الاحتلال ينتقم من سلواد ... حصار وعقوبات جماعية

رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
02 سبتمبر 2022
الاحتلال ينتقم من سلواد.. حصار وعقاب جماعي
+ الخط -

يُضطر أهالي بلدة سلواد شرقي رام الله وسط الضفة الغربية، منذ نحو أسبوعين، إلى سلوك طرق بديلة للخروج من بلدتهم أو دخولها، إذ تغلق قوات الاحتلال الإسرائيلي المداخل الثلاثة للبلدة، ما يكبد الأهالي معاناة مضاعفة على صعيد الجهد والوقت والمال. ويتزامن ذلك مع تنفيذ قوات الاحتلال اقتحامات متواصلة وعمليات دهم للمنازل، حصل آخرها أول من أمس الأربعاء، حين اعتقلت خمسة فلسطينيين أحدهم بعد إصابته بجروح.
ولم تكتفِ سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق الطرق، بحجة أن جنودها ومستوطنيها يتعرضون لإطلاق نار من مقاومين يتواجدون في سلواد، بل استهدفت شباناً وذويهم بعمليات اعتقال ترافقت مع اقتحامات شبه يومية أدت أيضاً إلى استشهاد الشاب عمرو عليان والفتى محمد حامد، وسقوط جرحى.
وبلغ الاستهداف ذروته في 20 أغسطس/ آب الماضي، بعد إغلاق مداخل البلدة في شكل شبه كامل، ما زاد معاناة الأهالي خاصة المرضى وطلاب المدارس والجامعات والمعلمين والمعلمات الذين سعوا إلى مغادرة البلدة، واضطروا إلى سلوك مداخل فتحت مؤقتاً للعبور، بحسب ما يقول عضو بلدية سلواد باسل حامد لـ"العربي الجديد".

وقد تفتح قوات الاحتلال مداخل سلواد لدقائق قليلة من أجل السماح بخروج الأهالي، ثم تغلقها فيسلك العابرون طرقاً بعيدة للوصول إلى منازلهم. وما يزيد المعاناة بحسب حامد، أن قوات الاحتلال باتت لا تتردد في اقتحام البلدة في الصباح الباكر أحياناً، وذلك بالتزامن مع بدء العام الدراسي الحالي، ما يزيد معاناة الطلاب وذويهم، خصوصاً أن الاقتحامات تترافق مع مواجهات وإطلاق قنابل غاز، ورصاص عشوائي.
ويتحدث حامد عن أن "سكان سلواد يشعرون بأن الاحتلال يريد الانتقام من أهالي سلواد ويحقد عليهم، ويستهدفهم بعقاب جماعي". ويطالب بالتالي المؤسسات الدولية بالضغط على سلطات الاحتلال الغسرائيلي لتجنيب الأهالي العقاب الجماعي.
ويؤكد أن زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي تعرض قواته ومستوطنيه لإطلاق نار من بلدة سلواد، يأتي في سياق استفزازاته المتواصلة في حق الأهالي. ويشدد على أنه حتى لو حصل إطلاق نار، لا يجوز فرض عقاب جماعي على أهالي سلواد والمنطقة الشرقية التي تضم عشر قرى.

الصورة
يعتقل الاحتلال الإسرائيلي شباناً في سلواد بحجة تعرض جنوده لإطلاق نار (عصام ريماوي/ الأناضول)
يعتقل الاحتلال الإسرائيلي شباناً في سلواد بحجة تعرض جنوده لإطلاق نار (عصام ريماوي/ الأناضول)

ويتفادى بعض الأهالي إرسال أبنائهم إلى المدارس حين تقتحم قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة سلواد، وتبقى فيها حتى الصباح الباكر، ما يربك عملية التعليم، وفق ما يقول بسام حماد الذي يعمل سائق حافلة لنقل التلاميذ لـ"العربي الجديد". ويضيف: "تشهد سلواد عمليات دهم يومية للمنازل، وتواجه حصاراً غير مسبوق يحرم الأهالي من الوصول إلى أعمالهم ووظائفهم، وتنفيذهم التزامات. وواضح أن العقوبات الجماعية تهدف إلى كسر إرادة الأهالي تنفيذاً لخطة ممنهجة، خاصة أن بلدة سلواد قدمت عشرات الشهداء ومئات من الجرحى والأسرى ينفذون أحكاماً طويلة بينها السجن المؤبد، ولا يريد الاحتلال الإسرائيلي أن تنتشر هذه الروح بين الأهالي".

مزاج لدقائق
ويقول رئيس بلدية سلواد رائد حامد لـ"العربي الجديد": تغلق "قوات الاحتلال الإسرائيلي مداخل سلواد الثلاثة بين حين وآخر، لكنها تواصل منذ أيام إغلاق المدخلين الجنوبي والغربي، علماً أنها تفتح المداخل أحياناً، بحسب المزاج لدقائق فقط".
وقد تتفاقم الأزمات مع استمرار إغلاق المدخل الغربي لسلواد تحديداً، حيث يوجد مكب نفايات ومكان لتصريف مياه الصرف الصحي.

ويعلّق العضو السابق في بلدية سلواد، ماهر ثلجي، على الحال السائدة بالقول لـ"العربي الجديد": تعرّض هذه الاقتحامات حياة الأهالي للخطر، إذ تترافق مع تفجير أبواب المنازل، وإطلاق الرصاص في شكل عشوائي. كما أنها تشمل منازل يملكها مغتربون يصابون مع أطفالهم برعب شديد".
ويشير إلى أن "عمليات الإغلاق وكذلك الاقتحامات التي قد تستمر تحديداً حتى وقت مبكر من الصباح، تؤخر وصول طلاب المدارس من قرية يبرود المجاورة إلى مدارسهم في سلواد، وكذلك المعلمين والطلاب والعمال.
وتبلغ مساحة بلدة سلواد نحو 20 ألف دونم، يصادر الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون ألفين منها، ويعيش فيها نحو 10 آلاف شخص. وهي الأكبر في المنطقة الشرقية.

ذات صلة

الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
الصورة
حرب غزة | آثار قصف المواصي في رفح 22/6/2024 (بشار طالب/فرانس برس)

سياسة

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة بعد قصفها خيام نازحين في منطقة المواصي بمدينة رفح في أقصى قطاع غزة، التي سبق أن ادعت أنها مناطق آمنة.
الصورة
عائلة أبو عمشة في غزة تعاني من ويلات النزوح والمرض والحرب، 18 يونيو 2024 (الأناضول)

مجتمع

لم يتجاوز عمر الطفلة انشراح أبو عمشة الـ 16 عاماً، عاشتها في غزة كغيرها من أطفال القطاع المحاصر غير أنها عانت خلال أعوامها الصغيرة الحرب والسرطان
الصورة
طبيبة وطفل في رواق مشفى الأقصى، 6 مارس 2024 (أشرف عمرة/ الأناضول)

مجتمع

منذ أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خرج نحو 32 مستشفى ومركزاً صحياً، بينها مستشفى شهداء الأقصى، عن العمل.
المساهمون