الواقع العنصري للاتجار بالبشر

28 يناير 2023
المتحدرون من أقليات عرقية أكثر عرضة وتعرضاً لخطر الاتجار بالبشر (جيراردو فييرا/ Getty)
+ الخط -

يتناول تقرير نشره موقع "سايكولوجي توداي" موضوع الواقع العنصري للاتجار بالبشر الذي يقول باحثون اجتماعيون إنه لا يجري الحديث عنه في شكل كافٍ ضمن فكرة العدالة العرقية.
وتؤكد كتلة النواب السود في الكونغرس الأميركي، بأن 40 في المائة من ضحايا الاتجار بالجنس هم نساء سود، و60 في المائة من ضحايا الاتجار بالعمالة من النساء اللاتينيات، و76 في المائة من ضحايا العمالة المرتبطة بالصناعة الزراعية من المكسيك. وعلى الصعيد العالمي، أكثر من نصف ضحايا الاتجار بالبشر هم من آسيا.
ويعتبر هؤلاء الباحثون ان العنصرية سبب رئيسي للاتجار بالبشر ليس فقط بسبب التفاوت في العرق واعتماد معايير عنصرية في اختيار الضحايا، بل أيضاً بسبب مخلفات الاستغلال الاستعماري والعبودية التاريخية. وتتحدث شيريل بتلر عن  أن "الغزو الاستعماري صنّف النساء باعتبارهن منحرفات يحتجن إلى السيطرة والإساءة، أما الرجال فجرى تصويرهم بأنهم ليسوا بشراً، ويستدعي علاجهم إخضاعهم لظروف عمل غير إنسانية وحرمان واعتداءات".

وفيما يرى الباحثون أن تجاهل الجذور العرقية للاتجار بالبشر أمر خطير، يشددون على أن "الأسوأ هو استمرار تهميش المجتمعات الملوّنة في الحركة الشاملة لمكافحة الاتجار بالبشر". ويشيرون إلى أن "الخطوة الأولى تتمثل في رفع مستوى الوعي من خلال جمع البيانات والبحث في شكل أفضل لفهم ما يحدث، إذ يوجد مثلاً أماكن أكثر احتياجاً لخدمات مكافحة الاتجار بالبشر والتدخلات. ومن المهم أيضاً الاستعانة بمقدمي خدمات حساسين ضد التحيز اللاواعي والضمني". ويلفت هؤلاء إلى أن وضع الأفعال على سكة التغيير أمر صعب في مناطق تتغلغل فيها العنصرية.
وبين الخطوات أيضاً التصدي للعنصرية والاتجار بالبشر عبر الإفادة من تجارب ناجين والتعاون معهم، وهو ما يفعله الصندوق العالمي لتمويل إنهاء الرق من خلال زيادة التركيز على الناجين عبر شراكة رسمية مع الشبكة الوطنية للاغتصاب والإساءة.
وتوضح المديرة التنفيذية للصندوق العالمي لتمويل إنهاء الرق، صوفي أوتييندي، أن "المنظمة قررت نقل عملياتها من واشنطن إلى نيروبي لتكون أكثر حضوراً في المناطق الأكثر تضرراً من العبودية الحديثة". تضيف: "الحقيقة أن الأشخاص الملونين لا يزالون أكثر عرضة للخطر. وحتى التركيز على هذا الأمر لا يمكن أن يؤدي إلى أي تغيير".

المساهمون