استهداف أبراج نقل الكهرباء يفاقم معاناة العراقيين

مع تصاعد درجات الحرارة في العراق إلى أكثر من 48 درجة مئوية، تصاعدت حدّة الهجمات على أبراج نقل الطاقة الكهربائية، والتي تتعرض لتفجيرات تؤدي إلى تعطيلها، ما يؤدي إلى تدني وصول الكهرباء إلى مختلف المناطق.

وتعدّ محافظة ديالى المرتبطة حدودياً مع إيران من طرف، ومع العاصمة بغداد من طرفها الآخر، من أكثر المحافظات عرضة لعمليات استهداف أبراج الكهرباء، والتي يتهم بتنفيذها بقايا تنظيم "داعش"، وقال مسؤول أمني في المحافظة، إن "تفجيرات بعبوات ناسفة تستهدف أبراج الكهرباء في مناطق تقع خارج التواجد الأمني"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أنه "لا يمكن تأمين كافة الأبراج كونها تمتد على مسافات بعيدة، وفي مناطق غير مأهولة، أو وعرة جغرافياً".

وأكد المصدر الأمني أن "قوات الأمن تبذل جهدها لتأمين الأبراج من عمليات التخريب التي قد يقف تنظيم داعش وراءها، أو تكون بعض الفصائل المسلحة الناشطة بالمحافظة، والتي تعمل وفق أجندات تخريبية، وتم تشكيل مفارز لحماية الفرق الفنية التي ترسلها وزارة الكهرباء لإصلاح الأبراج".

وخلال الأيام الأخيرة، شمل انقطاع التيار الكهربائي نحو 70 في المائة من مناطق المحافظة بعد تفجير أبراج الخط الإيراني الناقل للطاقة في أطراف بلدة السعدية شمال شرقي المحافظة، ولم تنحصر أضرار تجهيز الكهرباء على ديالى وحدها، بل تأثرت العاصمة بغداد، والتي فقدت نحو 485 ميغا واط بسبب إمداد ديالى بالطاقة.

وحمل مواطنون الجهات الأمنية والحكومية مسؤولية توفير الطاقة الكهربائية، مؤكدين أن عمليات الاستهداف تتفاقم سنوياً مع تصاعد درجات الحرارة، وقال معن الجبوري، وهو أحد وجهاء بلدة المقدادية شمال شرقي ديالى، إن "الظلام خيّم على مساحات واسعة من المحافظة، وينبغي التخفيف من معاناة المواطنين، ووضع خطط أمنية وفنية لتوفير الكهرباء".

وأكد الجبوري لـ"العربي الجديد"، أن "وقت عمليات الاستهداف معلوم، وهي تتفاقم في كل صيف مع ارتفاع درجات الحرارة، ما يتطلب من الجهات المسؤولة تكثيف خططها خلال هذه الفترة لحماية الأبراج. كيف يعجز العراق بوارداته الكبيرة عن حل أزمة الكهرباء طوال 17 عاماً؟، الحكومات المتعاقبة مسؤولة عن هذا الفساد".

طاقة

التحديثات الحية

مخاوف من انهيار منظومة الكهرباء العراقية بعد تراجع ساعات التجهيز

وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أحمد موسى، إن "استهداف أبراج خط ميرساد- ديالى، تسبب في تضرر المنظومة، مما دفع إلى تغذية محافظة ديالى من المنظومة الوطنية، وبالتالي أثر على ساعات التجهيز في بغداد"، مبيناً في تصريح أن "استهداف الأبراج سيؤثر على البنى التحتية لمنظومة الطاقة العراقية، وسيحدد الأحمال، أي استهداف لأبراج نقل الطاقة هو استهداف للمواطنين، وتدمير البنى التحتية لمنظومة الطاقة العراقية".

وأشار إلى أن "الوزارة أجرت كشفاً للموقع، وتبين استهداف الأبراج بعبوات ناسفة، ونعمل حالياً على إعادة إصلاح الأبراج المتضررة، ومن ثم إعادة الخط للعمل مرة أخرى".