مخاوف من هزات أرضية في البلدات العربية بالداخل الفلسطيني

06 فبراير 2023
منظر عام لمدينة أم الفحم ومبانيها (Getty)
+ الخط -

يستمر القلق من حدوث هزة أرضية في البلدات العربية القريبة من الغور والشق السوري الأفريقي، خاصة أن هذه الأخيرة غير مستعدة لأي كارثة طبيعية ومنها مبان قديمة لن تصمد في وجه قوة الطبيعة.

تاريخياً، الهزات الأرضية في فلسطين غير مدمرة وأقل قوة من مما حصل اليوم في تركيا وسورية، ووفقاً لإحصاءات سابقة فكل مائة عام تحصل هزة أرضية مدمرة، مثل التي حصلت سنة 1927 وقبلها سنة 1837.

وفي حديث مع البروفيسور علي صغير، الخبير في علوم الكرة الأرضية والمحاضر في الكلية الأكاديمية العربية بالتربية والتعليم بحيفا، استبعد أن يحدث في البلدات العربية مثل ما حدث في تركيا اليوم الإثنين أو بالدرجة نفسها، متحدثا عن توقعات ضعيفة الحدوث.

وأوضح الخبير أنه في غازي عنتاب مثلا تلتقي 3 حدود لصفائح صخرية من الكرة الأرضية في نقطة معينة، هي الصفيحة العربية، والصفيحة الأفريقية، وصفيحة الأناضول، وهذه النقطة غير بعيدة عن الشق السوري الأفريقي في الشمال، ومن هنا مبعث خطورتها لأنها ملتقى لثلاثة كسور جيولوجية، مشيرا إلى أن الحركة التي حدثت في تركيا اليوم انزلاقية، بمعنى أن كتلتين انزلقتا بعضهما على بعض، لكن قوة الزلزال كانت كبيرة.

وقال الصغير: "في بلادنا أخطر منطقة للهزة الأرضية هي الشق السوري الأفريقي وغور بحر الميت والمنطقة الشمالية، إلا أنه لم يسبق أن سجلت هنا هزة بقوة 7.8 وفي حال حدوثها سيكون هناك دمار شامل".

وأشار المتحدث إلى أن البلدات العربية غير جاهزة للهزات الأرضية خصوصا القريبة من الغور، فمعظم المباني لا تصمد بهزة بقوة 6.5 وأكثر، ولفت إلى أن المباني المقدسة في القدس، كنيسة القيامة والمسجد الأقصى، ليست بمعايير الهزات الأرضية، هي صامدة حتى الآن ولكن إذا حدثت هزة بقوة 7.8 لن يبقى إلا الركام.

وأفاد بأن البلدات المبنية على منحدرات جبلية، خاصة الرينة كفر كنا، دمرت في هزة أرضية سنة 1927، في حين أن القرى القريبة من الغور معرضة للخطر، ومنها مناطق بيسان وأريحا المبنية على نصف الشق الأفريقي.

وقال إنّ "القرى والبلدات العربية معظمها غير مهيأ لهزات أرضية، وكذلك البلدات اليهودية، كما أن صيانة المباني تكلف الكثير ولا توجد ميزانيات لهذا الأمر"، وأيضا هناك خطورة على القرى المزدحمة بالسكان.

وأشار المتحدث إلى حصول هزة أرضية في فلسطين التاريخية كل مائة عام، آخرها كانت مدمرة سنة 1927 وقبلها سنة 1837 في فلسطين.

من جهته، قال عبد الفتاح محاميد، منسق مركز الطوارئ في بلدية أم الفحم: "نحن جزء لا يتجزأ من الوضع العام ونحاول أن نقلص الفجوات، قسم من الجاهزية يتجلى في تحضير أماكن للناس في حال تضررت منازلهم، هناك أبنية في حال حدوث هزة أرضية مدمرة، كما جهزنا طواقمنا لخدمة أهل البلد من جميع الأقسام بالبلدية وخدمات الرفاه الاجتماعي ونقوم بتمرين الطوارئ داخل المدراس للطلاب".

ولفت إلى الاشتغال على خطة لتدعيم المباني القديمة حماية من الهزات الأرضية، لكن هذه الخطة لن تشمل البلدات العربية، مطالبا الدولة بخطة تشمل المجتمع العربي، موضحا "في البلدات العربية يمكن القول إن البناء الحديث آمن، ولكن لا شك أن الضرر سيكون أكثر في البلدات اليهودية، نحن من جهتنا نحاول تقليص المشاكل وإيجاد حلول مناسبة".

المساهمون