تأكيد رسمي لتضرر مباني القاهرة القديمة ومقابرها جراء المياه الجوفية

17 اغسطس 2023
ترى الرئاسة المصرية أن تطوير القاهرة القديمة تراجع في العقود الماضية (Getty)
+ الخط -

اجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، اليوم الخميس، في إطار متابعة تنفيذ خطة تطوير منطقة القاهرة التاريخية، والتي ترى أنها تراجعت على مدار العقود الماضية، وواجهت تحديات وصعوبات ومشكلات إضافية ارتبطت بانتشار الأسواق العشوائية، وتضرر المباني والمقابر بشدة من المياه الجوفية، والمعاناة من التكدس المروري.

وحضر الاجتماع وزير التنمية المحلية هشام آمنة، ووزير التعليم العالي أيمن عاشور، ومحافظ القاهرة خالد عبد العال، ومستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني اللواء أمير سيد أحمد، ورئيس الهيئة الهندسية للجيش اللواء أحمد العزازي، ومساعد رئيس الهيئة لتصميمات الطرق العميد عبد العزيز الفقي.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي: "تابع الاجتماع خطة الدولة لتطوير منطقة القاهرة التاريخية التي باتت تهدد جزءاً حيوياً من تاريخ مصر وتراثها العريق، وتتطلب وضع رؤية متكاملة لإنهاء المشكلات التي تعرقل حياة المواطنين، وتحفظ القيمة التاريخية الفريدة للمنطقة".

وأضاف: "اطلع الرئيس (السيسي) على الوضع التنفيذي لتطوير المنطقة، خصوصاً على صعيد ربط قطاعاتها بشبكة مسارات سياحية متنوعة، ومحاور الحركة التي تعمل لإحياء المناطق التراثية، وربط المزارات الأثرية والسياحية والمقابر التاريخية للحفاظ على تراث المنطقة، وتعزيزها سياحياً".

وبعدما اطلع السيسي على أهم العقبات التي تعترض خطط التنفيذ، وجه بالحرص على تناغم السياسات وإجراءات التنفيذ من أجل تشكيل منظومة متكاملة لتطوير النطاق العمراني والتاريخي في المنطقة، وبينها الارتقاء العمراني بالمساحات السكنية المحيطة.

وشدد على أهمية الحفاظ على الطابع المميز لتراث المنطقة، وقيمتها الأثرية والمعمارية، وضرورة أن تتكامل مع الجهود التنموية للدولة في كل الصعد، وتحقق تطلعات المواطنين إلى بناء دولة قوية ومتقدمة.

وكان مدبولي أعلن عزم الحكومة على إنشاء مجموعة جديدة من الطرقات والخدمات الملحقة بها في أماكن المقابر التاريخية للقاهرة بمنطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي، بحجة العمل لحل مشكلة الاختناقات المرورية داخل العاصمة. وقررت نقل رفات رموز مصر من ذوي الإسهامات البارزة إلى ما يسمى "مقبرة الخالدين" تنفيذاً لتوجيهات السيسي.

ويتولى الجيش المصري مهمات الإشراف على تنفيذ مخطط تطوير المنطقة التاريخية، والذي يتضمن توسيع الطرقات ورصفها بعد الانتهاء من إزالة المقابر والمدافن التي يتجاوز عمر بعضها ألف سنة، وإنشاء مجموعة كبيرة من محطات الوقود ومتاجر التجزئة والمقاهي إلى جانب عدد من مواقف السيارات مقابل رسوم.

وتشمل المقابر المهددة بالإزالة مدافن لشخصيات مصرية شهيرة، منها شيخ الأزهر السابق محمد مصطفى المراغي، والشيخ محمد رفعت، والإمام ورش صاحب رواية ورش عن نافع لقراءة القرآن، والشاعر والسياسي محمود سامي البارودي، إضافة إلى مقابر عدد كبير من الأمراء والمماليك المعروفين.

ومنذ استيلاء السيسي على السلطة في مصر قبل عشر سنوات، رسمت الجسور والطرق الجديدة معالم القاهرة التي شهدت حركة بناء لا تتوقف أزالت ما اعترضها من أحياء سكنية أو مساحات خضراء، أو حتى مقابر تاريخية.

وشهدت مصر عام 2021 هدم جزء من منطقة جبانة المماليك التي تضم مقابر تاريخية وآثاراً إسلامية تعود إلى نحو خمسة قرون، ومنها مقابر صنّفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بأنها من التراث العالمي، وذلك في إطار مخططات حكومية لتوسيع شبكات الطرقات التي تربط بين مناطق القاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة.

المساهمون