النزوح القسري في غزة: إسرائيل هجّرت 250 ألفاً منذ بداية أغسطس

23 اغسطس 2024
نزوح بعد أمر إخلاء جماعي في دير البلح، جنوبيّ قطاع غزة، 21 أغسطس 2024 (مجدي فتحي/ Getty)
+ الخط -

أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأنّ إسرائيل أجبرت 250 ألف فلسطيني في قطاع غزة على النزوح قسراً منذ بداية أغسطس/ آب الجاري، وذلك من خلال 12 أمر إخلاء. وحذّرت وكالة أونروا من أنّ الفلسطينيين في قطاع غزة عالقون في دوّامة النزوح القسري المتكرّر، وتُهجَّر العائلات مراراً وتكراراً وسط العمليات العسكرية وحرّ الصيف، حاملة ما في وسعها.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يُهجِّر الاحتلال الفلسطينيين في قطاع غزة من خلال أوامر إخلاء جماعية، فيضطر هؤلاء إلى حمل ما تيسّر لهم حمله، ويخرجون من منازلهم ومناطقهم صوب المجهول. صحيح أنّ من بينهم من قصد أقارب أو معارف في بداية الحرب المتواصلة عليهم منذ أكثر من عشرة أشهر، غير أنّ الحال اليوم اختلفت، فأهالي غزة بأكثريتهم الساحقة صاروا مهجّرين.

وقد أوضحت بيانات وكالة أونروا الأخيرة، الصادرة أمس الأربعاء، أنّ 1.9 مليون فلسطيني (من أصل 2.3 مليون) أُجبروا على النزوح القسري منذ الأيام الأولى من العدوان، وأنّ كثيرين منهم نزحوا أكثر من مرّة. ومن بين هؤلاء كثيرون نصبوا لعائلاتهم خياماً في الشوارع، أو لجأوا إلى مراكز إيواء مختلفة، مخيّمات أو مدارس تابعة لوكالة أونروا تحوّلت إلى ملاجئ.

ويأتي النزوح القسري بعد أوامر الإخلاء الجماعية ليفاقم أكثر معاناة الفلسطينيين، ولا سيّما أنّ كثيرين يضطرون إلى السير نحو وجهات غير محدّدة، لعدم توافر وسائل نقل كافية أو لعدم توافر المحروقات. وكثيراً ما يلجأ هؤلاء إلى عربات تُجرّ يدوياً أو بواسطة بغال، وكلّ ذلك وسط ظروف معيشية صعبة وقاسية وعدم توافر البدائل. كذلك تجد العائلات النازحة صعوبة كبيرة في نقل مرضاها وكبار السنّ من أفرادها.

في الإطار نفسه، أضاء مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) على معضلة تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة. وبيّن منسّق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مهنّد هادي أنّ عمليات الإجلاء الجماعية في قطاع غزة "تخنق" صمود الناس وتقيّد بشدّة عمليات الإغاثة. جاء ذلك في تدوينة على موقع إكس، أُرفقت بتسجيل فيديو يُظهر لقطات ممّا يعانيه الفلسطينيون وسط النزوح القسري المتواصل من ناحية إلى أخرى في قطاع غزة.  

وفي أوامر الإخلاء الجماعية التي تصدرها قوات الاحتلال الإسرائيلي، تعمد إلى توجيه الفلسطينيين إلى ما تطلق عليه "مناطق إنسانية آمنة". لكنّ واقع الحال يؤكد أنّ ما من مناطق آمنة في قطاع غزة، ولا سيّما أنّ عدداً كبيراً من تلك المناطق المزعومة تعرّض في المدّة الأخيرة لهجمات إسرائيلية مميتة، الأمر الذي لاقى استنكارات واسعة من منظمات دولية عديدة ووكالات تابعة للأمم المتحدة وغيرها.

إلى جانب ذلك، تفتقر معظم مساحة المناطق الإنسانية الآمنة المزعومة إلى البنى التحتية، فلا تتوافر فيها مياه ولا مرافق خدمية، نظراً إلى أنّها غير مأهولة، وهو ما يجعلها بيئة خصبة لانتشار الأمراض بعد اكتظاظها بالمهجّرين. يُذكر أنّ الأمم المتحدة راحت تحذّر منذ الأيام الأولى من الحرب الإسرائيلية على غزة من أن "لا مكان آمناً" في القطاع المستهدف. 

وأوّل من أمس الثلاثاء، حذّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحافي يومي، من خطورة أوامر الإخلاء الإسرائيلية على السكان والنازحين في قطاع غزة. وبحسب بيانات الأمم المتحدة الأخيرة، اضطر 9 أشخاص من كلّ 10 يقيمون في قطاع غزة إلى النزوح قسراً بسبب الهجمات الإسرائيلية.

(العربي الجديد، الأناضول)

المساهمون