تدهور صحة أكاديمي مصري معتقل بسبب التعذيب

14 فبراير 2021
حياة الأكاديمي المصري المعتقل عبد الناصر سالم في خطر (فيسبوك)
+ الخط -

نددت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان بالإهمال الطبي الجسيم المستمرّ منذ قرابة خمس سنوات بحق الأكاديمي المحتجز بسجن جمصة شديد الحراسة، عبد الناصر مسعود سالم يوسف (61 سنة)، وهو أستاذ الرياضيات بكلية العلوم في جامعة طنطا.

وأُلقي القبض على عبد الناصر سالم عام 2015، قبل أن تحكم المحكمة العسكرية عليه عام 2016 بالسجن لمدة 15 عاماً بعد أن تعرّض للتعذيب بالكهرباء لمدة أسبوع، ومنذ تعرضه للتعذيب يعاني بشكل متكرر من حالات فقدان الوعي التي أثبتها تقرير طبي حرره طبيب السجن في مارس/ آذار 2019، وشخصها الأطباء كنوبات صرع نتيجة حدوث ضمور في خلايا المخ بسبب التعذيب.

وتعرض سالم خلال عام 2020 لفقدان الوعي 43 مرة، كذلك تعرّض لأربع نوبات في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي وحده، وكثيراً ما يسقط أرضاً في أثناء الوقوف أو المشي، ويصاحب ذلك أحياناً أعراض أخرى، مثل الدوار، أو التبول اللاإرادي، أو ارتفاع ضغط الدم، أو ارتخاء الجسم، ووصف زملاؤه في الزنزانة حالته في أثناء فقدانه للوعي بأنه يكون "شبه ميّت".

يُذكر أن سالم مريض بارتفاع ضغط الدم، ويحتاج إلى تركيب دعامات في القلب منذ فبراير/ شباط 2015، حسب تقرير رسمي من مستشفى المنصورة العام، بعد أن أصيب بذبحة صدرية حادة، وأُعطي مسيلات للدم ومضادات للتجلط. ورغم تدهور حالته الصحية، لم يحصل على الرعاية الطبية اللازمة، وترفض إدارة سجن جمصة شديد الحراسة إطلاع أسرته ومحاميه على الملفّ الطبي الخاص به.

وتداول كثيرون استغاثة لوالدة عبد الناصر سالم المسنّة (96 سنة)، تطلب فيها مساعدة ابنها، ومساعدتها على رؤيته، إذ يصعب عليها بسبب صحتها المتدهورة زيارته في مقر محبسه، وتدهور حالتها الصحية بعد امتناعها عن الأكل والشرب.

وتشهد حالة عبد الناصر سالم جملة من الانتهاكات الجسيمة، بدءاً بوقائع التعذيب التي يروي تعرّضه لها، والتي أدّت إلى تدهور حالته الصحية، ومحاكمته عسكرياً أمام محكمة استثنائية، مروراً بالإهمال الطبي المتعمد بحقه منذ عام 2015، وانتهاءً باحتجازه داخل سجن شديد الحراسة، على الرغم من أحقّيته بالعفو الصحي، أو النقل إلى سجن عمومي على الأقل، نظراً لحالته الصحية وتجاوزه سنّ الستين، وذلك حسب قانون تنظيم السجون.

وطالبت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون بالتدخل على الفور لتمكين عبد الناصر مسعود سالم من زيارة والدته المسنّة، والإسراع بتوفير جميع أوجه الرعاية الصحية اللازمة له، ونقله إلى سجن عمومي مؤقتاً، كذلك طالبت رئيس الجمهورية بإصدار قرار بالعفو الصحي عنه، ونددت بتقاعس النيابة العامة ووزارة الداخلية عن التحقيق في ادعاءات التعذيب، ما يسمح بتكرار تلك الجرائم داخل مقارّ الاحتجاز المصرية، وإفلات المتورطين من العقاب.

تندد الجبهة المصرية لحقوق الإنسان بالإهمال الطبي الجسيم والمستمرّ، منذ قرابة خمس سنوات، بحق المحتجز بسجن جمصة شديد...

Posted by Egyptian Front For Human Rights on Sunday, 14 February 2021
المساهمون