قمة "كوب26": 400 طائرة خاصة أطلقت 15 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي

02 نوفمبر 2021
استقلّ قادة العالم ما لا يقلّ عن 400 طائرة خاصة لحضور المؤتمر (Getty)
+ الخط -

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم، باجتماع قمة المناخ في غلاسكو باسكتلندا، على اعتبار أنها أول قمة ذات أهمية استراتيجية بعد قمة المناخ في باريس في العام 2015، وأول قمة تجمع هذا الحشد من زعماء العالم بعد انتشار وباء كورونا، سلّطلت صحيفة "صنداي مايل" الاسكتلندية الضوء على جانب آخر من المباحثات. إذ وُصفت الرحلات الجوية التي أقلّت زعماء العالم لحضور المؤتمر، بأنّها الأخطر مناخياً على اسكتلندا، حيث تُنتج غازات أكثر ممّا ينتج 1600 اسكتلندي في عام واحد. ورأت الصحيفة أنّ قمة المناخ هذه، تدخل في إطار "النفاق المناخي".

وبحسب حسابات الصحيفة فإنّ رؤساء العالم ورجال الأعمال استقلّوا لحضور المؤتمر، ما لا يقلّ عن 400 طائرة خاصة، أطلقت في الغلاف الجوي أكثر من 15 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون.

وتختلف نسبة التلوث التي أطلقتها هذه الطائرات بسبب عوامل عدّة، أبرزها نوعية الطائرات المستخدمة والمسافة المقطوعة. وانطلاقاً من هنا، فإنّ الطائرة التي استقلّها الرئيس الأميركي جو بايدن، قد تنتج غازات دفيئة بمعدلات أعلى من ما تنتجه طائرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. كيف؟ إليكم الأرقام:

توضح الصحيفة أنه إذا اعتبرنا أنّ الطائرات المتجهة من الدول الأوروبية إلى غلاسكو تقدّر بنحو 100 طائرة، بحسب ما ذكر موقع "ديلي ريكورد" Daily record البريطاني، فإنّ ذلك يعني بالمتوسط، أنّ هذه الطائرات الخاصة، قطعت بين ثلاث ساعات و4 ساعات في الجو، كمعدل وسطي. تستخدم الطائرات الطويلة، ما يقدر بنحو 358 إلى 672 غالون وقود في الساعة، بحسب نوع الطائرة، أي بمعدل وسطي نحو 515 غالون في الساعة، بحسب ما ذكره موقع شركة بوينغ للطائرات.

خلال رحلة تستمر أربع ساعات، فإنّ الطائرة الواحدة تستخدم 2060 غالون وقود، ما يعني عملياً أنّ 100 طائرة استخدمت نحو 206000 غالون من الوقود.

ينتج كل غالون من البنزين المحترق حوالي 8887 غراماً من ثاني أكسيد الكربون، بحسب ما ذكرته وكالة حماية البيئة الأميركية على موقعها الإلكتروني، ما يعني أنّ 206000 غالون، قد أنتجت ما لا يقلّ عن 1.830.722.000 غرام من ثاني أوكسيد الكربون في الجو خلال رحلة الذهاب إلى قمة المناخ، أي نحو 1830 طنا من ثاني أوكسيد الكربون.

ماذا عن الـ300 طائرة الأخرى؟

إذا افترضنا أنّ هناك 300 طائرة أقلّت باقي قادة الدول، فإنّ متوسط الرحلات من قارات العالم إلى اسكتلندا، لا تقلّ عن 10 ساعات، وبالتالي فإنّ كلّ طائرة استخدمت معدل 515 غالون وقود في الساعة، ما يعني أنه خلال 10 ساعات، استخدمت 5150 غالونا، وبالتالي فإنّ 300 طائرة استخدمت ما لا يقل عن 1.545.000 غالون من الوقود.

هذه الكمية، ببساطة تنتج ما لايقل عن 13.730.415.000 غرام من ثاني أوكسد الكربون في الجو خلال رحلات الذهاب فقط، أي نحو 13730 طناً، ما يعني أن 400 طائرة قد أطلقت ما مجموعه 15560 طناً من ثاني أكسيد الكربون.

ويمكن القول إجمالاً، إنّ 400 طائرة أطلقت في الهواء ما لايقلّ عن 15 مليار غرام من ثاني أوكسيد الكربون خلال رحلات الذهاب فقط.

إن كانت هذه الأرقام صادمة، فإنّ المشكلة هي في أنّ الطائرات الخاصة عادة ما تستخدم كميات أكثر من الوقود في رحلاتها، بحسب موقع "ديلي ريكورد". وتنبعث من هذه  الرحلات، 10 أضعاف كمية الغازات المسببة للاحتباس الحراري للفرد الواحد، مقارنة برحلة على متن الدرجة الاقتصادية، و150 مرة أكثر من رحلة القطار.

المساهمون