كشف الإعلامي الباكستاني إقرار الحسن سيد، أن قضية الفتاة دعاء زهرا، التي هربت مع عشيقها من مدينة كراتشي إلى مدينة لاهور في إبريل/ نيسان الماضي، خدعتها عصابة في لاهور، وحاولت استخدامها تحت غطاء الزواج في منازل للدعارة.
وأكد الإعلامي المعروف في مقطع فيديو، أنه أحصى خلال الأعوام العشرة الأخيرة التي عمل فيها في استقصاء أخبار الجرائم، عشرات من قضايا خداع الفتيات بالزواج ثم نقلهن إلى مواقع للدعارة. ويوضح أنه "لولا رفع أسرة دعاء صوتها، واهتمام الرأي العام بالقضية على مستوى البلاد، لكانت دعاء نُقلت إلى أماكن الدعارة، وهو ما كانت تنوي العصابة فعله من خلال عشيقها العضو فيها ظهير أحمد".
وأمرت محكمة كراتشي التي نظرت في القضية، بنقل دعاء إلى دار للأمان، بينما أطلقت سراح زوجها ظهير بكفالة، رغم أنها أثبتت أن أقواله تضمنت الكثير من الكذب.
إلى ذلك، يروي محمد مريد خان، الذي يسكن في إقليم وزيرستان القبلي، أن فتاة تدعى نورينه كانت قد نزحت مع أسرتها بسبب الحرب وتدهور الوضع الأمني من وزيرستان إلى مدينة بشاور، عاصمة إقليم خيبر بختونخوا (شمال غرب)، في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2020، تعرفت إلى شاب درس معها خلال دورة لتعلم اللغة الإنكليزية، وتطورت العلاقة بينهما وصولاً إلى الزواج.
ووافقت الفتاة على عرض الشاب، وطالبته بأن يرسل أمه إلى منزلها من أجل طلب يدها، لكن الشاب أبلغها بأن أمه ووالده لن يقبلا زواجه بها لأنهما اختارا له فتاة تنتمي إلى أقربائه، وأنه يريد بالتالي أن يستمرا صديقين، وهو ما رفضته الفتاة، فاقترح عليها الزواج خارج بشاور.
وبعد تردد، وافقت الفتاة وحلمت بأن تتزوج بالشاب وتأسيس أسرة، ثم السعي إلى إرضاء عائلتها. وهكذا خرجا في مارس/ آذار الماضي من مدينة بشاور وذهبا إلى مدينة روالبندي، حيث استأجر الشاب غرفة في فندق، وذهب إلى إمام المسجد وأجرى عقد زواج، ثم أمضى مع الفتاة فترة 15 يوماً في الفندق حتى نفد المال في حوزته، فأبلغها بأنهما سيذهبان إلى منزل أحد أقاربه في بيشاور، ونقلها إلى محطة نقل، وقال لها إنه سيذهب لشرب الماء، وهرب وأغلق هاتفه الخليوي.
وبعدما انتظرت الفتاة ساعات في المدينة التي لا تعرفها، ذهبت إلى إدارة المحطة وطلبت منها المساعدة، فأخذها شخص يدعى مريد خان، بعد التشاور مع إدارة المحطة، إلى بيت خالته في روالبندي، وسجل قضيتها في مركز للشرطة، وبدأ يتواصل مع أسرة الفتاة.
وفي البداية، أرادت الأسرة أن تتسلم الفتاة وتقتلها، لكنها رضيت بعد توسط أقارب ومريد نفسه وأشخاص آخرين، أن تعود الفتاة إلى المنزل، وتعيش في بيت عمها، وهو ما حصل. ثم تزوجت الفتاة شخصاً كبيراً في السن لديه زوجة ثانية وعشرة أولاد. أما الشاب الذي خدع الفتاة، فخرج بكفالة حددتها المحكمة، وواصل جولاته لأنه ابن أسرة عريقة تملك أراضي وأموالاً، في حين أن الفتاة فقيرة ونازحة من وزيرستان.
ويعلّق الناشط الاجتماعي منور علي سبز علي على هذه القضايا بالقول لـ"العربي الجديد": "الظاهرة موجودة ومنتشرة، والمشكلة في العادات والأعراف والتقاليد أيضاً. وعلى سبيل المثال، تقل هذه الحوادث في مناطق البشتون، لأن الأعراف صارمة فيها ولا تسمح بها، فيما يختلف الأمر في البنجاب والسند بسبب الاختلاط بين الفتيات والشبان. كما يحتوي القانون المطبق على ثغرات كثيرة، ما يزيد انتشار الحوادث التي يحتاج القضاء عليها إلى تطبيق القانون بصرامة وسن قوانين جديدة، والعمل لتربية الشباب وتسهيل أمور الزواج مع الأخذ في الاعتبار آراء الشبان والفتيات".
تداول الرأي العام قصة زواج أكثر من 600 فتاة مقابل أموال دفعها صينيون في نهاية عام 2019، مع وعدهن بالانتقال إلى الصين، لكنهن استخدمن لاحقاً لممارسة الجنس، وهددن بالقتل في حال كشف الأمر. ولاحقاً قضت المحاكم الباكستانية بسجن 30 صينياً متورطين بالقضية، قبل أن تطوى.
اشتهرت أيضاً قصة الفتاة عطية بي بي، التي تسكن في مدينة راجن بور بإقليم البنجاب، والتي وعدها أحد جيرانها، بأن يتزوجها في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، لكنه كان فقيراً على خلاف عائلة الفتاة، لكنها وافقت على إعطائه 500 ألف روبية (2280 دولاراً) كي يستعد للزواج، ثم بدأ يمارس الجنس معها، واستمر ذلك 20 يوماً متواصلاً، قبل أن يهرب. وسجلت الفتاة دعوى في مركز الشرطة التي لم تستطع اعتقال الشاب.
وتورط مشاهير بهذه القضايا أو اتهموا بارتكابها، وأحدهم قائد المنتخب الوطني للكريكت بابر أعظم، الذي اتهمته فتاة تدعى حميزه مختار بأنها أقامت، بعدما هربت من منزل أسرتها، علاقة معه في إطار عقد زواج بينهما، والذي رفضته أسرته.
ونظرت محكمة لاهور في القضية، وقررت إسقاط التهم عن بابر، علماً أن معلومات تحدثت عن حصول مصالحة بين الطرفين خارج المحكمة.