أكدت دار الإفتاء المصرية أنه "لا يجوز للمسلمة أن تتزوج من غير المسلم"، رداً على تصريحات أطلقتها أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، آمنة نصير، زعمت فيها عدم وجود أي نص قرآني يحرّم زواج المسلمة من غير المسلم، بشرط أن يكون من أهل الكتاب.
وأوضحت دار الإفتاء في بيان، الأربعاء، أن "هذا الحكم الشرعي قطعي، ويشكل جزءاً من هوية الإسلام"، وقالت إن "العلة الأساس في هذه المسألة تعبدية؛ بمعنى عدم معقولية المعنى، فالأصل في الزواج أنه أمرٌ إلهي وسرٌّ مقدس، وصفه ربنا تبارك وتعالى؛ فقال ﴿وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾ في سورة النساء".
وأثارت نصير جدلاً بتصريحات إعلامية، قالت فيها إنه "لا توجد مشكلة في زواج المسلمة من غير المسلم، إذا طبق غير المسلم مع زوجته المسلمة ما يطبقه المسلم مع زوجته المسيحية أو اليهودية، حيث لا يُكرهها على تغيير دينها، أو يمنعها من مسجدها، ولا يحرمها من قرآنها أو صلاتها".
وقالت أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إنه "في حال زواج المسلمة من غير المسلم، فإن الأولاد سينتسبون إلى الزوج، ولهذا كان رأى الفقهاء هو رفْض زواج المسلمة من غير المسلم حتى لا تتسرب المسلمات إلى اليهودية والمسيحية".
لا يجوز للمسلمة أن تتزوج من غير المسلم وهذا الحكم الشرعي "قطعي" ويشكل جزءًا من هوية الإسلام والعلة الأساس في هذه المسألة...
Posted by دار الإفتاء المصرية on Wednesday, 18 November 2020
وأصدر مكتب آمنة نصير، بياناً بشأن الأزمة وقال: "اقتطع البعض من حديثها على قناة الحدث، عن زواج المسلمة من أهل الكتاب، وتمّ اجتزاؤه من سياقه، ووضعه كأنه تصريح منها وموافقة منها عليه".
وتابع البيان: "جاء أحد أسئلة الحلقة عن وجود نص قرآني يُحرّم زواج المرأة المسلمة من رجل من أهل الكتاب، وكان رد الدكتورة آمنة نصير، أنه لا يوجد نص قرآني صريح في ذلك الشأن بالتحديد، ولكن التحريم جاء من إجماع الفقهاء كي لا يتسرب الأبناء إلى دين الأب غير المسلم، وعليه فهي تؤكد قاطعة تأييدها لما جاء من رأي جمهور الفقهاء من تحريم كي لا يتسرّب الأبناء أو يتشتّت إيمانهم بين الأم المسلمة والأب المنتمي لأهل الكتاب. أما الزواج من مشرك أو مشركة فهو محرم تحريماً قطعياً، لوجود النص القرآني الصريح بتحريمه، ولا يجوز فيه ثمة اجتهاد من أي نوع".
وأضاف البيان: "وتؤكد الدكتورة آمنة نصير، أهمية التجديد في الدين وخطابه وضرورة الاجتهاد في القضايا الفقهية المستجدة من دون القضايا التي نزل فيها النص القرآني، وهو ما عاشت تقوم به طيلة مسيرتها العلمية، وتهيب بالكافة الالتزام بأمانة الكلمة، وصدق النقل، وعدم الاقتطاع من السياق، لتحقيق سبق أو إثارة قضايا جدلية في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي.. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل".