بدأ أسرى محررون ونشطاء فلسطينيون اعتصاما داخل مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة طولكرم، مطالبين بإنهاء ملف الأسير المضرب عن الطعام منذ 77 يوماً ضد اعتقاله الإداري، ماهر الأخرس، فيما أعلن ثلاثة من المعتصمين إضراباً تحذيرياً عن الطعام لمدة يوم واحد.
ويأتي الاعتصام بعد شروع أسرى محررين باعتصام مماثل داخل مقر الصليب الأحمر في مدينة جنين، الثلاثاء الماضي، وتوقع النشطاء البدء باعتصامات في مقرات أخرى للجنة الدولية ومؤسسات دولية أخرى في الضفة الغربية، في حال لم يتم حل ملف الأخرس.
ويطالب المعتصمون الصليب الأحمر الدولي بزيارة الأسير ماهر الأخرس المعتقل في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي، وإعطاء تقرير مفصل عن وضعه الصحي المتدهور، والقيام بواجبه تجاه الأسرى عموماً، متهمين اللجنة الدولية بالتقصير.
وقال الأسير المحرر محمد علان لـ"العربي الجديد" إن "الاعتصام في طولكرم يأتي بعد إعلان الصليب الأحمر نقل أعمال مكتبه في جنين إلى طولكرم. جئنا لنقول إن الكل الفلسطيني جسد واحد، ونتوقع اعتصامات في مدن فلسطينية أخرى. أمر مشين ما قام به الصليب الأحمر من إغلاق مقره في جنين، بدلاً من مساندتنا، كأنه يعاقبنا ويعاقب ذوي الأسرى، مع أن الأولى إغلاق مقراته في تل أبيب، لأن حكومة الاحتلال هي التي تخالف القوانين الدولية بالاعتقال الإداري".
وأضاف علان: "المؤسسات الدولية، وعلى رأسها الصليب الأحمر، هي الوحيدة المخولة زيارة أي أسير فلسطيني، ونرى أنه لا يقوم بالإجراءات والوسائل التي يمكن أن يقوم بها، ونلمس تقصيرًا، فلم يخرج أي تقرير أممي حول الوضع الصحي للأخرس، وهذا تقاعس كبير".
وقال أحد كوادر حركة الجهاد الإسلامي وأحد المضربين عن الطعام تضامنا مع الأخرس، نظير نصار، لـ"العربي الجديد": "رسالتنا إلى الصليب الأحمر أن الاعتصام قد ينتقل إلى محافظات أخرى. نطالب الصليب الأحمر بزيارة ماهر، وأن يعطي تقريرا مفصلا عن صحته، فلا يعقل أن يكون بين الحياة والموت والصليب الأحمر لا يدري بما يحدث. النشطاء والأسرى المحررون لن يغادروا مقرات الصليب الأحمر، وإن دعت الضرورة سيتم الدخول إلى كل مقرات الصليب في الضفة الغربية، وربما مؤسسات دولية أخرى".
وحول إغلاق مقر الصليب الأحمر في جنين ردا على الاعتصام، قال نصار: "يدعون أن الاعتصام داخل مقرات الصليب يعيق العمل، وقلنا لهم نحن لا نعيق عمل أحد، ولا نتعرض لأحد، أو نسيء إلى أحد، ولن نمس أي شيء من الممتلكات، جئنا لنقول للموظفين إن عليهم إيصال رسالة إلى مدرائهم بأن هناك قصورا حقيقيا في قضية الأخرس، وكل قضية الأسرى".
بدوره، قال الأسير المحرر لؤي الأشقر لـ"العربي الجديد"، وهو أيضاً من المضربين عن الطعام: "الرسالة الموجهة للصليب الأحمر أننا مستاؤون من التدهور والتراجع في الأداء. يستطيعون تدويل قضية الأخرس لأنهم الجهة المخولة التواصل مع الأسير وذويه، ومع الاحتلال الذي يقوم باعتقال الفلسطينيين من دون تهمة وفق الاعتقال الإداري".
وتابع: "نتحدث عن شخص يصارع الموت، وكل الأطباء المشرفين على وضعه يعطون تصورا بأنه قد يتعرض للموت بشكل مفاجئ، أو يصاب بجلطة قلبية أو دماغية".
وكانت تغريد الأخرس، زوجة الأسير ماهر، أعلنت الإضراب عن الطعام دعما لزوجها قبل أيام من داخل مستشفى "كابلان" في الأراضي المحتلة عام 1948، واتهمت الصليب الأحمر برفض إعطاء تقرير حول صحة زوجها المتدهورة، محملة كل الأطراف مسؤولية حياته.
ويواصل الأسير ماهر الأخرس (49 سنة)، من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ77 على التوالي رفضاً لاعتقاله الإداري، وأوضح نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، أن الخطورة الحاصلة على مصير الأسير الأخرس تضاعفت منذ أمس السبت، بعد أن نقلته إدارة مستشفى "كابلان" من الغرفة المُحتجز فيها إلى غرفة أخرى بعد اكتشاف وجود إصابة بفيروس كورونا في غرفة مجاورة.