تواصل فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، لليوم الخامس على التوالي لزلزال تركيا وسورية، عمليات البحث عن الناجين أو المصابين أو الجثامين تحت أنقاض المنازل المدمرة في مناطق سيطرة المعارضة، شمال غربي سورية.
وقال منير المصطفى، نائب مدير الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ عمليات البحث عن عالقين تحت الأنقاض لا تزال مستمرة في كافة المناطق المتضررة من الزلزال، الذي ضرب شمال غربي سورية الإثنين الماضي.
وأكد المصطفى أنه مع استمرار عمليات البحث في مدينة سلقين، غربي محافظة إدلب: "انتشلت فرقنا، اليوم الجمعة، جثث 5 مدنيين بينهم 3 أطفال، من تحت أنقاض المباني المدمرة"، موضحاً أنّ الفرق أيضاً انتشلت جثة طفل، ظهر اليوم الجمعة، في بلدة جنديرس بريف حلب الشمالي.
وأشار المصطفى إلى أنّ "الخوذ البيضاء" وثّقت حتى الآن انتشال 513 جثة، وأكثر من 830 مصاباً، من تحت أنقاض المباني المدمرة في بلدة جنديرس بريف حلب الشمالي، مؤكداً أنّ الفرق تواصل أعمال البحث في شمال غرب سورية.
ولفت المصطفى إلى أنّ "الخوذ البيضاء" "تحتاج إلى كل شيء يساعد في انتشال العالقين تحت الأنقاض، من معدات ثقيلة، وطائرات مسيّرة (درون) تكشف الركام، وأجهزة متطورة للكشف عن العالقين تحت الأنقاض، بالإضافة إلى المحروقات".
وتمكّن فريق إسباني، بمساعدة "الخوذ البيضاء"، صباح اليوم الجمعة، من انتشال جثة طفلة كانت عالقة تحت الأنقاض في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، وذلك خلال مرحلة ثانية من البحث عن ناجين تحت الأنقاض بدأت، اليوم الجمعة، في مدينة الأتارب غربي محافظة حلب، بعد الانتهاء من المرحلة الأولى.
بدوره، قال أحمد العمر، وهو نازح من ريف إدلب الجنوبي إلى بلدة جنديرس بريف حلب الشمالي، إنّ "الوضع في بلدة جنديرس كارثي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى"، مؤكداً أن "هناك العديد من العائلات لا تزال من دون مأوى بسبب الدمار الكبير الحاصل في البلدة"، مشدداً على أنّ "المنطقة منكوبة بشكلٍ كامل، وبحاجة إلى معدات ثقيلة متطورة لمساعدة فرق الدفاع المدني السوري في عمليات الإجلاء".
وأضاف العمر: "نزحت مع عائلتي إلى قرية سكنية قريبة من بلدة جنديرس، وشيدنا خيمة في أرضٍ زراعية، بحثاً عن الآمان لعائلتي، لكن البرد شديد جداً، وهذا الوضع مأساوي، نحتاج إلى كافة أنواع المساعدات، والتخاذل الدولي حيال المتضررين من الزلزال في شمال غرب سورية أصبح واضحاً جداً".
وكانت "الخوذ البيضاء" قد أفادت، صباح اليوم الجمعة، بأنّ حصيلة ضحايا الزلزال في شمال غرب سورية، ارتفعت لأكثر من 2037 حالة وفاة وأكثر من 2950 مصاباً، مؤكدةً أنّ عمليات البحث مستمرة، وسط ظروف صعبة جداً، بالعمل تحت أنقاض المباني المدمرة، بعد مرور أكثر من 100 ساعة على الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة.