استمع إلى الملخص
- في مخيم أم نير بريف حلب الغربي، يضطر السكان إلى تجفيف الأغطية والفرش المبللة تحت أشعة الشمس بسبب تسرب المياه إلى الكرفانات غير المجهزة، مع عدم وجود فرص عمل تمكنهم من صيانة الكرفانات.
- تعاني مخيمات أخرى مثل صلاح الدين والجامعة من تلف الخيام وغياب المساعدات المستدامة، مما يزيد من معاناة النازحين الذين يتجاوز عددهم 2 مليون شخص.
تعاني مخيمات النازحين بشمال غرب سورية من أزمات ومشاكل متفاقمة مع حلول فصل الشتاء من كل عام، حيث تتعرض المخيمات لأضرار جراء هطول الأمطار، التي تقتحم الخيام أو تغرقها، مما يسبب أضراراً للأسر أو تشريدها في كثير من الأحيان عندما تكون الأمطار غزيرة. مما يضاعف قسوة بيئة المخيمات على ساكنيها في ظل غياب البنى التحتية الملائمة، وخاصة في المخيمات العشوائية أو تلك المشيدة على أراضٍ طينية تفتقر إلى قنوات تصريف مياه الأمطار. وهو ما يجعل نداءات الاستغاثة حول ضرورة إيجاد حلول لهذه الكارثة تتكرر كل شتاء.
مخيم أم نير القريب من بلدة كفرناصح في ريف حلب الغربي، هو من المخيمات التي يعاني فيها السكان مع أي هطول مطري، خاصة أنهم يقيمون في كرفانات غير مجهزة لمنع تسرب مياه الأمطار، ما يجعل سكان المخيم في أزمة دائمة خلال الشتاء. ويشير مدير المخيم، عبد المنعم المحمد لـ"العربي الجديد"، إلى أن عدد العوائل المقيمة في المخيم يبلغ 101 عائلة في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن الأزمة الحالية التي يعاني منها سكان المخيم، الذين تتوزع عوائلهم بين الخيام والكرفانات، هي تسرب مياه الأمطار.
ويوضح عبد المنعم أن الكرفانات من الداخل غير مجهزة بالمرافق، مضيفاً: "في السابق كان السكان يقيمون داخل الخيام، أما في الوقت الحالي فإن قسماً منهم يقيم في الكرفانات، التي تتسرب مياه الأمطار من سقوفها، كما أن أبوابها بالكاد تحتمل الظروف الجوية. كذلك، فإن أرضيات الكرفانات غير مناسبة وتتسرب منها المياه مع هطول الأمطار". مشيراً إلى أن الأهالي، مع شروق الشمس، يخرجون الأغطية والفرش المبللة بسبب المطر لتجفيفها تحت أشعة الشمس.
بدوره، قال عبد الكريم أحمد المحمد، المقيم أيضاً في المخيم، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إن أزمة تسرب مياه الأمطار لا حلول لها، في ظل عدم وجود أي فرص عمل لدى سكان المخيم، وهذا ما يزيد من سوء الأوضاع ويمنع العوائل من القيام بإجراءات صيانة أو عزل الكرفانات بما يفي بالغرض للوقاية من مياه الأمطار.
مخيمات النازحين شمالي سورية... معاناة متجددة
ويبدو الحال مشابهاً في مخيم صلاح الدين بالقرب من مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي، حيث تقيم في المخيم 50 عائلة في الوقت الحالي، وفق ما أوضح محمد جمعة، مدير المخيم، خلال حديثه لـ"العربي الجديد". وقال: "الخيام تالفة ولا توجد جهة تستبدلها. خلال المطر تتبلل الأغراض داخل الخيام، وبعضها يغرق. الشتاء كارثة بالنسبة لنا، حتى أصبحنا نتمنى عدم هطول المطر لما يسببه من أضرار".
أما محمد سمير مخزوم، مدير مخيم الجامعة في الدانا، فأوضح أن الأضرار ليست محصورة بهذا العام فقط، بل تعود إلى سنوات سابقة. قائلاً لـ"العربي الجديد": "الخيام والعوازل ممزقة ومهترئة، 80% من الخيام تحتاج إلى استبدال أو إصلاح. حالياً، تغيب المساعدات لفترات طويلة تصل إلى 4 أشهر وتُقدم لفترة 8 أشهر فقط. كذلك، تتركز المساعدات على عوائل معينة دون غيرها. الوضع الراهن مؤسف، حيث يحاول الناس ترقيع الخيام لمنع دخول المياه، ولكن الأوضاع يرثى لها. منذ 6 سنوات لا يوجد دعم مستدام. مع غياب شبكات الصرف الصحي، وأرضيات المخيم مكونة من الحصى، ولا توجد قنوات لتصريف المياه"، فالمعاناة كبيرة أمام 170 عائلة في المخيم.
في المقابل، قالت النازحة فضيلة قره محمد المقيمة في مخيم بمنطقة دركوش في ريف إدلب الغربي، لـ"العربي الجديد" إنها لجأت لخياطة بطانية قديمة على قماش الخيمة، في محاولة للحد من شدة البرودة. مضيفة: "كل ما نملكه لإصلاح الخيمة، مسلّة كبيرة وخيط (ملاحف) نحاول دائماً أن نرقع أي شرخ فيها، وكما العادة من كل عام يشتري زوجي شادراً من النايلون نضعه على سقف الخيمة، هذا يمنع تسرب الأمطار ونثبته عليها"، مشيرة إلى أن "صوت المطر على شادر الخيمة خلال الليل أزمة بحد ذاتها لكن مع السنوات الماضية اعتدنا أنا وأطفالي الثلاثة وزوجي، بعد نزوحنا من سهل الغاب بريف حماة".
يشار إلى أن عدد النازحين في مخيمات شمال غرب سورية يتجاوز 2 مليون شخص، حيث يُقدر عدد الرجال في المخيمات بنحو 1.2 مليون، بينما يُقدر عدد النساء داخل المخيمات بنحو 1.45 مليون امرأة، أما عدد الأطفال فيُقدر بنحو 1.88 مليون طفل، بينما يبلغ عدد ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر من 211 ألف شخص، وفق إحصائيات فريق منسقو الاستجابة، الذي قدّر عدد المخيمات في المنطقة حالياً بنحو 1833 مخيماً.