سورية: مشاريع إسكان الهلال الأحمر القطري خلاص للنازحين في الخيام

هاتاي

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
15 يونيو 2024
مشاريع الهلال الأحمر القطري فرصة نجاة للنازحين في الشمال السوري
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في شمال غرب سورية، يجد النازحون الأمل في مشاريع الهلال الأحمر القطري التي تشمل بناء 13 قرية سكنية لاستيعاب 22 ألف نازح، مع توفير خدمات الصحة والتعليم وتحسين ظروف العيش.
- المشروع يوفر 3672 شقة سكنية وحوالي 7000 فرصة عمل، مع تأمين الخدمات الأساسية والمرافق العامة كالمراكز الصحية والمساجد والمدارس، مساهمًا في تحقيق استقرار وأمان للنازحين.
- قصص النازحين تعكس التحول الإيجابي في حياتهم بفضل المشروع، مع تأكيدات على تحسن نوعية الحياة والشعور بالأمان، وتطلعات لتوسيع نطاق المشروع لتحسين ظروف المزيد من النازحين.

يجد النازحون السوريون في شمال غرب البلاد في مشاريع الهلال الأحمر القطري فرصة للنجاة من مأساة يومية يعيشونها في الخيام، وتشمل بناء 13 قرية سكنية في المنطقة يمكنها استيعاب 22 ألف نازح.

يعمل الهلال الأحمر القطري على مشاريع حيوية في مجالات الصحة والتعليم والإيواء في شمال غرب سورية، بهدف الحد من المعاناة التي يعيشها النازحون في المنطقة، لا سيما المقيمون في الخيام منذ سنوات، الذين يتطلعون للخلاص من مصاعب العيش فيها، ببردها في الشتاء وحرّها الذي لا يُطاق في الصيف.
مشروع القرى السكنية هو أحد المشاريع ذات الأثر البالغ على النازحين. ويعمل الهلال الأحمر القطري على بناء 13 قرية سكنية في المنطقة يمكنها استيعاب 22 ألف نازح. ويبلغ عدد الشقق السكنية فيها 3672. ويوفر المشروع نحو 7000 فرصة عمل لأهالي المنطقة. وعلمت "العربي الجديد" أن نحو 2000 شقة ستكون جاهزة للسكن خلال العام الجاري، في الوقت الذي يُعمل فيه على مخططات قرى سكنية جديدة أيضاً.
ويوضح مسؤول المشاريع في الهلال الأحمر السوري المهندس عبد الرزاق ريمي، الذي يتعاون مع الهلال الأحمر القطري ضمن القسم الهندسي، لـ"العربي الجديد"، أن الهدف من المشاريع التي ينفذها الهلال القطري هو إيواء النازحين المقيمين في الخيام والذين يعانون ظروفاً صعبة. ويقول: "بنى الهلال الأحمر القطري قرى سكنية في كل من مناطق قباسين وأخترين، بالإضافة إلى قريتين سكنيتين في إدلب هما بشائر الخير وعون وسند".
يضيف ريمي: "الشقق تراعي الحياة الكريمة للنازح وتوفر له كل الخدمات لناحية المسكن الجيد، وتأمين الخدمات الأساسية من صرف صحي ومياه، فضلاً عن وجود مركز صحي ومسجد ومدرسة في كل قرية". ويوضح أن كل قرية تتكون من 300 شقة مقسمة إلى كتل سكنية، وكل كتلة تضم ثلاثة أبنية، وكل بناء يتكون من ثلاثة طوابق". يضيف أن الهلال الأحمر القطري افتتح مؤخراً قرية روافد الخير في بلدة أخترين في منطقة أعزاز، وسُلمت الشقق السكنية للأسر المستفيدة".

توفير الأمان للعائلات 

ولا تُقارن المعيشة في الخيمة مع السكن في شقة مجهزة بالنسبة للنازحين، لناحية الافتقاد إلى عامل الأمان بالدرجة الأولى، وخصوصاً النساء اللواتي يعشن برفقة صغار وقد فقدن الزوج. ومن بين المستفيدات من هذا المشروع فاطمة أم يحيى، النازحة من ريف حماة الشمالي، التي كانت تسكن في الخيمة منذ سبع سنوات، وانتقلت للسكن في قرية روافد الخير التي افتتحت مؤخراً، كما توضح لـ"العربي الجديد". تضيف: "لدي ولدان وبنت. الخيام في الشتاء باردة وتدخلها مياه الأمطار. وفي الصيف الجو حار للغاية. الأولاد يذهبون إلى مدرسة بعيدة، والمياه تنقطع أياماً عدة. وعند توقف المطر، نحضر الماء من مسافة بعيدة. نجمع الأعواد والنايلون للطهي. المعاناة صعبة".

ألعاب للصغار أيضاً (عدنان الإمام)
ألعاب للصغار أيضاً (عدنان الإمام)

تضيف أم يحيى: "نحمد الله أن هناك مدرسة ومستوصفاً. كنت أتعب للغاية عند مرض أحد الأولاد. نذهب للتعليم مع الأولاد لنتعلم القراءة والكتابة. أنا أمية. نرجو أن تكون الأيام المقبلة أفضل. كنت في الخيام مدة طويلة، والوضع كان صعباً للغاية. أفرح أن يتعلم الأطفال في المدرسة والمسجد. هذا من بين أفضل ما حصلنا عليه أيضاً". تتابع أم يحيى: "الهلال الأحمر القطري منحنا شقة واسعة وآمنة، وكنا نفتقد الأمان. الغرف واسعة ونظيفة ومن أفضل ما يكون. فرحت جداً بهذه الشقة. لا حشرات ولا أوساخ ولا أي شيء. نرجو أن نعيش شتاء أفضل وصيفاً أفضل. كنا نحترق في الخيام".

الجميع يتطلع للحصول على شقة

بدورها، تتحسر شادية العبيد، النازحة من قرية معرشمسة والمقيمة في مخيمات البردقلي، كلما مرت بالقرب من المشاريع السكنية، التي لم يحالفها الحظ حتى الآن بالحصول على شقة فيها، على الرغم من مضي أكثر من خمس سنوات على نزوحها وإقامتها في الخيام المتهالكة. تقول لـ"العربي الجديد" إنها تعاني الأمرين منذ نزحت عن قريتها ومنزلها وأرزاقها، وزاد حزنها بالسكن في الخيمة مع أسرتها وزوجها العاطل عن العمل منذ سنوات. تقول: "الحياة في الخيمة قاسية، سواء في الصيف بسبب الحر الشديد وكثرة الحشرات والأمراض، والشتاء كون الخيمة لا تمنع تسرب الوحول والمياه، عدا الصقيع".

التعليم مؤمّن (عدنان الإمام)
التعليم مؤمّن (عدنان الإمام)

تضيف شادية أنها حاولت أكثر من مرة التسجيل في التنمية للحصول على شقة في أحد تلك المشاريع المنشأة من دون جدوى، وكان الرد بأنها خاصة بالأرامل والأشخاص ذوي الإعاقة، في الوقت الذي رأت فيه الكثير من الأسر ممن لم تفقد معيلها، وقد حصلت على شقة سكنية. وتناشد المعنيين بالنظر في أحوال جميع سكان الخيام والعمل على نقلهم في أقرب وقت ممكن إلى تلك الشقق السكنية، ووضع حد لمآسي العيش في الخيمة وما تعكسه من بؤس بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
بدوره، يقول فاضل المسعود، وهو نازح من ريف حمص الشمالي ويقيم في مخيمات جرابلس، لـ"العربي الجديد"، إنه لا يزال ينتظر حتى الوقت الحالي الانتقال إلى شقة سكنية في المنطقة، مضيفاً: "الحياة في الخيمة صعبة جداً، وخصوصاً في الوقت الحالي في ظل الحر الشديد"، وأردف: "أشعر بضيق في التنفس، ولا يمكنني النوم في الليل. لدي أربعة أطفال. ابنتي في الصف الأول، منذ مدة عانت من سعال حاد وضيق في الصدر. أبلغني الطبيب أن لديها التهابات في الرئة. ونصحني بضرورة أن تكون في مكان فيه تهوية جيدة". 

يتابع المسعود: "أحاول جاهداً في الوقت الحالي مساعدة ابنتي على الشفاء. لكن في ظل هذا الواقع الذي نعيشه، قد تطول فترة شفائها. نرجو أن نكون من المستفيدين من مشروع القرى الذي يعمل عليه الهلال الأحمر القطري. بعض العائلات انتقلت للعيش في الشقق. من المؤكد أن الحياة لا تقارن بالحياة في الخيمة حيث الذباب في النهار والبعوض في الليل".
يشار إلى أن عدد المخيمات في مناطق شمال سورية بلغ 1904 مخيمات، يسكنها أكثر من مليوني نازح يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، وسط تراجع في الدعم الإنساني.

ذات صلة

الصورة
النازح السوري صلاح الدين حلواني (العربي الجديد)

مجتمع

يعيش النازح السوري صلاح الدين حلواني البالغ من العمر 66 عاماً، في عزلة تامة منذ 11 عاماً، رغم أن لديه زوجة وخمسة أولاد، غير أن شملهم تفرق...
الصورة
يُقلق موسم الأمطار والشتاء سكان مخيمات شمال غربي سورية (العربي الجديد)

مجتمع

غرقت وتضررت خيام كثيرة للاجئين في السنوات الأخيرة بفعل العواصف والأمطار والسيول خلال الشتاء في الشمال السوري لكنهم لا يزالون داخلها، وتتهددهم مآسٍ جديدة
الصورة
الحرب والفقر والتلوث يقضي على حياة السوريين (العربي الجديد)

تحقيقات

لا خيارات أمام النازحين في الشمال السوري، إذ تحاصرهم نفايات المصافي النفطية البدائية المعروفة بـ"الحراقات" ويتراكم تأثيرها الملوث في الهواء والماء ليقتلهم
الصورة
أزمة المياه في مخيمات الشمال السوري، يوليو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

يُواجه النازحون في مخيمات الشمال السوري أزمة مياه غير مسبوقة، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، بالإضافة إلى توقف دعم مشاريع الإصحاح..
المساهمون