عائلة الشهيد الفلسطيني خالد نوفل: سنلاحق الاحتلال أمام الجنائية الدولية

27 مارس 2021
تشييع الشهيد الفلسطيني خالد نوفل (فيسبوك)
+ الخط -

بعد خمسين يوماً على احتجاز سلطات الاحتلال الإسرائيلي جثمان الشهيد الفلسطيني خالد نوفل (34 سنة)، شيّع أهالي راس كركر غربي رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، عصر اليوم السبت، جثمانه في جنازة جابت شوارع البلدة، بعد تسلمه، أمس الجمعة، من سلطات الاحتلال عند حاجز نعلين العسكري، وانتهاء إجراءات تشريح جثمانه.

ولم تصدر بعد نتائج التشريح النهائية، حسب خال الشهيد وديع نوفل، الذي أكد لـ"العربي الجديد" أنّ "النتائج الأولية أظهرت إصابته بأربع رصاصات، ثلاث منها في رأسه، ما أدى إلى تهشم جمجمته، إذ استخدم المستوطنون الإسرائيليون رصاصاً متفجراً من المسافة صفر، وأصابت الرصاصة الرابعة ظهره، وقام الطب العدلي بالتحفظ على الشظايا التي كانت في رأسه".

وتنوي عائلة الشهيد نوفل، وهو أب لطفل يبلغ 4 سنوات، ملاحقة الاحتلال والمستوطنين جنائياً، لا سيما في المحكمة الجنائية الدولية، ويقول وديع نوفل إنّ "العائلة مصرة أكثر من أي وقت مضى على أن تمضي في الدعوى الجنائية ضد المستوطنين الذين قاموا بإعدامه، وقام جيش الاحتلال بالتغطية على جريمتهم، إذ أعلن قائد منطقة رام الله في جيش الاحتلال، بعد دقائق، أنّ ما جرى من المستوطنين هو دفاع عن النفس، ولم يقم الاحتلال بفتح تحقيق، أو تشريح الجثمان".

وأوضح أنّ الشهيد "كان أعزلاً، لا يحمل سلاحاً، ولا حتى حجارة، ولا يشكل أي خطر على المستوطنين الذين يحتلون أرض عائلته. المستوطن الذي قتله يدعى إيتان زئيف، ولديه قضية إطلاق نار سابقة منظورة أمام محاكم الاحتلال، إذ أطلق النار على فلسطينيين اثنين قبل أشهر في سلفيت، وتم التأكد من أن القتل كان بلا مبرر. كان بإمكان المستوطنين أن يمسكوا بخالد، فهم كانوا ثلاثة، وأورد إعلام الاحتلال أنه تعارك معهم بالأيدي".


واستشهد خالد نوفل، في 5 فبراير/ شباط الماضي، برصاص مستوطن أطلق الرصاص عليه أثناء وجوده في جبل الريسان، الذي يقيم مستوطنون بؤرة استيطانية عليه، وزعم جيش الاحتلال أنّ الشاب الفلسطيني وصل بسيارته إلى جبل الريسان، وحاول اقتحام منزل في تلك البؤرة الاستيطانية، فأطلق مستوطن الرصاص عليه، ما أدى إلى استشهاده، ليتواصل احتجاز جثمانه حتى مساء أمس.

وكان نوفل، بحسب عائلته، متوجهاً إلى أرضه في جبل الريسان، قرب قريته، والتي أقام المستوطنون عليه بؤرة استيطانية زراعية في عام 2018، وأعقب ذلك مسيرات فلسطينية ضد إقامة تلك البؤرة، فقمعها جيش الاحتلال على مدار أشهر، ليثبت تلك البؤرة المقامة على أراضي ثلاث قرى هي رأس كركر، وكفر نعمة، وخربثا بني حارث.

وقررت العائلة، مساء الجمعة، تشريح الجثمان في معهد الطب العدلي في جامعة القدس، وانطلق الموكب الجنائزي، عصر اليوم، من معهد الطب العدلي إلى منزل الشهيد في راس كركر، حيث ودعته عائلته وبلدته بالدموع، وجال المشيعون بلدة رأس كرك حاملين الجثمان على الأكتاف، قبل مواراته الثرى في مقبرة البلدة.

وأكد مروان نوفل، عقب التشييع، أنّ "الاحتلال، من خلال تلك الجريمة والاعتداءات المتكررة، يريد السيطرة على المنطقة ومصادر المياه في رأس كركر، من خلال السيطرة على قمة جبل الريسان، ومحاولة السيطرة على عيون ماء منطقة مقام النبي عنير، ومنطقة الكوكرة، فضلاً عن إحاطة البلدة بالمستوطنات والطرق الالتفافية من الجهات الأربع، لكن الأهالي لن يستسلموا لهذا الواقع، ولن يكون مصير تلك البؤرة الاستيطانية إلا الزوال".

قضايا وناس
التحديثات الحية

من جانبه، قال رئيس "نادي الأسير" الفلسطيني قدورة فارس، في كلمة باسم حركة "فتح"، إنّ "خالد مثله مثل باقي الشهداء. ارتقى من أجل أن يعيش أبناء فلسطين بعزة وكرامة. لا شيء يرتقي لمستوى التضحية التي يقدمها الشهداء الذين آمنوا بحقنا في أن نعيش أحرارا كرماء، وأن ندحر العدو".

وقال القيادي في حركة "حماس" جمال الطويل إنّ "استشهاد خالد نوفل يؤكد على جرأة الاحتلال على دماء الفلسطينيين. الاحتلال يقتل، ويده خفيفة على الزناد، ولكن دماء الشهيد تؤكد أن وعينا لن ينصهر، ولن تتغير القناعات تجاه الاحتلال. أي نشاط يقوم به الفلسطينيون يجب أن يكون ضمن مربعات الاشتباك مع الاحتلال، بما فيه التوافق على إجراء الانتخابات في مدينة القدس المحتلة، حتى تكون مجالاً للاشتباك مع العدو، لا الصراع بين الفلسطينيين".

هذا واندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجيش الاحتلال الذي اقتحم بلدة راس كركر بعد تشييع جثمان الشهيد خالد نوفل،  ولم يبلغ عن وقوع إصابات.

المساهمون