حرب السودان تخلّف أكثر من 20 ألف قتيل و12 مليون نازح ولاجئ

08 سبتمبر 2024
غيبريسوس في زيارة لمستشفى أطفال بمدينة بورتسودان، شرق السودان، 7 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن الحرب في السودان منذ إبريل 2023 أسفرت عن أكثر من 20 ألف قتيل، وتوقف 70 مستشفى عن العمل في 13 ولاية، مع وجود أكثر من 10 ملايين نازح ومليوني لاجئ.
- يواجه السودانيون أزمات تشمل أكبر موجة نزوح في العالم، خطر المجاعة لأكثر من 25 مليون شخص، انهيار البنية التحتية، وانتشار الأمراض، مع توقف 70% من القطاع الصحي.
- دعا غيبريسوس المجتمع الدولي لدعم السودان، مشدداً على وقف إطلاق النار وحماية المؤسسات الصحية، وزار منشأة طبية في بورتسودان لتعزيز الخدمات الصحية واللقاحات.

بعد زيارة للسودان استمرّت يومَين، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم الأحد، أنّ عدد القتلى الذي سقطوا في حرب السودان المتواصلة منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023 تخطّى 20 ألفاً. يأتي ذلك في وقت يشهد فيه السودان تدهوراً في القطاع الصحي، مع توقّف نحو 70 مستشفى عن العمل في مناطق النزاع التي توسّعت لتشمل 13 ولاية سودانية من أصل 18.

وقد أتى إعلان غيبريسوس في مؤتمر صحافي عقده في مدينة بورتسودان (شرق)، في اليوم الثاني والأخير من زيارته، وقد استعرض في خلاله البيانات الأخيرة حول حرب السودان المستمرّة، التي تشير إلى أكثر من 10 ملايين نازح وأكثر من مليونَي لاجئ إلى دول الجوار"، إلى جانب "أكثر من 20 ألف قتيل". يُذكر أنّه قبل أقلّ من شهر، كانت الأرقام الأممية تشير إلى نحو 19 ألف قتيل.

ولفت غيبريسوس إلى أنّ "السودانيين يعانون اليوم أزمات متتالية"، بما في ذلك "أكبر موجة نزوح في العالم، وخطر المجاعة الذي يهدّد أكثر من 25 مليوناً، أي نصف سكان السودان، من بينهم أكثر من 14 مليون في حاجة إلى تدخّل عاجل". أضاف المسؤول الأممي أنّ أهل السودان يعانون كذلك "كوارث طبيعية تهدّد بانهيار البنية التحتية وبانتشار الأمراض وبانهيار في القطاع الصحي"، في حين أنّ "أعداداً مقدّرة تعرّضت لعنف جنسي". وبيّن في الإطار نفسه أنّ "70% من القطاع الصحي متوقّف عن تقديم خدماته، وسط صعوبة الوصول إلى تلك الخدمات"، نتيجة الظروف التي خلّفتها حرب السودان المتواصلة منذ نحو 17 شهراً.

وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أنّ زيارته السودان تأتي بهدف "حشد مزيد من الموارد للتخفيف من الصعوبات على الصعيدَين الإنساني والصحي في البلاد". وناشد "المجتمع الدولي والعالم الاستيقاظ ومساعدة السودان في هذه الأزمة". وشدّد غيبريسوس على ضرورة "وقف إطلاق النار، وحماية المؤسسات الصحية والعاملين في المجال الصحي، واستدامة توصيل المساعدات". كذلك، لفت إلى "أهمية تعزيز تقديم الخدمات الصحية واللقاحات ضدّ الأمراض، وزيادة الدعم والتمويل، بهدف المحافظة على الأرواح في السودان".

وكان غيبريسوس قد زار، أمس السبت، منشأة طبية في بورتسودان تقدّم العلاج للأطفال الرضّع المصابين بسوء التغذية الحاد، وتدعمها منظمة الصحة العالمية. وأفاد المسؤول الأممي، في تدوينة نشرها على موقع إكس، بأنّه التقى امرأة وصلت إلى المدينة أخيراً، وهي تبحث عن علاج لطفلها، بعد نزوح متكرّر. ورأى أنّ "معاناة أطفال السودان محزنة جداً"، مشدّداً على أنّ "وقفاً لإطلاق النار وسلاماً دائماً مطلوبان بصورة عاجلة ليكونا أساس مستقبل أكثر صحة لأطفال السودان".

وفي منشور آخر على موقع إكس، كتب غيبريسوس أنّه يزور السودان بهدف تأكيد التزام منظمة الصحة العالمية بـ"تخفيف الصعوبات الإنسانية والصحية التي يواجهها ملايين الأشخاص في أنحاء البلاد، بما في ذلك انعدام الأمن والنزوح الجماعي والفيضانات والمجاعة وتفشّي الأمراض".

تجدر الإشارة إلى أنّ حرب السودان اندلعت في 15 إبريل 2023، ما بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الأمر الذي جعل البلاد تغرق في أزمة إنسانية بلا حدود، ولا سيّما مع انتشار الكوليرا أخيراً، وكذلك إعلان المجاعة في أحد مخيمات النازحين بولاية شمال دارفور (غرب). وقد راحت الدعوات الأممية والدولية تُطلَق من أجل إنهاء حرب السودان المستمرّة، الأمر الذي من شأنه أن يجنّب البلاد كارثة إنسانية كبرى تدفع الملايين إلى المجاعة والموت من جرّاء نقص الغذاء نتيجة تمدّد القتال إلى 13 ولاية.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون