عيد الأضحى.. طقوس حاضرة في الرقة السورية

10 يوليو 2022
كبيرة هي فرحة أطفال الرقة بالعيد (أسامة الخلف)
+ الخط -

استقبل سكان مدينة الرقة شمالي سورية عيد الأضحى بشكل مختلف عن الأعياد الماضية، فهم يشعرون اليوم بنوع من الاستقرار بعد سنوات عدّة من طرد تنظيم داعش من المدينة وعودة الحياة إليها وبدء التعافي من الدمار والخراب.

وتحضر طقوس ومظاهر العيد لتذكّر سكان الرقة بما افتقدوه في السنوات الماضية، بحسب ما تقول المدرّسة أمل الحاج لـ"العربي الجديد". وتوضح أنّ "أهالي المدينة يحافظون على عادات العيد، فقد زاروا المقابر يوم أمس (أوّل أيام العيد) ثمّ كانت المعايدات، وقدّموا العيديّة للأطفال وهي من الطقوس التي لا يمكن التخلّي عنها والتي تفرح هؤلاء. كذلك أُعدّت حلويات العيد المعروفة محلياً بالكليجة".

تضيف الحاج أنّ "ثمّة من قصد مدينة الملاهي للترويح عن النفس، وفي المساء راحت العائلات تزور بعضها بعضاً، فيما كانت دعوات في المدينة إلى مشاركة الطعام. كذلك وزّعت الأضاحي على الفقراء، ولهذا دور في تقوية روابط المحبّة بين الناس".

الصورة
عيد الأضحى 2022 في الرقة السورية 2 (أسامة الخلف)
نكهة اللهو مختلفة في العيد (أسامة الخلف)

من جهتها، تقول بتول قاووق، وهي ربّة منزل وإعلامية تعيش في مدينة الرقة، لـ"العربي الجديد": "حضّرنا الملابس ليلة العيد وجهّزنا منازلنا لاستقبال الضيوف وكذلك الحلويات. وأمس، في أوّل أيام العيد، استيقظنا باكراً وزرنا المقابر وبعدها قصدنا بيت الجدّ". هناك اجتمعت العائلة كلها، علماً أنّ كثيرين هم أفرادها الذين غادروا الرقة بسبب الظروف القائمة. تضيف قاووق أنّ "الأطفال فرحوا كثيراً باجتماع الأقارب والضيافة والحلويات".

الصورة
عيد الأضحى 2022 في الرقة السورية 3 (أسامة الخلف)
"رحلة" لا بدّ منها في الأعياد (أسامة الخلف)

وتلفت قاووق إلى أنّه في اليوم الأوّل للعيد، كان الاجتماع مع عائلة زوجها، وفي الثاني كان مع عائلتها. وتتابع أنّ "الأجواء ذاتها تتكرّر في خلال هذَين اليومَين. وفي حين يجتمع الإخوة لذبح الأضاحي، تتجهّز النساء لإعداد الطعام. ولدينا أطباق مشهورة في الرقة اعتدنا إعدادها بلحم الأضاحي في العيد، وهي الفريكة والكبة السماقية، علماً أنّه بحسب المتعارف عليه يوزَّع ثلث الأضاحي على الفقراء وثلث على الأقارب فيما يبقى الثلث الأخير لأهل البيت ليُعَدّ طعام الغداء منه".

الصورة
عيد الأضحى 2022 في الرقة السورية 4 (أسامة الخلف)
كأنّما العيد وُجد للصغار (أسامة الخلف)

في سياق متصل، ترى الناشطة المدنية وصال العبود أنّ "هذا العيد يحلّ مختلفاً بالنسبة إلى كثيرين من سكان مدينة الرقة، نظراً إلى حالة الاستقرار النسبي التي يعيشونها". وتؤكّد العبود لـ"العربي الجديد" أنّ "هذا العيد مميّز. وقد أعددنا الحلويات ووزّعنا لحوم الأضحية على الجيران والأقارب والمحتاجين"، لافتة إلى أنّ "الأجواء جيدة والسوق مختلف عمّا كان عليه في العيد الماضي. وقد قصدنا المطاعم والمقاهي". وتتابع أنّ "العيد في المخيّمات يأتي كذلك أفضل من الأعياد الماضية".

أمّا عيسى السطم، وهو مسؤول عن مبادرات خيرية عدّة في الرقة، فيتحدّث لـ"العربي الجديد" عن "مبادرة أطلقناها قبل العيد لجمع الأضاحي وقد لاقت قبولاً لدى السكان. واليوم ذبحنا الأضاحي وقد ساعدتنا مجموعة من شباب الرقة في التوزيع، وثمّة عائلات استفادت من الأمر، فكانت الفرحة ظاهرة على وجوه الناس".

تجدر الإشارة إلى أنّ الإحصاءات الأخيرة التي أعدّها مجلس الرقة المدني التابع للإدارة الذاتية (الكردية) بيّنت أنّ عدد سكان المدينة بلغ نحو 300 ألف شخص، فيما تجاوز عدد النازحين المقيمين فيها 3200 نازح.

المساهمون