يُسابق القائمون على جمعية "يلا نتعاونو" (أهلية) ومتطوّعوها الزمن، من أجل الانتهاء من تجهيز آخر دفعة من المنازل البديلة في أكبر قرية لإعادة الايواء المؤقت لمنكوبي زلزال الحوز الذي وقع في الثامن من سبتمبر/ أيلول الماضي بالمغرب، وذلك قبل حلول فصل الشتاء.
183 منزلا بديلاً للتخفيف من معاناة المتضررين من زلزال الحوز
ومنذ ما يقارب الشهرين، تكثف جمعية "يلا نتعاونو" جهودها من أجل الانتهاء من إقامة 183 منزلاً بديلاً، للتخفيف من معاناة المتضررين من زلزال الحوز، في عدد من المناطق الجبلية والدوائر الموجودة في إقليم شيشاوة، وتمكينهم من استقبال فصل الشتاء في أفضل الظروف.
تقول رئيسة الجمعية، نوال الفيلالي، لـ"العربي الجديد":" بعد 50 يوماً من رباطنا في جماعة أداسيل تمكّنا من أن نُسلّم رسمياً منازل متنقلة مجهزة بالألواح الشمسية والأفرشة لـ 118 أسرة من دوار تيكخت، فضلاً عن بناء مدرسة ومسجد ومرافق أخرى من القرية نفسها. كما تسلمت أسرة واحدة من دوار تيغولا و28 أسرة في دوار مجديد منازل متنقلة في حين تبقى 36 منزلاً سيتم الانتهاء منها خلال الأيام المقبلة، ليصل مجموع المنازل التي تكفلنا بها 183 منزلاً".
وتضيف:" نفذنا أكبر مشروع لصالح المنكوبين بمعدل 5 إلى 6 أفراد من كل أسرة في منزل تبلغ مساحته 6 أمتار طولاً و3 أمتار عرضاً. ولتنفيذ المشروع جرت الاستعانة بأسطول من الجرافات اشتغل لأكثر من 40 يوماً وذلك لهدم الجبل، وللحصول على مستطيل مسطح. في حين واجهت عمليات التجريف صعوبات بسبب الحجارة. وإجمالاً، اشتغل المتطوعون في جمعية "يلا نتعاونو" 50 يوماً من أجل إنجاز أكبر قرية لإعادة الايواء المؤقت للمنكوبين في زلزال إقليم شيشاوة، وذلك بدعم وتعاون مع المحسنين والسلطات والشركات المواطنة".
وأحدثت مأساة زلزال إقليم الحوز، الذي صنّف على أنه أقوى زلزال عرفه المغرب منذ قرن، موجات واسعة من التضامن لدى جميع فئات المجتمع، لمحاولة مساعدة المتضررين والتخفيف عنهم. وازدادت التبرعات وعمليات جمع الإعانات ومختلف التحركات التضامنية، في هبّة تضامنية غير مسبوقة في البلاد.
وكانت جبال الأطلس المغربية قد عرفت زلزالاً بقوة 7 درجات على مقياس ريختر يوم الثامن من سبتمبر/ أيلول الماضي، وأوقع نحو 3 آلاف قتيل و5530 جريحاً.
وتقدّر الحكومة بأن 2.8 مليون مواطن تضرروا من الزلزال الذي دمّر أكثر من 59 ألف منزل، منها 20 ألفاً بالكامل. ووضعت برنامج طوارئ لإعادة إيواء المنكوبين بالزلزال، والتكفل بالأسر الأكثر تضرراً عبر منح كل منها مساعدات مالية طارئة بقيمة 30 ألف درهم مغربي (3000 دولار)، و140 ألف درهم (13.500 دولار) كتعويض للمساكن التي انهارت بالكامل، و80 ألف درهم (7700 دولار) لتغطية أعمال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئياً.
كما أعلنت السلطات عن إطلاق ورش ضخمة لإعادة إعمار القرى التي دمرها الزلزال، بميزانية توقعية إجمالية تقدر بـ120 مليار درهم، (حوالي 11.7 مليار دولار)، على مدى خمس سنوات وتستهدف 4.2 ملايين نسمة.
وفي 7 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، انطلقت عملية تقديم الدفعة الأولى من الدعم الخاص بإعادة بناء المنازل التي انهارت بشكل كلي أو جزئي، جراء زلزال الحوز، حيث تم وضع دفعة أولى بمبلغ 20.000 درهم رهن إشارة المتضررين، تصرف لمواكبة تقدم أشغال البناء.