الأمم المتحدة تطالب "طالبان" بالسماح للأفغانيات بالعمل في الإغاثة

26 يناير 2023
يتظاهرن ضد قرارات "طالبان" (Getty)
+ الخط -

حض مسؤولان أمميان رفيعان حركة طالبان على إبداء مزيد من الوضوح بشأن القطاعات الإنسانية التي يمكن إعادة فتحها أمام الموظفات الأفغانيات، مع تحذير أحدهما من أن "مجاعة تلوح في الأفق" خلال فصل الشتاء القاسي. وفي نيويورك، قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، إنها ضغطت "بشدة" خلال زيارتها أفغانستان الأسبوع الماضي بشأن قضايا المرأة، وفي بعض الأحيان "لم يكن رد الفعل لطيفاً".

وقالت محمد في مؤتمر صحافي في نيويورك إنها استجمعت كل قدراتها "في محاولة للدفاع عن حقوق المرأة واستعادتها". أضافت أن حكومة "طالبان" أبلغتها أنها تسعى لحماية النساء، لكن "تعريفها للحماية سيكون، باعتقادي، هو تعريفنا للقمع". وقالت: "الكثير مما يتعين علينا التعامل معه هو كيف ننقل طالبان من القرن الثالث عشر إلى القرن الحادي والعشرين. وهذه بحد ذاتها رحلة لن تحصل بين ليلة وضحاها. سيكون من الصعب إعادتهم إلى الحيز الذي نحتاجهم فيه، حيث هناك حماية لحقوق النساء والفتيات".

وتقول وكالات الإغاثة إن أفغانستان تواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ يهدّد الجوع أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 38 مليون نسمة، ويعاني قرابة أربعة ملايين طفل من سوء التغذية. وتفاقمت الأزمة عندما منعت سلطات "طالبان" النساء الأفغانيات من العمل في المنظمات غير الحكومية، ما أجبر العديد من وكالات الإغاثة على تعليق نشاطها. لكنها عادت وسمحت في الأسابيع الأخيرة للنساء بالعمل في المنظمات الصحيّة.

تدرسان في المنزل بعد منع "طالبان" النساء من التعليم الجامعي (أحمد ساهل أرمان/ فرانس برس)
تدرسان في المنزل بعد منع "طالبان" النساء من التعليم الجامعي (أحمد ساهل أرمان/ فرانس برس)

من جهته، أمل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، بإعادة فتح المزيد من القطاعات الإنسانية أمام الموظفات الأفغانيات. وقال خلال مقابلة في مكتب للأمم المتحدة في كابول: "أبلغني عدد من قادة طالبان أن الحركة المتشددة، بصفتها إدارة، تعمل على مبادئ توجيهية ستوفر مزيداً من الوضوح حول دور وإمكانية عمل النساء في النشاط الإنساني". أضاف في ختام زيارته لأفغانستان: "أعتقد أن من المهم حقاً أن نبقي الضوء مسلطاً على عملية وضع تلك المبادئ التوجيهية".

وقاد غريفيث وفداً من كبار مسؤولي المنظمات غير الحكومية، وأجريت لقاءات مع العديد من مسؤولي "طالبان" في محاولة لدفعهم إلى تخفيف الحظر المفروض على عمل النساء في مجال الإغاثة.

وجاءت جولة وفد غريفيث بعد أيام من اختتام محمد زيارتها إلى أفغانستان. وعلاوة على منع النساء من العمل في المنظمات غير الحكومية، منعت سلطات "طالبان" الفتيات أيضاً من الدراسة الجامعية.

ويؤكد المسؤولون الحكوميون أن القرارين فُرضا لأن النساء لم يلتزمن بقواعد ارتداء الحجاب، وهو ادعاء نفاه عاملون في الإغاثة وطلاب جامعات. وأشار غريفيث إلى أن المجتمع الإنساني العالمي سيصر على عمل الأفغانيات حتى يتم تقديم المساعدة في الدولة المنكوبة. وقال: "حيثما توجد فرص لنا لتقديم المساعدة الإنسانية والحماية بطريقة تقوم على المبادئ، ما يعني بوجود النساء، سنفعل ذلك. ليس لدينا وقت. نحن في الشتاء والناس يموتون والمجاعة تلوح في الأفق". أضاف: "نحن بحاجة إلى قرارات الآن، ولهذا أعتقد أن هذه الاستثناءات العملية التي تحدثنا عنها مهمة للغاية".

(فرانس برس)

المساهمون