6 تقنيات وقائية للحدّ من الآثار الصحية الضارّة لحرارة الصيف

06 يوليو 2024
تقي المياه الباردة من ارتفاع درجات الحرارة (نيهاريكا كولكارني/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تأثير ارتفاع درجات الحرارة على الصحة العامة**: تؤثر الحرارة المرتفعة على كبار السن، الرضع، والعمال، وتسبب الضيق والتعب للجميع. تقرير "كلايميت سنترال" يشير إلى أن 5 مليارات شخص عانوا من الحرارة الشديدة في يونيو الماضي.

- **نصائح لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة**: الدكتور وليد شهاب يوصي بتناول السوائل، العصائر الطبيعية، وارتداء ثياب واسعة وقطنية. يُفضل تناول الفواكه والخضار الغنية بالماء وتجنب الأطعمة المصنّعة والدسمة.

- **تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس**: يُنصح بالمشي في الظل، الاستحمام بالماء البارد، والاستفادة من الأشجار والنباتات لتبريد الهواء.

في كل عام، تؤثر درجات الحرارة المرتفعة في مختلف نواحي الحياة، وتطاول العديد من الأشخاص، وتحديداً كبار السن والرضع، إضافة إلى العمال الذين يمضون ساعات طويلة تحت أشعة الشمس. حتى إن ارتفاع الحرارة يؤثر في الأشخاص  داخل البيوت أو المكاتب من خلال الشعور بالضيق أو بالتعب والكسل والمرض.
يفيد تقرير أصدرته منظمة "كلايميت سنترال" التي تُعنى بشؤون المناخ، وتتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، أن ما يقرب من 5 مليارات شخص عانوا من الحرارة الشديدة الناجمة عن تغيّر المناخ على مدى 9 أيام في يونيو/ حزيران الماضي، وتشير إلى أن أكثر من 60 في المائة من سكان العالم تعرضوا لحرارة شديدة تضاعفت ثلاث مرات على الأقل بسبب تغيّر المناخ خلال الفترة من 16 إلى 24 يونيو الماضي.
يشرح اختصاصي الصحة العامة، الدكتور وليد شهاب، في حديثه لـ"العربي الجديد"، تأثير ارتفاع الحرارة في جسم الإنسان، ويقول: "يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى الشعور بالكسل والتعب والإرهاق، ويعود السبب في ذلك إلى أن ارتفاع الحرارة يزيد سخونة الأوعية والأنسجة داخل جسم الإنسان، ويؤدي إلى حصول نوع من التباطؤ في عملها، ما يسبب الشعور بالتعب والإرهاق".
يضيف: "حتى الأشخاص الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس مباشرةً قد يُصابون بالعديد من الأمراض، من بينها أوجاع في الرأس، والغثيان، وعدم القدرة على ممارسة الأعمال أو المهمات اليومية.
ويؤكد شهاب "أهمية تناول السوائل طوال اليوم لترطيب الجسم ومدّ الخلايا بالطاقة اللازمة، والابتعاد عن الأماكن الحارّة في المنزل أو المكتب، إذ يفضّل الجلوس في أماكن مبرّدة، وخصوصاً لأصحاب الأمراض المزمنة الذين يتأثرون أكثر من باقي الفئات. لذا، يُنصح بضرورة اتباع تقنيات متعددة لتبريد الجسم لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف"، فما هذه التقنيات، وما أهميتها؟

تناول مزيد من السوائل

من المهم، بحسب شهاب، شرب كميات كافية من المياه خلال اليوم، بمعدل يراوح بين ليترين وثلاثة ليترات، كذلك يُنصَح بتناول سوائل مختلفة طبيعية لا تحتوي على السكر المضاف، على غرار العصائر الطبيعية، وفي مقدمها البرتقال والليموناضة.
أيضاً يساعد اللبن في تبريد الجسم، ويمدّ الجسم بالكالسيوم الضروري. لذا، يُعَدّ تناول كميات جيدة منه، أو تناول أطعمة تحتوي على لبن من أبرز التقنيات التي يمكن استخدامها لمحاربة ارتفاع درجات الحرارة.
وتعتبر السوائل مهمة حتى بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يتعرضون مباشرة لأشعة الشمس، أي الذين يوجدون في المنازل، لأن الحرارة تختبئ في جدران الإسمنت وتبقى ساعات طويلة، ما يجعل مكان الإقامة أكثر سخونة، لذا يُفضَّل دائماً تناول السوائل للوقاية من الحرارة، سواء داخل المنزل أو المكتب أو خارجه، فهي تساعد في مواجهة الجفاف.

ارتداء ثياب واسعة ذات ألوان زاهية

أجرى خبراء يابانيون دراسات على تأثير الألوان في مكافحة ارتفاع درجات الحرارة، واكتشفوا بعدما تركوا لأيام ثياباً ذات ألوان داكنة مثل الأخضر والأسود وغيرهما تحت أشعة الشمس، أنها كانت أكثر قدرة على امتصاص الحرارة مقارنةً بتلك ذات الألوان الزاهية. 
ونقلت مجلة "تايم" الأميركية عن خبراء قولهم إن "الملابس ذات الألوان الداكنة مثل الأسود والكحلي والأخضر الغامق تمتصّ كمية أكبر من أشعة الشمس فوق البنفسجية مقارنة بالملابس ذات الألوان الفاتحة، لذا يُوصى بارتداء الملابس ذات الألوان الفاتحة خلال فصل الصيف".

ارتداء الثياب القطنية

يُنصَح دائماً بضرورة ارتداء الثياب القطنية، باعتبار أنها صديقة للبيئة من جهة، ومن جهة ثانية تساعد في منع تحسّس الجسم من العوامل الخارجية.
ويعّد القطن من الأقمشة الأساسية التي يحتاجها الإنسان خلال فصل الصيف، فهو عبارة عن ألياف طبيعية قابلة للتنفس وخفيفة الوزن. وفي العادة، تساعد الثياب القطنية في تمرير الهواء بسهولة عبر القماش، ما يسمح للأشخاص بالشعور بالانتعاش والبرودة. 
وإلى الثياب القطنية، يُعَدّ الحرير مهماً جداً لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة، إذ يساعد في تنظيم حرارة الجسم، والحفاظ على درجة حرارة مريحة للجسم. كذلك فإنّ الثياب الحريرية خفيفة الوزن وناعمة.

تناول الفواكه والابتعاد عن الأطعمة المصنّعة والسكر المضاف

تؤدي الأطعمة الصيفية دوراً أساسياً في عملية تبريد الجسم، وتحديداً الفاكهة والخضار التي تحتوي على كميات كبيرة من الماء، على غرار البطيخ والخيار وغيرها.
ويشير شهاب إلى أنّ هذه الأنواع من الفاكهة والخضار تساعد في تبريد درجة حرارة الجسم وترطيبه، باعتبار أن أكثر من 90% منها تحتوي على الماء، كذلك فإن كميات السكر التي تتضمنها تساعد في مدّ الجسم بالطاقة المطلوبة.

تكون الأماكن المظلة بالأشجار أبرد في العادة (جوزف بريسيوزو/ فرانس برس)
تكون الأماكن المظللة بالأشجار أبرد في العادة (جوزف بريسيوزو/فرانس برس)

وإلى البطيخ، يعتبر الأناناس والعنب والفراولة والمانغو من الفواكه المنعشة خلال فصل الصيف. وتشير دراسة أجرتها مجلة الطب الأميركية إلى أن الأناناس من الفاكهة التي تحتوي على مضادات للالتهابات، وقد تساعد في التعافي من حروق الشمس.
ويضاف البرتقال والليمون إلى هذه القائمة، وكلاهما يحتوي على فيتامين "سي" المهم جداً لمدّ الجسم بالطاقة والنشاط، ومواجهة الكسل والخمول.
ويُعتبَر البرتقال مثالياً خلال فصل الصيف بفضل محتواه العالي من العناصر الغذائية والفيتامينات، كذلك فإنه يتضمن نسبة  80 في المائة من الماء.

وفي قائمة الخضار، ينصح شهاب بتناول الخيار الذي يصفه بأنه "مصدر مهم للفيتامينات، ويساعد في الحفاظ على توازن الحرارة في جسم الإنسان. وفي الوقت نفسه، لا يؤدي تناوله إلى زيادة الوزن، وبالتالي فهو مهم جداً في فصل الصيف.
ولا بدّ من الإشارة إلى أن الأطعمة الحارّة تزيد معدل ارتفاع درجات الحرارة في الجسم، أي المأكولات التي تحتوي على الكثير من التوابل والحر، أو الأطعمة الدسمة التي تتضمن كميات كبيرة من الدهون، فهذه المأكولات ترفع درجات الحرارة في جسم الإنسان، وقد تؤثر في الصحة العامة. وبدلاً من ذلك، من المهم تناول أطعمة خفيفة.

السير في أماكن الظل وخارج ساعات الذروة

من المهم جداً تجنّب السير في أماكن مكشوفة حيث تكون أشعة الشمس عمودية وساطعة، لأن هذا الأمر قد يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية. لذا، يُفضَّل السير أو المشي في مناطق الظل، وتحديداً في ساعات لا تكون فيها أشعة الشمس عالية أو مرتفعة.
وتشير حماية البيئة الأميركية إلى أن المناطق المظللة بالأشجار والنباتات تكون أبرد عادة من الأماكن التي لا تحتوي على أشجار. 
وتعمل الأشجار والنباتات، مثل الشجيرات والأعشاب الطويلة، على خفض درجات حرارة السطح والهواء من خلال توفير الظل والتبريد من خلال عملية التبخر. لذا، من المهم تجنّب السير أو المكوث في مناطق لا تحتوي على الأشجار والنباتات. ويفضل في حالات الضرورة اختيار أماكن الظل التي تكون أبرد عادة.

الاستحمام بالمياه الباردة

تشير دراسة أجراها موقع "هيلث لاين" الطبي إلى أن الاستحمام بالماء البارد يساعد في تبريد الجسم، ويقي من ارتفاع درجات الحرارة، ويبقي الجسم بارداً ورطباً فترات طويلة. إذ يوفر الماء البارد دفعة من الطاقة لجسم الإنسان، كذلك يؤدي إلى تدفق الدم إلى الأعضاء، ويحفّز الدورة الدموية، ما يؤدي إلى ضخّ الشرايين للدم بكفاءة أكبر.

المساهمون