"الخوذ البيضاء" تبدأ مرحلة جديدة من تأهيل عفرين بعد كارثة الزلزال

28 اغسطس 2023
وثّق انهياراً كلياً لأكثر من 550 مبنى وجزئياً لـ1570 مبنى في الشمال السوري (العربي الجديد)
+ الخط -

انتقلت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) بأعمالها ضمن الاستجابة لكارثة زلزال 6 فبراير/شباط الماضي، بعد انتهائها من فتح الطرقات وإزالة الأنقاض في مناطق شمال غربي سورية، إلى مرحلة إزالة الجدران والمباني المتصدعة وإعادة تأهيلها في مدينة عفرين وريفها، يوم الأحد.

وكثفت فرق الدفاع المدني السوري مشاريع تأهيل السكن والبنية التحتية بمختلف مجالاتها سعياً منها إلى توفير سكن وبيئة مناسبة للحياة الآمنة للمدنيين في شمال غربي سورية.

وقال عضو مجلس إدارة الدفاع المدني السوري أحمد يازجي، لـ"العربي الجديد"، إن فرق الدفاع المدني "أطلقت اليوم، بناء على مطالبات الأهالي المتخوفين من إمكانية انهيار منازلهم المتضررة من الزلزال فوق رؤوس أطفالهم، مرحلة جديدة من إعادة الحياة وإنعاش المناطق المتضررة بإزالة مخاطر الأبنية المتصدعة والآيلة للسقوط في مناطق عفرين، شمال حلب".

وأضاف أن العمل يتم "بالتعاون بين فرق الدفاع المدني والمنظمات الإنسانية لهدم الأجزاء المتصدعة من المنازل بشكل كامل وإعادة بنائها من جديد لتكون آمنة لحياة أهلنا المدنيين، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وما يحمله من أمطار وعواصف يمكن أن تساهم في زيادة الضرر بالمنازل وانهيارها في أي لحظة".

وأشار إلى أن المشروع يأتي امتداداً للمشاريع السابقة "التي نفذتها فرق الدفاع المدني في المجال الخدمي بعد فتح الطرقات ضمن المناطق المتضررة من الزلزال وإعادة تزفيتها، إضافة لعمليات إعادة تأهيل البنى التحتية المتضررة والمدارس والمرافق العامة المتأثرة بالزلزال، والذي بدا جليّاً من خلال زيادة فرص انتشار الأمراض والأوبئة".

وقال حسام الناصر، وهو أحد ساكني المنازل المتضررة في ريف عفرين، إن المنزل الذي يقطنه تضرر من قصف سابق، وأتى الزلزال ليزيد خطر الإقامة فيه، وهو ما دفعه لطلب العون من فرق الدفاع المدني التي لبت النداء وسارعت لمساعدته بإزالة الأجزاء المتصدعة من المنزل وترميمه.

وأوضح الناصر، لـ"العربي الجديد"، أن الزلزال "ترك أثراً دائماً على المناطق المتضررة في شمال غربي سورية، التي عانت من حرب روسيا ونظام الأسد لسنوات طويلة، فلم يتسبب الزلزال في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات فحسب، بل شكل تحديات طويلة أمام التعافي والصمود في ظل البنية التحتية الهشة وعجز المجتمع الدولي عن الاستجابة الطارئة".

وأثنى على عمل فرق الدفاع المدني الذين بذلوا الكثير من الجهد في سبيل "إزالة الأنقاض والدمار وهدم الأبنية والجدران المتصدعة، التي تشكل خطراً على المدنيين، لتوفير حماية أكبر لهم من مخاطر ناجمة عن انهيار الأسقف والجدران في المباني المتضررة والمنشآت العامة".

أما النازحة من قرية الجبين، شمالي محافظة حماه، والمقيمة في ريف عفرين سارة البكر، فقالت لـ"العربي الجديد"، إن الأعمال التي تقوم بها فرق الدفاع المدني لخدمة السوريين المتضررين من الزلزال وتحسين البنية التحتية مهمة جداً ولا يمكن تجاهلها"، ووصفت الواقع الصعب الذي تعيشه مناطق شمال غربي سورية "وسط الحرب والفقر والتشرد التي زاد الزلزال من وطأتها"، مؤكدة أن "إعادة تأهيل المنازل تساهم ولو بشكل بسيط في تأمين جانب من الارتياح النفسي للمتضررين الباحثين عن حياة آمنة".

ووثق الدفاع المدني السوري انهيار أكثر من 550 مبنى بشكل كلي، و1570 مبنى بشكل جزئي في شمال غربي سورية بعد الزلزال، إضافة إلى آلاف المباني المتصدعة بصورة أقل خطراً، فيما أشار فريق "منسقو استجابة سوريا" إلى أن عدد المباني المهدمة أثناء الزلزال بشكل فوري بلغت 2171، مشيراً إلى أن "عدد المباني غير الآمنة للعودة وغير القابلة للتدعيم بلغت 5344 مبنى، تراوحت بين مبان لحقت بها أضرار جسيمة، وأخرى مطلوب هدمها بشكل عاجل، بالإضافة إلى أن عدد المباني التي تحتاج إلى تدعيم لتصبح آمنة للعودة بلغ تعدادها 14844 مبنى، تم تصنيفها على أن أضرارها متوسطة".

وبين أن "عدد المباني الآمنة وتحتاج إلى صيانة بلغ تعدادها 23738 مبنى (أضرار خفيفة)، كما أن عدد المباني الآيلة للسقوط التي تم هدمها بعد الزلزال بلغ تعدادها 214 مبنى".

ولفت "منسقو الاستجابة" إلى أن قيمة الخسائر الاقتصادية التي وثّقت "بلغت 1.95 مليار دولار أميركي، تشمل القطاعين العام والخاص، ومنشآت أخرى"، موضحاً أن أكثر من 13643 عائلة "فقدت مصادر دخلها نتيجة الزلزال الأخير الذي تعرضت له المنطقة".

المساهمون