غضب في طمرة بعد جنازة شاب قتل برصاص شرطة الاحتلال الإسرائيلي

حيفا

ناهد درباس

ناهد درباس
02 فبراير 2021
تشييع جثمان الشهيد أحمد حجازي
+ الخط -

تعيش مدينة طمرة في الجليل بالداخل الفلسطيني حالة من الغضب اليوم الثلاثاء، احتجاجاً على مقتل الشاب أحمد حجازي (22 سنة) برصاص الشرطة الإسرائيلية، وإصابة آخرين بجروح خلال مطاردة الشرطة لمشبوهين.
وكان طالب التمريض أحمد حجازي موجوداً لدى صديقه الطبيب محمد عرموش للدراسة ليلة أمس، وعند سماع صوت إطلاق الرصاص خرجا لمعرفة ما يحدث، فأصابت رصاصة أطلقها عناصر الشرطة الإسرائيلية حجازي في الصدر، وتوفي متأثراً بإصابته، في حين أصيب عرموش برصاصة في ساقه.

وانطلقت جنازة حجازي من منزل عائلته مساء اليوم، وصولاً إلى شارع 70، حيث أقيمت صلاة الجنازة في الشارع. وقال جبر حجازي، شقيق الضحية: "أخي كان يدرس التمريض في حيفا، وقتلته رصاصة بالخطأ. عرفنا بالخبر منتصف ليل أمس بعد موته في المستشفى. الرصاص لا يفرق، وعرب الداخل ليسوا بأمان".

وشارك المئات من فلسطينيي الداخل في الجنازة، وكفن الشهيد بالعلم الفلسطيني، وهتف المشاركون: "قولوا للمخابرات. ما بترهبنا الاعتقالات"، و"ع الشوراع يا ثوار. خلي الدنيا تولع النار"، و"يا أحمد يا ابن عمي. بأفديك بروحي ودمي"، و"ما منهاب ما منهاب. والشرطة أم الإرهاب".
وقال رئيس بلدية طمرة، سهيل دياب، خلال الجنازة: "ودعنا شابا من خيرة شبابنا. حلم أحمد كان دراسة التمريض مهنة الإنسانية، وفقدناه في لحظات. نحن اليوم في المدينة كباقي المدن العربية في الداخل الفلسطيني نعاني العنف كأكبر جائحة حلت بنا، أكبر كثيرا من كوورنا. كل سنة يفقد مجتمعنا أكثر من مائة شاب، وعلينا أن نتوحد من أجل استئصال هذه الآفة".
وقال إبراهيم حجازي، رئيس المكتب السياسي للحركة الإسلامية: "دم أحمد حجازي معلق برقبة الشرطة. إما أن تقوم الشرطة بواجبها، أو يخرجوا من طمرة".

وشهدت بلدات الداخل الفلسطيني تظاهرات مساء اليوم، في كل من أم الفحم، وباقة الغربية، وطيرة المثلث، وأقام المئات صلاة الغائب على روح حجازي، الذي يعد الضحية رقم 16 منذ بداية 2021، وكذا في مدينة الناصرة التي فجعت الليلة الماضية بمقتل الشاب أدهم بزيع بعد تعرضه لإطلاق نار، واعتقلت الشرطة اثنين من المشاركين في التظاهرة.

إضراب في طمرة

وعقدت اللجنة الشعبية في طمرة اجتماعاً طارئاً بمشاركة أعضاء من البلدية، ورئيس لجنة المتابعة، ونواب عن القائمة المشتركة، ودعت إلى المشاركة في جنازة حجازي، وقال محمد صبح، رئيس اللجنة الشعبية في طمرة: "الناس غاضبون، والحزن والغضب يلتقيان معاً نتيجة التواطؤ الذي يكلفنا أرواحاً كما حصل مع أحمد حجازي. هؤلاء المجرمون يجب نزع الأسلحة من بين أياديهم. الشرطة تستطيع أن تصل إلى الجناة دائماً عندما لا يكون الضحية عربياً، ولكنها تقف عاجزة أمام الرصاص العشوائي طيلة سنوات في مجتمعنا. الدم العربي لا يساوي عندهم شيئاً، لكنه غال جداً علينا. أمام الشرطة خياران، إما أن تقوم بواجبها، أو تغادر بلدتنا".

وناشدت اللجنة الشعبية في بيان الأهالي التفاعل، مؤكدة أن ما حصل في طمرة "نتاج تقصير الشرطة وتواطئها في نزع الأسلحة، ومواجهة العنف والجريمة المنظمة في القرى والمدن العربية"، وأضاف البيان: "تنظر اللجنة الشعبية بعين الغضب والرفض لبيان الشرطة، وادعاءاتها حول قيامها بإطلاق النار على 4 مشبوهين مسلحين أطلقوا النار على أحد البيوت في طمرة، إذ إن إصابتين من الأربع كانتا بحق شابين ليس لهما أية علاقة بالحدث، سوى وجودهما بالصدفة في المنطقة".

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
المساهمون