يداوم عدنان أبو عطية (34 عاماً) على مهنة المسحراتي في الليالي الرمضانية منذ 10 سنوات، في منطقة الجاردنز، شمال العاصمة الأردنية عمّان. ورث مهنته من أبيه وجدّه اللذين دأبا على إيقاظ الصائمين وقت السحور، في رمضان من كل عام.
يلبس أبو عطية زيّه التقليدي، ويحمل طبله بين يديه، وينشد المدائح النبوية والابتهالات، يوقظ النائمين لتناول وجبة السحور، وبأغانيه الجميلة يزيد من سِحر وقت السَحر جمالاً وسِحراً.
يقول المسحراتي أبو عطية لـ "العربي الجديد"، عندما التقيناه في إحدى الحارات إنه يبتغي من عمله إدخال البهجة والسرور إلى قلوب الناس في ليالي رمضان، وإحياء شعيرة من شعائر الشهر الفضيل، والمحافظة على هذه الطقوس الروحانية وعلى العادات والتقاليد الجميلة المتعلقة بشهر رمضان.
ويضيف: "وباء كورونا أثّر على حياتنا ومنعنا من الاستمتاع بالشهر الفضيل ولياليه الجميلة بسبب الحظر الليلي الطويل، وأفقدنا بهجة رمضان بغياب صلاة التراويح والخيم الرمضانية والولائم والجمعات العائلية، لذلك أخذت على عاتقي إبهاج الناس من خلال جولات التسحير".
وعلى مدى الشهرين الحالي والماضي، يشهد الأردن ارتفاعاً في عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، ما دعا السلطات لاتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية للحدّ من انتشار الفيروس، أبرزها حظر تجوّل ليلي يمتد من السابعة مساءً وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ومنع إقامة صلاة العشاء والتراويح في المساجد، وإغلاق صالات المطاعم والخيم الرمضانية والتجمّعات العائلية.