استمع إلى الملخص
- يقيم أيمن في مخيم بريف إدلب الشمالي، ويواجه صعوبات في الوصول إلى مراكز غسيل الكلى بسبب بعد المسافة وافتقاره للدخل، مما يزيد من معاناته في ظل الظروف المعيشية القاسية.
- يأمل أيمن في إجراء عملية جراحية لعلاج العمى خارج سوريا، ويعاني من صعوبة في التنقل بمفرده ويفتقر إلى الدعم المالي، معتمدًا على الديون لتلبية احتياجاته الأساسية.
أُصيب النازح السوري أيمن كدرو، البالغ 37 عاماً، بالعمى نتيجة خطأ طبي بعد ظهور ضمور عينيه بسبب حمى أصابته عندما كان في سن الـ13 في بلدة الدير الشرقي التي ينحدر منها بريف مدينة معرة النعمان، جنوبي محافظة إدلب، شمال غرب سورية. العمى لم يكن المرض الوحيد الذي كان سبباً في معاناة أيمن كدرو، فقد أُصيب بقصور كلوي خلال فترة النزوح التي عاشها، إذ نزح أكثر من عشر مرات ما بين القرى والمخيمات بسبب قصف قوات النظام والسيطرة على بلدته مطلع عام 2020، ولا سيما أن والدته تعاني أمراض السكري والقلب والضغط، ولديه شقيقة تعاني القصور الكلوي، وزوجته تخلت عنه بعد نفاد صبرها من مرضه، ولا مُعين له سوى طفلته الوحيدة البالغة من العمر 11 عاماً.
وكانت آخر محطات نزوح أيمن كدرو في كارافان ضمن مخيم جبل كللي بريف إدلب الشمالي، الذي يقع في منطقة جبلية وعرة بعيدة عن مراكز المدن والبلدات، إذ يحتاج أيمن للسفر إليها لغَسل الكلى. وعلى الرغم من أن الغَسل مجاني ضمن بعض المشافي في مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غرب سورية، لكن أيمن لا يستطيع تأمين تكاليف السفر إلى تلك المستشفيات، بسبب افتقاده للدخل نتيجة عجزه عن العمل.
ويقول لـ"العربي الجديد": "فقدت البصر عندما كنت في الصف السابع من المرحلة الإعدادية نتيجة خطأ طبي بعدما أصابتني حمى، كنت أعيش في بلدة الدير الشرقي، وبدأ النزوح، وكانت أولى محطاته في بلدتي الدير الشرقي، ومن ثم نزحنا إلى بلدة التح، وبعدها إلى مدينة خان شيخون جنوبي إدلب، ثم إلى بلدة كللي شمالي محافظة إدلب، وبعدها نزحت إلى بلدة حربنوش، ثم عاودنا النزوح إليها، وتلاها نزوح آخر إلى ناحية جنديرس بريف حلب الشمالي، ومن ثم عادونا النزوح إلى أحد المخيمات القريبة، وانتهى المطاف بنزوحي الأخير ضمن مخيم الجبل في كللي".
ويضيف: "الوضع في المخيم سيئ للغاية، ولا يوجد أي مساعدات تُقدم سوى الخبز والماء، وأحياناً المياه تنقطع عنه. تعرضت فجأة لوعكة صحية، وراجعت أحد المراكز الطبية في بلدة كللي، وهناك جرى تشخيص إصابتي بالقصور الكلوي، بقيت أغسل الكلى 20 يوماً في مستشفى الزراعة ضمن مدينة إدلب، وبعدها أصبحت أغسل في مستشفى بلدة قاح بالقرب من الحدود السورية التركية، شمالي محافظة إدلب".
ويتابع: "لدي أُخت مريضة بالقصور الكلوي، ووالدتي مريضة بالسكري والقلب والضغط وخالتاي أرملتان وتسكنان معنا في الكارفان، ولدي طفلة تبلغ من العمر 11 سنة".
ويُشير أيمن إلى أن "الوضع سيئ جداً بالنسبة لي، لا أستطيع العمل، وليس لدي مُعين سوى الله، والأشياء الأساسية التي تلزمنا في المنزل نشتريها بالدين، ولا يوجد أي مدخول مادي للعائلة"، مؤكداً أن "العمى الذي أُصبت به يحتاج إلى عملية على مستوى العصب البصري، وفي الداخل السوري المحرر لا يوجد مثل هذه العمليات، وأتمنى السفر خارج سورية لإجرائها حتى أتمكن من استعادة بصري، وبعدها أتمنى أن تتوقف الحرب وأعود إلى بلدتي بخير وسلامة بعيداً عن القصف والنزوح والتهجير".
ويقول أيمن: "لا أستطيع الدخول والخروج وحدي، أحتاج دائماً إلى أحد يرافقني، الحياة صعبة جداً بالنسبة لي. المعيشة في المخيمات قاسية جداً، ولا يشعر بها سوى من عاشها وذاق مرارتها، والمياه التي يتم تزويدنا بها كانت سبباً في إصابتي بقصور الكلى، كما أنه لدي مخاوف من أن تصيبني أمراض أخرى بسبب الحالة المعيشية الصعبة ضمن المخيمات".