الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي يدخل عامه الـ44 في سجون الاحتلال وسط هجمة على الأسرى
لم يكن بوسع الأسيرة المحررة أمان نافع خلال مشاركتها اليوم الثلاثاء، في فعالية إسناد للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بمقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية سوى رفع فرشة كان ينام عليها زوجها الأسير نائل البرغوثي وهو عميد الأسرى الفلسطينيين، حين اعتقاله قبل 43 عاماً مع شقيقه الراحل عمر وابن عمه فخري، للتعبير عما يعانيه نائل نتيجة استمرار اعتقاله.
تقول أمان إنّ "تلك الفرشة التي أخرجها نائل من السجن تلفت، لكن نائل بقي معتقلاً في سجون الاحتلال الإسرائيلي".
دخل نائل البرغوثي، اليوم الثلاثاء، عامه الـ44 في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، وهي أطول مدة اعتقال في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، في ظل هجمة شرسة بحق الأسرى، وكان نائل أحد من تعرضوا أخيراً لاعتداء على يد قوات القمع بعد نقله من سجن عوفر إلى جلبوع.
تضيف أمان، في كلمة لها خلال الاعتصام الأسبوعي لمساندة الأسرى أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة البيرة: "لقد تلفت الفرشة، فما بالكم بالأسرى أنفسهم، والذين يتعرضون لهجمة شرسة، إذ استشهد ستة منهم خلال شهر".
كما تؤكد في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاحتلال أعاد وضع الأسرى لبدايات إنشاء السجون والاعتقال، في ظل ظروف صعبة، يتم فيها ضربهم، ما أدى لاستشهاد ستة منهم".
من جهته، يُشدّد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدورة فارس، لـ"العربي الجديد"، على أنّ "الأسرى يتعرضون لهجمة شرسة، إذ قتل ستة منهم في زمن قياسي بطريقة بشعة في ظل شهادات تردنا عن تعرض اثنين منهم على الأقل للضرب، وتركوا حتى استشهدوا".
والأسير البرغوثي البالغ من العمر (66 عاماً) من بلدة كوبر شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية، واجه الاعتقال منذ عام 1978، وقضى منها 34 عاماً بشكلٍ متواصل، وتحرر عام 2011 ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، إلا أنّ الاحتلال أعاد اعتقاله ضمن حملة اعتقالات واسعة عام 2014، طاولت العشرات من الأسرى المحررين في الصفقة.
وتوالت أجيال ومتغيرات كبيرة على السّاحة الفلسطينية والعالميّة، ولا يزال نائل يقبع في زنازين الاحتلال كرهينة بذريعة وجود ملف "سرّي" حكمه مؤبد و18 عامًا.
ولد الأسير البرغوثي في بلدة كوبر في 23 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1957، واعتُقل للمرة الأولى عام 1978، وحُكم عليه بالسّجن المؤبد و18 عاماً، وعلى مدار 34 عاماً، قضاها بشكلٍ متواصلٍ، رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه، رغم عقد العديد من صفقات التبادل، والإفراجات التي تمت في إطار المفاوضات.
في الثامن عشر من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2011، وضمن صفقة تبادل "وفاء الأحرار" أفرج عنه إلى جانب المئات من الأسرى، وكان من ضمنهم رفيق دربه المحرر فخري البرغوثي، وتزوج بعد الإفراج عنه من الأسيرة المحررة أمان نافع.
وفي الثامن عشر من يونيو/ حزيران 2014، أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله مجدداً، وأصدرت بحقه حُكماً مدته 30 شهراً، وبعد قضائه مدة محكوميته، أعادت حُكمه السابق، وهو المؤبد و18 عاماً بذريعة وجود ملف سري، إلى جانب العشرات من محرري صفقة "وفاء الأحرار"، الذين أُعيد لهم أحكامهم السابقة، وغالبيتهم يقضون أحكاماً بالسّجن المؤبد.
وفي العام 2018، قتلت قوات الاحتلال ابن أخيه صالح البرغوثي، واعتقلت شقيقه عاصم، ومجموعة كبيرة من أفراد عائلته، وهدمت منزلين للعائلة، ضمن سياسة العقاب الجماعي، وخلال العام الجاري اعتقل الاحتلال شقيقته الوحيدة حنان البرغوثي وجرى تحويلها للاعتقال الإداريّ.
وخلال العام 2021 واجه البرغوثي محطة صعبة في حياته تُضاف إلى العشرات من المحطات السابقة، وذلك بفقدان شقيقه ورفيق دربه عمر البرغوثي (أبو عاصف)، حيث حرمه الاحتلال مجددًا من وداع أحد أحبائه، كما فقد سابقًا والديه وحرمه كذلك من وداعهما.
يشار إلى أنه ومنذ أكثر من 6 سنوات شرع محاميه بمسار قانوني، تمثل في تقديم عدة استئنافات والتماسات ضد قرار إعادة حكمه السابق، وحتى الآن لم يصدر قرار، والجدير ذكره أنّ جلسة محاكمة ستعقد له في المحكمة العسكرية في "عوفر" خلال الشهر الجاري، علماً أن موعد الجلسة تم تعيينها منذ عشرة شهور.