجوية.

وجاء في منشور مضلّل باللغة الإسبانية أنّ 1500 طائرة خاصة حطّت في شرم الشيخ، وقد أُرفق بصورة قديمة لطائرات خلال منتدى للطيران في لاس فيغاس بالولايات المتحدة الأميركية.

وقال مصدر مصري مقرّب من سلطات الطيران طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة "فرانس برس"، إنّ "أكثر من 400 طائرة خاصة حطّت في الأيام القليلة الماضية في مصر". أضاف أنّه "كان ثمّة اجتماع قبل كوب 27 توقّع خلاله مسؤولون وصول هذه الطائرات، وقد اتّخذت بعض التدابير في مطار شرم الشيخ لاستقبالها".

وكانت انتقادات كثيرة قد سُجّلت كذلك في ما يتعلّق باستخدام الطائرات الخاصة خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 26)، الذي عُقد في مدينة غلاسكو الاسكتلندية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.

وجاء في تقديرات أوردتها وسائل إعلام حول عدد الطائرات الخاصة المستخدمة في ذلك الحدث العالمي، أنّها تراوحت ما بين أقلّ من 200 طائرة خاصة و400 تقريباً.

وفي هذا الإطار، تحقّقت وكالة "فرانس برس" من صحة منشورات من تلك الفترة تضمّنت صورة طائرات رابضة على مدرج، مدّعية أنّها استُخدمت من قبل القادة في "كوب 26". وخلال التفتيش عن الصورة عبر محرّكات البحث، تبيّن أنّها ملتقطة قبل سنوات عدّة وتعود إلى طائرات في مطار في نيو أورلينز في الولايات المتحدة الأميركية.

لكنّ انتقاد المندوبين المشاركين في "كوب 27" لم يقتصر على ناشري الأخبار الكاذبة. ففي الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني الثاني، عشية انطلاق المؤتمر، احتلّ مئات من ناشطي المناخ باحة مخصّصة للطائرات الخاصة في مطار سخيبول في أمستردام، مطالبين بمنع مثل هذه الطائرات.

يُذكر أنّ بعض هؤلاء الناشطين كانوا على دراجات هوائية. وقد أعدّت هذه الحركة الاحتجاجية منظّمتا "غرينبيس" و"إكستنشن ريبيليون" المدافعتان عن البيئة.

وينتج الركاب في طائرات خاصة انبعاثات مسبّبة للاحترار المناخي للفرد، أكثر من ركاب الرحلات التجارية. وتفيد الحملة الأوروبية للنقل النظيف بأنّ انبعاثات الطائرات الخاصة قد تصل إلى طنَّين من ثاني أكسيد الكربون في الساعة، وهي أكثر تلويثاً ما بين خمس مرّات و14 مرّة للفرد مقارنة بطائرة تجارية.

وتشير أداة إلكترونية لاحتساب الانبعاثات، وفّرتها المنظمة الدولية للطيران المدني، إلى أنّ طائرة ركاب تجارية تتسبّب في نصف طنّ من ثاني أكسيد الكربون بالإجمال خلال رحلة من لندن إلى شرم الشيخ.

تجدر الإشارة إلى أنّ أكثر من 33 ألف شخص مسجّلون للمشاركة في "كوب 27"، ويجري المندوبون مفاوضات لتوفير مساعدات للدول النامية بهدف إضفاء طابع أكثر مراعاة للبيئة على اقتصاداتها وتحسين مقاومتها لتداعيات الاحترار المناخي.

ويقول علماء إنّ التغيّر المناخي الناجم عن استهلاك البشر للوقود الأحفوري يفاقم الكوارث المدمّرة والقاتلة، من بينها الفيضانات وموجات الحرّ والجفاف التي يرجّح أن تتكاثر في العقود المقبلة في حال لم تُخفّض الانبعاثات.

وفي هذا الإطار، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في افتتاح هذا المؤتمر إنّ "البشرية أمام خيارَين، إمّا التعاون وإمّا الهلاك".

(فرانس برس)

المساهمون