تفجّرت مأساة جديدة في سورية، حيث كشفت وزارة الداخلية عن جريمة قتل هزت مدينة طرطوس (غرباً)، فيما شهدت منطقة عفرين (شمالاً) حالة انتحار مؤلمة.
وأظهرت تقارير وزارة الداخلية تفاصيل مروّعة عن جريمة طرطوس، وفي بيان أصدرته اليوم السبت، كشفت أن فرع الأمن الجنائي في طرطوس قد ألقى القبض على قاتل يُدعى "محمد. س" بعد أن اعترف بجريمته بالاشتراك مع ثلاثة آخرين. تم نقل جثمان الضحية في سيارة من نوع "بيك أب" وتركوه في مكان قريب من منشأة الحرية في محلة عمريت.
ووفقاً للبيان، كان المتهم "محمد. س" معروفاً بتاريخه الإجرامي، حيث كان متورطاً في سلسلة من الجرائم بما في ذلك السرقة والسطو المسلح وتجارة المخدرات. تجدر الإشارة إلى أنه اعترف بجريمته أثناء التحقيق معه.
في سياق متصل، أعلنت الوزارة، يوم الأربعاء الماضي، تفاصيل جريمة قتل أخرى في حماة. تلقى قسم الشرطة الخارجي في حماة بلاغاً بإطلاق نار على "عبد الساتر. س"، ما أدى إلى وفاته بعد نقله إلى المشفى. وباستجابة سريعة من قبل قوات الأمن، تم تحديد هوية المتهمين واعتقالهما بعد توجيه الاتهام لهما بالضلوع في الجريمة.
من جهته، قال الناشط الإعلامي حسام الجبلاوي إن منطقة الساحل السوري تشهد تزايداً غير مسبوق في حوادث القتل خلال الأشهر الأخيرة في ظل الوضع الأمني المتردي، مشيراً إلى أن انتشار السلاح وزيادة معدلات تعاطي المخدرات يعدان من بين العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى تصاعد حوادث الجريمة. وفي حديث لـ"العربي الجديد"، أوضح الجبلاوي أنه "غالباً ما تنتهي جرائم السرقة أو الخلافات سواء العائلية أو حتى المحلية بجرائم قتل إضافة لجرائم بدوافع أخرى سببها تعاطي المخدرات، وانتشار السلاح".
انتحار شاب في عفرين
شهدت مدينة عفرين حادثة مأساوية أخرى، حيث أقدم شاب مهجَّر من دمشق على إشعال النيران في نفسه. وتوفي الشاب بسبب حروقه البالغة في المستشفى بعد أن استخدم البنزين لإشعال الحريق.
وذكر الناشط الإعلامي عدنان الطيب، لـ"العربي الجديد"، أن الشاب كان يعاني من ظروف معيشية صعبة وأنه كان أباً لطفل. ولفت إلى أن هذه الحالة هي الثالثة التي تحدث في المنطقة خلال أقل من أسبوع، إذ شهدت المنطقة ارتفاعاً مقلقاً في حالات الانتحار.
مدير فريق "منسقو استجابة سورية"، محمد حلاج، أكد، لـ"العربي الجديد"، أن حالات الانتحار زادت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، حيث وثق فريقه 18 حالة انتحار منذ مطلع العام الحالي، وذلك حتى العاشر من أغسطس/آب، كما سجل 28 محاولة انتحار، ليكون المجموع الكلي الموثق من الفريق 46 حالة. وأشار إلى أن الفقر والمخدرات والظروف الاجتماعية الصعبة تعتبر بين الأسباب الرئيسية وراء هذه الظاهرة المأساوية.